طوفان الاقصى ..الى اين ؟ / د. خالد الشفي

طوفان الاقصى ..الى اين ؟ / د. خالد الشفي

د. خالد الشفي
ربما من اطلق التسميه ..كان يدور في خلده طوفان نوح .. واعادة الناس الى القواعد الربانيه
بعد كل هذا الطغيان من بني البشر!!

ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت ايدي الناس!
وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاهم امرنا ليلا او نهارا

الجواب يعتمد من اين نبدا الحساب
لان حرب القرم في القرن التاسع عشر بعد الميلاد تعتبر حربا عالميه..(لان المشاركين دول كبرى والضحايا فيها كثر)..
اذن كيف نوصف الحرب القادمه ثالثة كانت ام رابعه ؟

هل هي حرب عنصریه، دينيه ، مذهبيه.. او طائفيه(كما يراها اصحاب العقول الضيقه ومن اصابهم عمى الالوان)…مالونها ..وما طعمها…
هل هي بداية الربيع العبري كما كان من الربيع العربي!!
ام هي حرب بالنيابه…تملك خيوطها الدول الكبرى لتتحرك من خلال مجاميع ودول اصغر منها ..ليدفع ثمن الخراب… شعوب الدول الصغرى والمستضعفه….كالعادة!.
هل هناك دور للدين فيها وهل هي من مشيئة الرحمن وسنن الله في خلقه…فالايام دول كما نوه الباري عزوجل.

وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين.

الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون .بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.

ام هي حرب اقتصادية للاستحواذ على مصادر الثروات ام جاءت لتحرير الشعوب المستضعفه من نير العبوديه .

هل هي حرب نوويه ام الكترونيه…
هل هي حرب تحريك لرسم الحدود من جديد
او قل هي حرب تحدي لكل قيم السماء ..والفطرة الإنسانيه..

واذا كانت لرسم الحدود فمن يملك الجغرافيه اذن …وما مصير جغرافية الدول الصغيرة ..بل وكيف يعاد تكوين هذه الدول ..تقسيمها ومن ثم محوها من الخارطه!؟

اسبابها ؟ هل هي انسانيه لتحقيق العداله ام لتقسيم الكعكه… هل هي حرب الشيطان على انسانيةالانسان ام تحد سافر لسلطة الرحمن على الارض ؟؟؟…

هل هي حفاظا على البيئه لغرض تقليل السكان على الأرض حتى يزداد سمك طبقة الاوزون كما يدعون…ام هي لحفظ حقوق الانسان المهدورة والديمقراطيه ….الخ
تساؤلات تطرح على كل ذي لب يحاول ان يقرأ مابين وتحت السطور ..ليتعرف على ماذا تكون النهايه وكيف يتهيأ لها…بل كيف يتعامل معها؟ومع اي طرف يقف؟
قال جل علاه في محكم كتابه العزيز:
واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفه…
ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل

كنتم خير امة أخرجت للناس

ولو اتبع الحق الحق اهواءهم

وماقدروا الله حق قدره

اشارات واضحه للانسان كي يعود الى بارئه والابتعاد عن الانحراف..والتصرف العبثي الاحمق..

عبر التاريخ تقمص بني البشر عبارات او مسميات ،(وهي من جزئيات الحياة) وجعلوها هي الكليات…تحزبوا على اساسها بشكل جماعات.. فرق ..دول او احلاف دوليه كانت ام اجتماعيه…وطبعت النشرات وطبل لها الاعلام على انها الحقيقه الكامله و الساطعه وقام قسم الاخراج (السينمائي او الاعلامي ،) بدوره ليجعل منها مشروعا مزيفا يوزع على الناس..ومن هنا كانت ولاتزال صناعة الوهم رائجة في سوق السياسه (سوق النخاسه) واصبح الوهم هو الحقيقة !!
وعلى هذا الاساس المزيف تحزب الناس داخل وخارج الدوله الواحده وبنيت عليه الاحلاف الدولية … كذلك تمرد الناس على حكامهم ظنا منهم ان الخلاص كل الخلاص في هذا او ذاك المشروع…حتى وصل الحال الى مرحلة تغيير جنس البشر من الذكر الى الانثى..واصبح الزواج ..والاسرة ..مجرد لهو جنسي و تعبير عن رغبات المنحرفين.. !!

من بعد هذه المقدمه..نرجع الى العنوان؛

الحرب الحاليه ( وان اتسعت ) هي تعبير عن الصراع الدائم بين افراد البشر على اخذ الحقوق او الغنائم وماعليك ايها القارئ العزيز الا ان تتصفح التاريخ حتى تجد بنفسك ان القضيه هي هي منذ عهد نبوخذنصر ومن كان من بعده وما جرى من قبله..فهي ليست حرب دينية (وان تم توظيفها على مدى التاريخ) فهي ليست حربا صليبيه لان هناك الكثير من المسيحيين مازالوا مظلومين من اخوانهم في الدين وليست حرب يهود مع الاسلام لان هناك يهود مظلومين في داخل دوله ‘اسرائيل ‘…بأختصار ليست الاديان وسيلة لاشعال الحروب وانما هي طريق للرجوع الى الله .فتأمل!
وهي لن تكون حرب نوويه لان الجميع سيخسر واذا حدثت لاسمح الله تكون نتيجة لخطا بشري !!

اذن هي حرب تفاوضيه ..حرب استنزاف لرسم الحدود.من جديد وتقاسم الكعكة باقل الخسائر!!
واقصد هنا اقل الخسائر للدول الكبيره (الكبرى)!. اي ان الخسائر تتناسب عكسيا مع حجم الدول السياسي ..
لابد.من الاشاره الى ان الشرق(روسيا والصين والهند…وربما العالم الاسلامي والعربي) قد ازداد ثقة بنفسه واصبح مستعدا لمواجهة الغرب (امريكا وحلفاءها ) وبدأ يخلع عن نفسه لباس الخوف والذل والهوان.. لينازع الغرب ويطالبه بحقوقه المشروعه والتي سلبت منه من قبل…
بل ان الغرب بدأ يعترف ان قبضته على العالم (واستئثاره بخيراته) بدأت تضعف وعليه ان يختار واحدا من امرين :
اما حرب مدمرة والكل فيها خاسر (وكونه الان هو الرابح الاكبر فعليه تكون خسارته نسبيا اكبر)او ان يتفاوض حفظا لماء الوجه ويتنازل عن قسم من امتيازاته(وهنا تقل الخسارة!!) …

ومن قرآتي للأحداث اصبح الخيار الثاني اكثر واقعية والحاحا.. وخصوصا ان الاجيال التي ولدت و تدربت في الغرب على الحريه والديمقراطيه(بعد الحرب العالميه الثانيه) تنادي اليوم بالخيار الثاني ..لانها تربت على الخير والرفاهيه والترف ….ولاتعرف ان مصدر هذه الرفاهيه هي من دماء الشعوب المستضعفه!!. وقادة الغرب يعرفون هذا جيدا وهم ايضا لايحبون الحرب والقتال بعد ان انهكهم ترف العيش وحالة الرخاء .. وانغماسهم في الانحلال الخلقي..وتحديهم لما جاءت به الاديان السماويه..
وبتعبير ادق ان ثورة الاقصى وتداعياتها كشفت عورة الغرب وضعف رجالاته وقادته الجدد..بل كشفت ان المشروع الغربي مشروع مزيف…..بل ايضا كشفت زيف الاعلام الغربي..وكل ادواته المضلله .. خصوصا وان آلة الاعلام اصبحت بيد الناس (عولمة تبادل المعلومات !)فانقلب السحر على الساحر ..فبعد ان كان الهدف من العولمة ان يكون الناس عبيدا و في قبضة مجموعة معينه مترفه أصبح الجميع في قبضة الاعلام الالكتروني !! الجميع اليوم تحت سيطرة العولمه…فاصبحت الحقيقه حرة وناطقه.. تحدثني وتحدثك بما جرى ..ومايجري بكل صدق وامانه….بعيدا عن ذاك المحرر الاجير….

اذن كيف تكون النهايه ومن هو الفائز؟
الفائز هو الحقيقه كما ارادها الله تعالى ..ودرسا قاسيا لكل متغطرس…انها نهاية الكابوس العالمي..
طوفان يغرق فيه كل مارق ..وتزهق فيه كل الفتن والضلالات ..انه ..تطهير للارض من دنس من عاثوا بها فسادا ..ولاعاصم هناك من امر ربي!

فلاعودة بعد للسادة القله(النخبه) ولا هناك عالم اول و ثاني.. ودول العالم الثالث …
ولادول كبرى تستعبد دولا صغرى…ولابنك دولي يسلف كي يستعبد الناس بشروطه القاسيه..ولاتمييز عرقي…الكل له الحق في حياة كريمه عادلة…
لقد جنت على نفسها براقش!!

مخاض صعب يولد فيه البشر من جديد بلباس طاهر وفطرة سليمه.. ليشموا من جديد رائحه الحرية والاباء…اذ لامكان فيه لعبادة الإنسان او الشيطان .. وانما معبود واحد وخالق واحد ..والكل اليه منيب.
تلك امتكم امه واحدة وانا ربكم فاعبدون.

مافرطنا في الكتاب من شئ.
صدق الله العظيم.

 

(Visited 47 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *