ياعزيزي كلنا لصوص / رند الاسود

ياعزيزي كلنا لصوص / رند الاسود

رند الاسود /العراق/بغداد
اعتاد الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس على مناقشة القضايا الحساسة والخطيرة التي تمس سيادة واستقرار مصر بدايةً من رواياته ومقالاته التي كان ينتقد بها وبشدة سياسة زعماء السلطة في البلد في زمن الملكية الى حقبة عبد الناص ًر والضباط الأحرار وصولاً الى فترة حكم
السادات وحسني مبارك ، كان قلمه لايشترى ولايجامل ولايخاف في الحق لومة لائم وهو صاحب المقال الشهير ” هذا الرجل يجب أن يذهب” الذي شنه على ممارسات القصر، والبوليس السياسي، وهجومه على اللورد “كيلرن” واتهمه فيه أنه يتصرف كما لو كان ملك مصر .
إما بعد ثورة يوليو وسقوط الملكية في مصر كتب صاحب الحب والحرية العديد من الروايات التي كشفت عن الفساد الحاصل في جميع .مرافق الدولة مثل روايتي ( ياعزيزي كلنا لصوص) و ( حتى لايطير الدخان)
.. ” العالم كله سرقات ، الي فوق يسرق الي تحت ، والشاطر يسرق البليد ”
هل كان لسياسة الانفتاح المالي الي تبنتها الحكومة المصرية في عهد الرئي ًس الراحل أنور السادات والتي تم بموجبها تغيير التوجه المالي للدولة من الإشتراكية الى الرأسمالية والاقتصاد الحر آثار سلبية على الشعب المصري؟ هذا مايزيح عنه الستار إحسان فى روايته ياعزيزي ،كلنا لصوص ، المخطوطة المذهلة التي تجعل القارئ يتسلق مع بطلها سلم المجد الوهمي وهو على على دراية بدنو لحظة سقوطه المريع فهل يستطيع مرتضى عبد السلام السلموني الإبن الفاشل للضابط الفاسد الدخول إلى عالم اللصوص من رجال الأعمال والمتنفذين في
.. الحكومة ؟
ان مرتضى يفكر في تنظيمًا كتنظيم المافيا العالمي.. مافيا مصرية لاشك .. ولاشك أن تنظيمًا كتنظيم المافيا يستطيع في مصر أن يفرض ” .. نفسه أسهل مما يستطيع في أمريكا أو في أوربا . إن مصر تقوم فيها مافيا رسمية من كبار الموظفين والمسؤلين وسيقيم هو مافيا شعبية ويكون رحيمًا .. سيكون كأرسين لوبين يسطو على الأغنياء .. ليعطي الفقرا ًء .. وابتسم مرتضى من نفسه .. إنه يحلم .. لقد عاش عمره كله ” وهو يحلم
الرواية ذات سرد تشويقي متسلسل تجعل القارئ يتعاطف مع شخصية مرتضى الساذجة ولا أخفي تساؤلاتي بعد قرائتها عن السبب الذي دفع إحسانالىرسمشخصيةبطلهفيالروايةيفتقرالذكاءوالحنكةفيسلمجميعاموالهالىمنسرقهمهوسابقًامتوقعًاسلامةالنيةمنهم لكن بعد برهة توصلتً الى الرسالة التي اراد ان يبعث بها الكاتب الى القارئ وهي الظهور المفاجئ للطبقة الرأسمالية بعد الإنفتاح وكثرة الأموال والغنى الفاحش أعمى بصيرة مرتضى مما دفعه الى الوثوق بعبد الله بهنس وهو أحد أكبر اللصوص من رجال الأعمال الذي استطاع
.. استرجاع أمواله من بطل الرواية ملحقة بالفوائد المترتبة عليها
كما تتناول الرواية موضوع سرقة مجوهرات ومقتنيات العائلة المالكة في مصر بعد سقوط الملكية مثل مشبك الأميرة فادية الذي يسرقه والد
.مرتضى عبد السلام السلاموني من قصر الملك وتمر السنوات ولايستطيع الإبن بيعه حتى في سويسرا مما يجعله فريسة للمحتالين
عالم كامل من السراق والمرتشين ينكشف لنا في كل محاور القصة من رجال الأعمال الى المتنفذين في الدولة من المرتشين والفرق الوحيد
.بينهم يكمن بين الحرامي الذكي مثل عبدالله بهنس و الجاهل مثل مرتضى السلموني
صدقني إني أعجبت بالعملية التي قمت بها .. عملية السطو على الخزانة التي كانت في هذا البيت .. وكان يمكن ان تسمى لصًا .. ولكنك لم ” تسرق بيديك .. وهذه هي طبيعة كل رجال الأعمال .. يسرقون ولكن ليس بأيديهم ، ولذلك لايعتبرون لصوصًا بل يعتبرون من رجال “..الأعمال
تم تحويل الرواية الي فيلم في عام 1989 من بطولة: محمود عبد العزيز ، ليلى علوي ، صلاح قابيل سعيد صالح، عبد الله فرغلى، أسامة .عباس، ومن إخراج أحمد يحيى

(Visited 34 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *