دافوس وحلم اعادة الثقة بالاقتصاد العالمي

دافوس وحلم اعادة الثقة بالاقتصاد العالمي

هل استطاع منتدى دافوس الافتراضي الاقتراب من تحقيق اهدافه؟ !
اسدل الستار اول امس )الجمعة (، على اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي
دافوس على غير العادة لانعقاده افتراضياً هذا العام. فقد املت جائحة
كوفيد 19 بنتائجها القاسية على الاقتصاد العالمي بعدم امكانية انعقاده
كما العادة السنوية بشكل مباشر .
من هنا انطلق المؤتمر الافتراضي بتحديد شعار )السعي لاعادة الثقة
بالاقتصاد العالمي( وجعله هدفاً مركزياً، تمحورت حوله جدول اعمال المؤتمر
على نحو متخصص في البحث عن مخرج للتحديات والاوجاع التي خلفها
كوفيد 19 والدمار الذي لحق باقتصاديات الدول واحداثه لاعنف كساد شهده
العالم بهذه الصورة والخسائر التي خلفها لاول مرة في تاريخ العالم.
مفرح جداً ان الازمات الحادة توحد العالم في مواجهة مخاطرها المدمرة
فهل ستكون درساً للدول التي تحاول الهيمنة على مقدرات الدول وحقوق
شعوبها؟ او بالاحرى هل ستكون هذه المحنة الطريق للكف عن صراعات
الكبار في الاستحواذ والهيمنة والسيطرة على العالم؟ لا اظن..
من هنا ستكون الاجابات على هذه التساؤلات هي المحدد الرئيس لشكل
محاولة الكبار على الهيمنة على النظام الاقتصادي الجديد الذي اختطته
منظمة التجارة العالمية، ولكن التغول لمجموعة الثمان يحاول حرف الحقيقية،
خصوصاً وان اغلب دول ال 8 المهيمنة على مجموعة العشرين ) G20 ( من
ضمن المشاركين في اعمال المنتدى .
وعندما تلاحظ ان اكثر من ) 70 ( دولة شاركت في هذا المنتدى ومثلتها اكثر
من ) 1500 ( شخصية ضمت قادة دول ورؤساء حكومات ورجال اعمال وخبراء مال
واقتصاد وبهذا الحجم من المواضيع المهمة التي تضمنها جدول الاعمال على
مدى خمسة ايام عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، يتولد شعور لا ارادي للكثيرين
في احداث نقلة نوعية في الاقتصاد العالمي، وخصوصاً كانت البحوث والقضايا
التي نوقشت قد تركزت بالبحث عن سبل التعافي الاقتصادي والاجتماعي
والصحي والبيئي الذي خلفته جائحة كوفيد 19 او كورونا سمها ماشئت، هذا
ظاهر الامر الا ان باطن الامور تشير الى غير ذلك والا بماذا نفسر انعقاد
دافوس سنوياً قبيل انعقاد مجموعة ال G20 باشهر قليلة؟ يتضح ان الدول
المهيمنة وهي G8 تحاول من جعل دافوس مجساً لما تفكر به الدول لكي
تصمم وتطبخ القرارت لاحقا بما يوحي باستجابتها للمتطلبات دول العالم لكنها
تراعي مصالح اللاعبين الكبار فقط لتكريس الهيمنة على الاقتصاد العالمي.
على اي حال فان اللافت كما اقراءه انه من الواضح ان الصين قد وضعت
ثقلها للتاثير على مسار اعمال المنتدى ومحاولة استقطاب الدول نحوها على
نحو يجعلها تتقدم على منافستها امريكا في الاستحواذ على التجارة العالمية
ومن خلالها على الاقتصاد العالمي .
وقد استثمرت الصين هذا الحدث لتسويق نفسها بشكل بارز الى الدول
المشاركة، عبر عروضها السخية وبمزايا مغرية عبر عروضها للاستثمارات
الكبيرة والتي يسيل لها اللعاب بعد ان كانت تواجه اعتراضات واسعة
مستغلة غياب الغول الاكبر مصدر القرار الامريكي عن الحضور المؤثر
لأنشغاله بترتيبات انتقال السلطة او لاي سبب اخر قد نجهله.
وعلى ما يبدوا ان الصين اجادت اللعبة مستثمرة اهداف وشعار المنتدى في
السعي لتعافي الاقتصادي العالمي واعادة الثقة به بعد الخسائر التي تعرضت
لها الدول العام المنصرم ولازالت بسسب الجائحة.
ازاء هذا الواقع والمعطيات يبرز تساؤل مهم هل ستتفوق الصين كلياً على
الغول الامريكي بالاستحواذ على التجارة الدولية والاقتصاد العالمي او بصياغة
اخرى هل يعني هذا مؤشر لاستمرار الحرب التجارية الباردة بين القطبين
المتناحرين، هذا ما لايمكن التكهن به الى حين.
على اي حال فان منتدى دافوس العالمي من الاهمية بمكان ان يكون
هو الحكم الفصل بين الدول المتناحرة للهيمنة والاستحواذ ويساعد
في توزيع يرضي الاطراف، ولكنه لا يستطيع لعب هذا الدور وقلنا كيف تفكر
الدول المهيمنة هكذا تبدوا لي قواعد اللعبة

(Visited 4 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *