عبد الحميد الصائح
تبقى جريمةُ سبايكر غصةً في بلعومِ التاريخ العراقي مثلما بقيت ماساة الإمام الحسين عاراً ابدياً للمجرمينفي تاريخ الاسلام مهما مضت السنوات وتعاقبت الأجيال . ولذلك فإنّ أحياءَها واجبٌ اخلاقي وانسانيبغض النظر عن السجالات الضيقة التي تنظر اليها جريمة من جرائمَ حدثتْ بسبب الاضطراب الأمني فيالعراق.
ولكون سبايكر محاطةً بجميعِ الأبعادِ السياسية والدينيةِ والوطنيةِ والأخلاقية، أصبحتْ جريمة ًمركزية تمثلالحالة القصوى للانتهاكاتِ واعمال القتل التي ارتكبَها الارهابُ في العراق بأشكاله ومناطقهِ وضحاياه كافة.
هذا الهولوكوست العراقي الذي يحاول الكثيرُ التعتيم عليه أو نسيانه وادراجه ضمنَ الحوادثِ المعتادةِ التيتسببُها الأخطاء والبغضاء السياسيةِ،جريمة تاريخية مركّبة تستوجب مراجعاتٍ في كل حياتنا وسياستناوعقائدنا ونصوصنا وقوانيننا واعرافنا ، بل بمستوى الوحشية المفرطة التي كان عليها الارهابيون الذينارتكبوها ،أو من مهدّد لهم وساعدهم على ارتكابها.
كل هذه الانطباعات وغيرها كانت حاضرةً حيث أقامت مؤسسة الشهداء وسط العاصمة البريطانية لندنحفلاً لاحياءِ السنوية التاسعة للمجزرة البشعة .
حيث استعيدت الماساة بكل لحظاتها المؤلمة وشهودها في الحفل الذي احياه جمهور واسع من الجالية العراقية واداره وقدم فقراته الكاتب والاعلامي علاء الخطيب. استهل الحفل بقراءة من الذكر الحكيم اعقبهافيلم روى فيه الناجي من المجزرة علي حسين كاظم التفاصيل الدقيقة للاعتقال وسَوق مايقرب من الفوسبعمائة شاب من موقع سبايكر الى حُفَرِ الموت الجماعي باسلوب اجرامي رآه العالم أجمع واللحظات الصعبة التي جعلته يفلت باعجوبة من بين جثث الشهداء.
ثم كلمة لرئيس مؤسسة الشهداء السيد عبد الاله النائلي القاها الاستاذ احمد البغدادي،اكد فيها علىمواصلة المؤسسة رعاية أسر الضحايا،
بعدها عرض فيلم وثائقي مؤثر بصوت الشاعرة المبدعة ورود الموسوي من
اخراج الفنان حسن الجراح تحدثعن واقع الماساة العراقية
ثم قدم الروائي جمال حيدر فصلا من روايته حول سبايكر (قمر احمر على سبايكر) وفصل اخر من روايته ( شموع على ارصفة الكرادة) التي اشارت الى استثنائية الموت وبشاعته في ذلك الانفجار الرهيب .
شعراء عراقيون معروفون شاركوا في احياء المناسبة ، ابرزهم الشاعر عبد الكريم كاصد والشاعر الدكتورصباح جمال الدين ووجدي ابو الريحة أعقبتهم الشابة زينة حسن بكلمة باللغة الانكليزية لاستذكارالضحايا .
الطبيب الدكتور عبد الامير المختار الذي رافق القطعات المقاتلة ضد داعش في تلك الفترة