ابتهال العربي
إستيقظت غسلت وجهي فرشت اسناني وتناولت فطاري، وقبل كل ذلك قد يحدث أحياناً اتصفح المواقع الإلكترونية وبريدي الإلكتروني “الواتس والماسنجر”.. وهذا ماحدث فعلاً تصفحت الفيسبوك فوجدت إشعاراً لدي بالإضافة إلى (كروب) أوتجمع معرفي، لطالما إنتقدَ البعض دخول الانترنت إلى البيوت وإنتشار أجهزة ذكية بين أيدي الصغار والكبار.. وسمعت الكثيرين يمتعضون من التطور الرقمي الحادث .
كان رأيهم أن هذا التطور نتيجة التأثر السلبي بالغرب ونقل ثقافات سيئة، لأن الهواتف النقالة صغيرة الحجم لكنها كبيرة التأثير وواسعة الإنفتاح، فبمجرد بحث صغير ونقرة واحدة تصل إلى أي أمر تريد حتى لو كان فيه إنتهاكاً للقيم وتشويه للأخلاق ، وكما هو معروف أن غالبيتنا يقدِّس العادات والتقاليد أكثر من أي شي، ولايرغب أحداً أو يؤيد خرقها، بل يغضب ويثور إذا شعر بأن شيئاً ما يسيء إليها كونها عادات أبيه وأجداده تربى عليها وكبر معها… وعليه نلاحظ وجود عدد كبير من المنتقدين لهذا التطور الذي يعدّوه سلبياً وقاتلاً لايحافظ على المجتمعات، لكنهم يجهلون أن المجتمعات تستطيع أن تحمي نفسها بالعقول .. فالعيب ليس بالوسيلة بل بمن يستخدم الوسيلة، أما كيفية إستخدام الوسيلة فهو شيء مهم للغاية سواء كانت معنوية أو مادية أو تكنولوجية .نستطيع أن نجعل من الشيء إيجابي أو سلبي لو امتلكنا التحكم والإختيار، ذلك عندما نكون سائرين غير مسيرين فغالبيتنا مسيرين في أرض الإنفتاح الإلكتروني ومواقع اللهو، لقد تحولت المواقع الرقمية من معرفية إلى مواقع لهو (تسليط، تسقيط، تحرش،انتهاك، إبتزاز، إعتداء وإنتقاد).. وظهرت في الآونة الأخيرة كثيراً من الصور القبيحة التي لاتعكس سوء التكنولوجيا بل سوء النفوس والعقول.
العقول تفكر وتبدع وتبني وتنجز، ولقد أنجز العقل هذه الثورة المعلوماتية بشبكاتها ومواقعها وتنوعها ولا يمكن لف الوجوه عن هذا التقدم أو هذه النعمة، ومن المؤكد إذا كان العقل نعمة فإن مايخرج وينتج عنه نعمة، تواجدنا مع الأصدقاء المقربين وغير المقربين بنافذة ومحادثة واحدة يؤطرها الحب أيضاً نعمة لم تكن موجودة ولن توجد لولا وجود التواصل الإلكتروني .
ابتهال العربي