تحدثنا في مقال سابق عن توقعات بانبثاق نظام اقتصادي جديد وتسالنا هل
سيكون لمجموعة العشرين دور في رسم شكل هذا النظام؟
لمحة صغيرة عن هيكلية مجموعة العشرين ستوضح لنا جانب مهم من
الاجابة على سؤالنا اعاه.
من المعروف ان منظمة التجارة العالمية تتالف من ما يقارب على 120 دولة،
من ضمنها 20 دولة هي المتحكمة في التجارة العالمية ويطلق عليها تسمية
مجموعة العشرين ) .)G20
هناك 8 دول طبعاً الدول الصناعية الكبرى المعروفة هي من تهيمن على مجموعة
العشرين ولها صلاحية من توافق على ضمهم من الدول الاخرى الى المجموعة
والتي تعتقد بأمكانية استخدامها.وتوظيفها في الهيمنة على التجارة الدولية.
وبالمناسبة فانها اي مجموعة العشرين هي مبادرة وليست منظمة وهذه المبادرة
مدعومة ومسنودة من رؤساء ووزراء المالية والاقتصاد للدول الكبرى .
ويتضح جلياً ان الهدف من انشاؤها هو الهيمنة والسيطرة على الاقتصاد
العالمي وذلك من خال الهيمنة والسيطرة على صناعة القرارات الملزمة
للدول الاعضاء في المنظمة )منظمة التجارة العالمية( بمجموع دولها ال 120
طبعاً. ولايقتصر دور مجموعة العشرين على رسم وتحديد والتحكم في
منظومة الاقتصاد انما يذهب الى ابعد من ذلك فهي التي تتلافى الحروب
العالمية وذلك لمعرفتها ومسكها بمفاتيح اللعبة.
اللافت ان ايً من الدول العربية ضمن مجموعة العشرين باستثناء السعودية
والتي وافقوا على انظمامها مؤخراً وقد تراست قمة مجموعة العشرين في
العام المنصرم ) 2020 ( وهناك مصر على الطريق كانوا قد دعوها الى حضور
اجتماعات العام ) 2019 ( الانها استبعدت في قمة الرياض ولم نعرف السبب
على اي حال فانها تسعى للانظمام بعد ان تستوفي شروط الانظمام مستقبلاً
بعد احكام تطبيق نظام الحوكمة في المفاصل الاقتصادية والادارية.
الدول الكبرى امريكا والصين وروسيا وبريطانية والاتحاد الاوربي هي من
تهيمن على الاقتصاد العالمي ليس بشكل مباشر وانما عبر رسم السياسات
والرؤى المبهمة والتي لاتعرف عنها حتى دول منظمة التجارة العالمية وتجد
اللاعبين الكبار ال ) 8( يزيحون اي قرار يصدر من قبل منظمة التجارة العالمية
يتعارض ولايناسب مصالحهم.
وهنا لابد من التركيز على اظهار هذه المنظومة واثرها وكيف
يمكن للدول الضعيفة خارج مجموعة ال) 20 ( ان تحمي نفسها من
السياسات التي لا نتلمسها الاحين تظهر نتائجها على ارض الواقع
وسنفرد مقالا لاحقاً للحديث عن كيفية قيام تلك الدول الضعيفة بحمايةنفسها.
الان وفي خضم تصاعد الازمات والخلافات الاقتصادية والمالية الدولية والتي
في مقدمتها الحرب الاقتصادية الباردة والمعلنة بين الفولين الامريكي والصيني
والنتائج الوخيمة التي خلفتها جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي هل ستبقى
مبادرة مجموعة العشرين تتحكم بمصير التجارة العالمية والاقتصاد العالمي على
نحومحموم باشد من سابق عهدها وتثبت ام ستنفرط؟
نحن الان امام مؤشرات ظهور نظام عالمي اقتصادي جديد يتمثل بالغلبة
من قبل الدول ال) 8( المهيمنة والتي تدعي انها دول مجموعة العشرين
هي المهيمنة على قرارات منظمة التجارة العالمية هذه المنظمة التي
انتجتها البشرية لتحقيق الرفاهية لشعوبها والتي كلفت الدول ) 25 ( عاماً
من التفاوض الى ان نتجت اتفاقية الكات وتحولت فيما بعد الى منظمة
التجارة العالمية التي استبشرت الدول بانبثاقها خيراً خال العام ) 2000 (
وعلى مدى عشرون عام استطاعت تنظيم العلاقات التجارية الدولية بما
يضمن الفائدة لدولها الاعضاء .. وهكذا اصبحت اليوم تحت رحمة الدول
العظمى ال ) 8( لتسيطرعلى الاقتصاد العالمي؟
ولنصيغ السؤال بمنطوق اخر هل ستفقد الدول العظمى صوابها لاشعال
فتيل الحرب الكونية التي اشرنا اليها في مقال سابق بحسب توقعات المفكر
الاقتصادي العراقي محمد طاقة؟ المراقبون والخبراء الدولييون يتابعون بقلق ما
ستؤول اليه الامور جراء لعب الكبار على وتر المصالح وعلى حساب الشعوب
المغلوب على امرها دوماً.
النظاما لاقتصادي الجديد و G20
(Visited 2 times, 1 visits today)