تعميم الفساد للتغطية على الفساد

تعميم الفساد للتغطية على الفساد

تعميم الفساد فرصة ثمينة للفاسدين الحقيقيين
لأنهم يندرجون مع الجميع فيضيع فسادهم في
خضم الاشاعات وخلط الاوراق. وتعميم القتل
يستفيد منه القتلة الحقيقيون وكذلك الفشل وكل
مثالب العمل السياسي.
حين تعمم على جميع السياسيين فانما تهدف عن
قصد او دونه الى تبرئة الفاسد الذي يتستر بهكذا
تعميم.
هذه الحقيقة انتبه لها اعام الفاسدين وابواقهم
ولذلك تحولت لديهم لغة الجماعة و )كلهم( الى
مصطلح يقذف به النزهاء والفاسدون على حد
سواء ، بل ان اعام الفاسدين هو الذي يتصيد
ظاهرة او لقطة او صورة لتقديمهم باعتبارهم
صورة من صور النهب والرشوة والفساد.
واخر تقليعات هؤلاء ماورد من مشهد تقديم
هدايا تكريمية معلنه من قبل شيوخ عشائر
ووجهاء احبوا ان يحتفلوا بوفد مجلس النواب
الذي راسه السيد محمد الحلبوسي رئيس
المجلس يرافقه النائب الأول حسن الكعبي
وعددٌ من النواب يضم نوابا ومسؤولين من
المكونات العراقية جميعها، فكانت فرصة
للقاء شعبي عام غير رسمي وفي قاعة غير
حكومية، قدم اصحاب الضيافة اكياس هدايا
للوفد القادم من العراق. وهي في اعلى
صورها واضعف صورها، هدايا معلنة مفتوحة
في اكياس شملت الجميع، لايمكن لاي عقل
بسيط اعتبارها رشوة رسمية او شراء ذمة او
صفقة سياسية، لان الساذج فقط من يظن
ان الرشاوى وشراء الذمم تتم بهذه الطريقة
وعلى شاشات التلفزيون . فراحت تلك الاقام
الرخيصة تحرف النظر عن اهمية الزيارة التي
قام بها وفد مجلس النواب الى الكويت في
ظروف خاصة ومرحلة مهمة من النقاش
حول العلاقات بين البلدين التي شهدت جدلا
بشان ميناء الفاو والتعويضات والدول المانحة
والسؤال عن الدور الكويتي في دعم الخطوات
الاصلاحية المقبلة في العراق وهو مقبل على
انتخابات يامل العراقيون منها ان تشهد تغييرا
ملحوظا، كل هذا لم يكن في دائرة الاهتمام
والتحقق من طبيعة الزيارة، خاصة وان الزيارة
ليست شخصية لرئيس مجلس النواب بل
اخذت طابعا عاما شمل جميع مكونات العراق
الممثلة في المجلس.
ان هذا فرصة لتقييم دور الجيوش الالكترونية وامراض
بعض السياسيين الذين تعلقت عيونهم واسئلتهم
مالذي يمكن ان تحتويه هذه الاكياس ولماذا قدمت
وبهذه الطريقة المعلنة ؟ وانصرفوا بعيدا عن لغة
السياسة المعتادة في تقييم هكذا انشطة.
المهم في الامر هو مابدانا به وهو التغطية على
الفساد الحقيقي والرشاوى الغامضة السرية التي
دفعت وتدفع للبعض من اجل تغيير السياسات
او التنازل عن الحقوق. فهؤلاء هم الاصل في
توجيه اتباعهم للنيل من سياسيين يعملون تحت
الشمس ويطرقون الابواب العربية والاجنبية من
اجل مصالح العراق العامة دون النظر الى علاقات
فئوية ضيقة كالتي تحدث عادة في زيارات سابقة
لرؤساء كتل او مسؤولين في الدولة العراقية الى
دول خليجية ودول اجنبية.
لكن الرد وفضح النوايا وردود الفعل الاعلامية
اوقفت هذا النباح الاعلامي فيما تجاهله المعنيون
بالزيارة وذلك قمة في الرد على اساليب لاتستحق
الرد اصا.

(Visited 4 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *