صباح (يان فوسّه ) ومساؤه / ابراهيم البهرزي

صباح (يان فوسّه ) ومساؤه / ابراهيم البهرزي

ابراهيم البهرزي

حال سماعي باسم يان فوسّه الفائز بنوبل للاداب هذا العام ما كان علي الا ان اهرع الى عمنا غوغلللاستفسار عن الاسم وكان أن زاد غوغل من كرمه بان وهبني نسخة pdf من رواية (صباح ومساء) بترجمةشيرين عبد الوهاب والصادرة عن دار الكرمة في مصر المحروسة .

والرواية قصيرة(نوفيلا)  استغرقت اقل من ليلة لقراءتها والتامل فيها .

رغم ان نصا واحدا لا يكفي لنحت تمثال تام لهيئة كاتب ما ، الا انه يمكن ان يشي ببورتريه جانبي يعطيانطباعا ما .

لغةٍ  يان فوسة في هذه الرواية لغة فولكنرية بامتياز !

حواراته ومونولوجاته تعبر الازمنة بل تتداخل الى ما وراء الزمان حوالي عتبات الموت والحياة  وتعمدالتكرار اللفظي لتوكيد ما يعبر عنه اللايقين ،فنحن ازاء فسحة تسيارية بين الموت والحياة  ،وعلى مدىفصلين هما كل متن الرواية يمتد مخاض الولادة والموت والحب والحياة لكائن شديد البساطة  ،فصلان لايتكافئان سرديا ،فصل قصير بحدود ٢٠ صفحة واخر طويل يتضمن اغلب متن الرواية الممتدة على بحر ١٣٠صفحة  يعاد فيه المشهد الروائي مرارا من زوايا مختلفة يتداخل فيه الموت والحياة دونما فاصلة بذلك المكرالفني الفولكنري الذي يحطم كل السياقات الزمنية والبلاغية ليضع القاريء امام محنة ومتعة التفكربالوجود البشري من ابسط الاحداث والثيمات .

في (صباح ومساء) لاغير تمتد لعبة الحياة والموت لثلاثة اجيال وهي لعبة يجيد (يان فوسه ) باسلوبهالشاعري القائم على التكرار بما يشبه التمتمات ،يجيد إنشاء مشهد إنساني للموت والحياة دونما تفلسفاو مقولات كبرى مقتصرا على تدوين روتينيات الحياة اليومية تلك التي لا نلتفت اليها وهي تتقادم فيحياتنا حتى الموت .

قد يبدو التكرار في الرواية ضعفا لمن لم يختمر بروح  النص الفولكنري الساحر والساخر معا ، لكنه هو روحهذه الرواية كلها ، الحياة بسيطة ، تتكرر مفردات ايامنا الساذجة عبرها ،كما ان الموت ابسط !

سيقال وكعادة ثقافتنا العربية النائمة ان يان فوسّه كاتب اخر غير معروف ذهبت اليه نوبل ،ولا يقال انناغافلون عن استكشاف ثقافة الاخرين بسبب انشغالنا بثقافة الدعايات .

لقد اكتشفنا للتو ( وانا من ضمن من اكتشفوا ) ان ليان فوسة المجهول عندنا ، اكثر من ثلاثين عملا يتوزعبين الشعر والرواية والمسرح والقصة والمقال مترجمة لاكثر من اربعين لغة عالمية  كان نصيب العربية منهاعمل او عملين ترجما مؤخرا!

الذنب ليس ذنب نوبل كما نرى ،وان كان لنوبل فضيلة (رغم بعض رزاياها) فانها توقظنا بين الفينة والاخرىعلى اصوات جديرة بالاصغاء ،واظن ان فوسّه  واحد من تلك الاصوات التي ستكون جديرة بالتامل .

(Visited 3 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *