لماذا نعشق المنتخب..؟

لماذا نعشق المنتخب..؟

حسب المعلومات المتوفرة لدي ، فان ما يمكن التوقف عنده هو تلك
الحالة من الاهتمام التي يتلقاها المدرب الاجنبي المحترف في العراق وفي
مختلف الدول العربية وخصوصا منطقة الخليج العربي..
وكم هو حجم المغريات التي تقدم اليه من خال أرقام ومبالغ
التعاقدات التي تهيأت أمامه والمقترنة بالامتيازات الكبيرة والتسهيلات
المتعددة , فمن خال قراءة سريعة لواقع تلك التعاقدات نجد انها
كانت تشير الى أرقام خرافية ومبالغ عالية كان بعضا منها ما هو
متناسب مع طبيعة ومكانة قسم من المدربين فيما كان في الاخرى
مبالغة كبيرة قد لاتتناسب مع قدرات ومستويات العطاء لدى القسم
الاخر منهم , ولن تتناسب ايضا مع حجم الانجازات المتحققة في
الميدان وطبيعة العمل الستراتيجي الذي تتخلله منظومة عملهم
التدريبي !
فحينما نستقرأ واقع الارقام والمبالغ.. نجد إن جميع )الخواجات( التدريبية
التي احترفت التدريب في العراق ومنطقة الخليج العربي كانوا قد تعاقبوا
على تدريب عدد من الاندية والمنتخبات الوطنية، وكان نصيبهم في
تعاقداتهم هو ملايين وآلاف الدولارات.. وبالمقارنة مع كل تلك الملايين
والآلاف من الدولارات نجد حال المدرب العراقي الذي لن يصل بأرقى
عقوده الى % 5 مما تحصل عليه )الخواجة (..
هنا يأتي التساؤل… متى يأخذ المدرب العراقي نصيبه من الاهتمام
والدعم ومتى يأتي استحقاقه بالحصول على المقابل المادي المعقول
الذي يتناسب مع قدراته وانجازاته وغيرته وعطاءه، ففي العراق لم يتجرأ
أي اتحاد أو نادي على منح المدرب الوطني ما يوازي اسمه وعطاءه
ولم ترتقي نسبة الدعم المادي المقدمة اليه الى حجم مردوداته الفنية
وانجازاته الكروية.
فالارقام التي توفرت لي تؤكد بان كل مدرب عراقي للمنتخب
الوطني، لن يتقاضى اكثر من 50 ألف دولار في حين كانت المبالغ
المخصصة للمدرب الاجنبي تقترب من مليون دولار وأكثر ، وهذا
ما دفع ببعض المدربين الى رفع سقف مطاليبهم ورفع مستويات
تقييمهم المادية بما يوازي الاخرين وما يعطي للمدرب العراقي
استحقاقه الطبيعي لانه يجتهد ويكد ويتعب من أجل بلوغ الانجاز
ويضحي بوقته وصحته وراحته من اجل وطنه والمساهمة في رفع
رايته عاليا، وبعد ان وجد المدرب المحلي نفسه في خانة التميز التي
جعلته متفوقا على اقرانه مدربي المنتخبات الخليجية وتجاوزهم الواحد
بعد الاخر في ميادين المنافسة، فمهما كان المبلغ الذي يطالب به
المدرب الوطني فانه يأتي كتعبير عن استحقاق طبيعي يعطي رسالة
الى كل ادارة اتحادية اليوم ومستقبلا بأن تعطي اهتمامها بالمدرب
الوطني وتتفاعل مع قدراته وعطاءه بما يتناسب ومجهوداته واسمه
التدريبي وان تقيم عمله بما يستحق من مال وان تعمل على تحديد
اطار صحيح لطبيعة العلاقة التي تربطها مع مدربي المنتخبات
الوطنية من خال عقد يضمن حقوق الطرفين، وان لا توهب المبالغ
مدرارا الى المدرب الاجنبي الذي منحناه ما لايستحق ولم يعطينا
مانستحق.

(Visited 3 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *