أ.د.جاسم يونس الحريري
الخبير الدولي المعتمد في الشؤون الخليجية
اعتبر((مئير بن شبات)) رئيس ((معهد ميسغاف لشؤونالأمن القومي والاستراتيجية الاسرائيلية))والمستشارالسابق للأمن القومي الإسرائيلي وهو أحد مهندسي((اتفاقيات إبراهيم)) الذي شارك بتسهيل تطبيع العلاقات بين((إسرائيل) ) والبحرين والإمارات والمغرب عام2020.أن((تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية غاية مهمة ولكنليس بأي ثمن)). وقال بن شبات في مقال نشر له يوم الجمعة الموافق 30/6/2023،إن((تطبيع العلاقات بينإسرائيل والسعودية مصلحة أمريكية وغربية واضحة، فمنخلاله ستستطيع الولايات المتحدة إبعاد السعودية عن المحورالصيني الإيراني الروسي المتعزز وستحظى بنقاط تحتاجلها في إطار الكفاح الذي يدور حالياً على ترسيم النظامالعالمي الجديد)). ومن ناحية أخرى رأى بن شباتأن((التطبيع يحمل في طياته إمكانية لجعل السعودية مركزالوجستيا دوليا سيربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، وهذاسيحدث ثورة في التجارة العالمية)).
تحليل وأستنتاج:-
——————
1.يقول((مايكل سينغ))المدير التنفيذي ل((معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى)) في مقاله له نشرتهامجلة((فورين أفيرز))الامريكية في عددها المشترك في مارس-أبريل2022 بعنوان ((محور اتفاقيات إبراهيم: التطبيع العربيالإسرائيلي قد يعيد تشكيل الشرق الأوسط ))في أشارة الى علاقة تطبيع السعودية مع((اسرائيل)) وهندسة النظام الاقليمي والدولي(( قبل عام 2011، كان النظام السائد فيالشرق الأوسط عبارة عن نظام محوري تقع الولايات المتحدةفي مركزه. وتعاونت دول رئيسية في المنطقة، مثل مصروإسرائيل والمملكة العربية السعودية وتركيا، على نطاقواسع مع واشنطن ولكن التعاون فيما بينها كان محدوداً. وانطبق ذلك في كثير من الأحيان حتى على الدول المتحالفةرسمياً. على سبيل المثال، في السنوات الأولى من القرنالحالي، واجه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن صعوباتفي محاولته إقامة حوار أمني خليجي لأن دول الخليجالعربية كانت مترددة في التعامل مع الولايات المتحدة ضمنتنسيق متعدد الأطراف خوفاً من إضعاف العلاقات الخاصةالتي كانت تجمعها بواشنطن.لكن هذا النظام انهار فيأعقاب حرب العراق والربيع العربي. فقد أدت تلك الحرب فيالنهاية إلى إرهاق حاد لدى الأمريكيين تجاه الشرقالأوسط، وأدى الربيع العربي إلى الإطاحة بالكثير منالشركاء القدامى للولايات المتحدة. وتخضع المنطقة حالياًلتكتلات قليلة مخصوصة من الدول: محور المقاومة الذيتقوده إيران ويضم لبنان وسوريا ومجموعات مختلفة تعملبالوكالة عن إيران في العراق واليمن، وتكتل إسلامي يضمقطر وتركيا، وتكتل يميل للولايات المتحدة مؤلف من مصروإسرائيل والأردن والعديد من دول الخليجالعربية)).ويضيف سينغ ((وكانت اتفاقيات إبراهيم المحاولةالأولى لإضفاء طابع رسمي على إحدى هذه التكتلات، وقدأثار هذا الجهد مسألة ما إذا كانت الدول الأخرى ذاتالميول الأمريكية قد تنضم إلى التكتل، كما فعل المغرب. ومنغير المرجح أن يفعل بعض شركاء الولايات المتحدة، مثلالعراق وسلطنة عمان، ذلك. فهاتان الدولتان تبذلان قصارىجهدهما لتحقيق التوازن في علاقاتهما مع طهرانوواشنطن. وكانت قطر قد استضافت مكتباً تجارياًإسرائيلياً في الدوحة لسنوات، ولكن من المرجح أيضاً أنتتجنب تطبيع العلاقات مع إسرائيل خوفاً من الإساءة إلىخصوم إسرائيل في المنطقة)) ويضيف سينغ ((ولكن هناكأطراف موقعة محتملة أخرى، مثل جزر القمر وموريتانياوالمملكة العربية السعودية. وبالنسبة لإسرائيل، ستكونالسعودية بمثابة جائزة كبرى. فالمملكة العربية السعودية هيفي الوقت نفسه رائدة في العالم الإسلامي وجهة فاعلة أكبربكثير من الإمارات العربية المتحدة في الاقتصاد العالمي. وبالتالي، فإن تطبيع العلاقات مع السعودية من شأنه أنيؤدي إلى تعزيز مكانة إسرائيل إلى حد كبير لدى الدولالحذرة عادةً منها، وتعزيز نموها، وربما فتح آفاق جديدةللتعاون العسكري)).
2. نشرت مجلة ((فورين بوليسي))الامريكية مقالا لكل من((أرون ديفيد ميللر))الزميل البارز في ((وقفية كارنيغيللسلام العالمي))و((ستيفن سايمون)) من((معهدماساسوشيتس للتكنولوجيا )) في يونيو 2023 طرحا فيه تساؤلا عن أهمية التطبيع السعودي– الإسرائيلي للولاياتالمتحدة.وقالا((إن تفكير الإدارة الأمريكية يقوم على أنعلاقات الولايات المتحدة مع السعودية مهمة لدرجة لا يسمحلها بالانهيار )).ويضيفان((وفي العالم الجديد، لم تعد هناكقيمة للاتفاقيات الإستراتيجية الرسمية بين السعوديةوإسرائيل. ولن يغير بالضرورة الميزان العسكري من إيران. ولو قررت أمريكا ضرب البنية النووية الإيرانية فستقوم بهذابدون تنسيق مع إسرائيل أو دول الخليج، إلا إذا قررتالأخيرة المشاركة ردا على هجمات إيرانية كما فعلت فيالأرجنتين أو ضرب المنشآت النفطية في الفترة الأخيرة. كماولن يغير اتفاق سعودي– إسرائيلي مسار علاقة أي منهمامع الولايات المتحدة. فالثمن الذي ستدفعه أمريكا مقابلالتطبيع أكبر من قيمة الاتفاق،بما في ذلك ضمانات أمنيةومنفذ على الأسلحة المتقدمة ومنظور مفاعل نووي)).ويؤكدان بالقول((على واشنطن ربط التطبيع بتحسنظروف حقوق الإنسان في السعودية والاشتراط علىإسرائيل التراجع عن سياستها القمعية في الضفة الغربيةوالتوقف عن خطط الضم. وفي هذه النقطة فإن الولاياتالمتحدة قد تحول الضغط على إسرائيل، ولووافقت الحكومةالمتطرفة فإن الأمل سيكون قصيرا نظرا للطبيعة غيرالمستقرة للسياسة الإسرائيلية)) .
للاتصال بالكاتب:-jasimunis@gmail.com