بقلم: صومائيل يوسف
لا ترفعوا اعلام فلسطين. ولا تذمروا اسمها ، ولا تتضامنوا معها، أدينوا الضحايا ، اطلقوا عليهم صفة الارهاب والبربرية .
واعلنوا ان الغربين يخشون ان تخدش مشاعر اسرائيل ، في رفع اعلام فلسطين او النداء باسمها في شوارعهم ، ويحرصون على عدم استفزازها ، اوالمساس بمشاعرها المرهفة
فليس مهماً ان تسحق حقوق الانسان ، فحرية التعبي ليست ر حقاً اساسياً للضعفاء ، وربما خطأً وقع في اقرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام1948 وفي المادة 19 التي تقول:
“لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود.
عند اسرائيل تتوقف هذه المادة وتقف الديمقراطيات الغربية العريقة جداً جداً ، عاجزة عن ترجمتها ، وترجمة مفاهيمها التي صدعوا بها رؤوس شعوب العالم ، واضطهدوا بها دول كثيرة بحجة انتهاك حرية التعبير ، بل حاكموا شعوباً، واستهتروا بمعتقداتهم. بحجة حرية الرأي ، ها هي فرنسا قلعة الحرية وشعارها الوطني « حرية– مساواة – أخوة» تبخر بلحظة واحدة حينما تعلق الامر باسرائيل. بريطانيا وامريكا وبقية دول العالم « المتحضر جداً ؟؟؟؟؟ » تنكثان تعهداتهما في الحرية والديمقراطية وتدوسان على المادة الثالثة من الاعلان العالمي لحقًق الانسان ، التي تقول : ” لكلِّ فرد الحقُّ في الحياة والحرِّية وفي الأمان على شخصه” وكذا الحال في المادة التاسعة التي تذكر ان “ لا يجوز اعتقالُ أيِّ إنسان أو حجزُه أونفيُه تعسُّفًا”
يعتقد الغرب ان لا احد تنطبق عليه مواد الاعلان العالمي الانسان آنفة الذكر سواهم والاسرائيليين.
او ربما العيب فينا لاننا لم نقرأ المادة بشكل جيد او ربما سقطت كلمة منها وهي ” لكل فرد غربي الحق في الحياة ….. ”
فلا حرية لغيرهم ولا حياة لسواهم، ويجوز نفي وتشريد وتدمير مدن الفلسطينيين لان مواد الاعلان العالمي لا تشملهم ، ويجوز تدمير وتهجير الشعوب لانهم ليسوا غربيين .
تنافحوا وثارت غيرتهم على اوكرانيا وفتياتها. الجميلات ، واستأسدوا علىالفلسطينيين في غزة، وعلى العراقيين في مدنهم وبلدهم وعلى ليبيا. وسوريا وجوعوا لبنان وحاصروا كوبا. وفنزويلا .
منعوا رفع الاعلام وذكر اسم فلسطين واعتقلوا من فعل ذلك،أصدروا القرارات الحكومية التي. تسمح للشرطة باعتقال من يرفع العلم الفلسطيني في شوارع لندن وباريس وبقية مدن “العالم المتحضر جداً جداً ؟؟؟؟؟” كما فعلت وزيرة الداخلية البريطانية حينما اصدرت قرار باعتقال كل من يرفع علم فلسطين . .
للمرة الثانية تسقط اوربا وامريكا في امتحان حقوق الانسان ويكشف اعلامهم انهم متبجحون، افاكون ،بائعوا شعارات للضحك على ذقون السذج.
مرة في اوكرانيا وثانية في اسرائيل.
انها المثل. والقيم الغربية التي “هرونا” بها .
حرق القرآن “حرية رأي“ ، الجندر و المثلية حرية شخصية.
ارتداء الحجاب ” تخلف واضطهاد للمرأة“ رفع العلم الفلسطيني” نشر الكراهية ” اسم فلسطين ” ارهاب مجتمعي ”
المقاومة ” ارهاب”
عملية يقوم بها مسلم ” ارهابي ”
عملية يقوم بها غير المسلم ” مريض نفسي”
معايير مزدوجه وميزان معوج ، ولا زال البعض يعتقد ان النظام الرسمي الغربي، نظاماً انسانياً ، رحوماً .
لقد كشفت حرب غزة عورات العالم المتحضر؟؟؟؟ او العالم الحر جداً ؟؟؟ كما يطلقون هم على انفسهم .
و بينت ان الحرية وحقوق الانسان وحرية التعبير والحرية الشخصية وحقوق المرأة وحقوق الطفل ، كلها شعارات زائفة ، وادوات خداع عظيمة ، تُستخدم وقت الحاجة ضد الشعوب الفقيرة والضعيفة، وضد الشعوب التي تتوق للحرية والتخلص من نير العبودية الغربية.