اسباب محاولة عزل الحلبوسي

اسباب محاولة عزل الحلبوسي

يبدو ان منْ تحدوهم الرغبة  بعزل رئيس مجلس النواب  محمد الحلبوسي ، هم من الذين صفقوا له سابقاً ،ومن  انصاره القدماء الذين  فشلوا في الحصول  على موطأ قدم في الشارع السني ، بسبب شخصيةالحلبوسي المتفاعلة و المؤثرة التي حققت نجاحات كبيرة في الانتخابات الاخيرة، بالاضافة الى ثقلهالسياسي المتمثل بكتلته الكبيرة في البرلمان .

وكان من ابرز الداعين لهذه الخطوة  بعد تحالف عزم بقيادة مثنى السامرائي ،  جمال الكربولي. رئيس حزبالحل  المعتقل السابق و المتهم بالفساد، وكذلك المرشح عن تحالف تقدم حيدر الملا الذي استبعد منالانتخابات استناداً الى تسجيل صوتي قدمه   النائب السابق محمد الكربولي،  الذي تلفظ فيه الملا بعباراتنابيه و تهجم على النظام السياسي واشاد بالتطبيع مع اسرائيل .

لم تكن دعوة العزل مبنية على اسس منطقية وانما دافعها الغيرة والانتقام والمناصب .

ومن المفيد ان نذكر ان المنشقين عن الخنجر في تحالف عزمالسامرائي وكتلته  كان هدفهم مواجهةالحلبوسي  والوقوف امام تمدده في الاخبار وبقية المحافظات السنية .

فبعد ان كان المطالبون بعزله من  انصاره و جزء من نسيجه ومشروعه السياسي  ، أصبحوا اليوم من خصومهومناوئيه، ومما شجعهم على ذلك ، دعم بعض اطراف الاطار التنسيقي لهذه الخطوة .

وبعد احتدام الصراع بين تحالف عزم والسيادة حول الحقائب الوزارية وتسلم تحالف السيادة للوزارات المهمةباعتباره فائزاً اول بعد انسحاب الصدر ، جعل  تحالفعزميبحث في ملف اقصاء رئيس مجلس النوابمن منصبه .

الحلبوسي كان ذكياً ومناوراً سياسياً محترفاً ، استبق خصومه السياسيين واعلن عن تقديم استقالتهوعرضها على البرلمان  في سبتمبر الماضي ، ليضعهم على والمحك ولينتزع منهم   الشرعية، فصوت النواببالاغلبية بواقع 222 نائب  على بقاءه في منصبه ، ومن قبل نواب وقيادات اطارية  كانت تطالب بعزله وتتهمهبتاجيج الخصومة بين الاطراف الشيعية وكذا الحال في داخل المكون السني .

الواقفون وراء حملة العزل ، يعلمون تماماً ان قرار عزل الحلبوسي ليس بيد  زعامات تحالف عزم وبعضالقيادات السنية ، لذا  يعولون على الاطراف المناؤة لرئيس البرلمان داخل الاطار التنسيقي، ويبدو ان هذا الامرليس عليه اجماع .

لقد تعاظم نفوذ الحلبوسي في السنوات الاخيرة بين ابناء المكون السني  ، ففي فترة قصيرة استطاع الرجلان يكون من القيادات البارزة والقوية ، والتي حققت بفعل ذكائه السياسي الكثير من المكاسب للسنة ، واصبحرقماً صعباً في المعادلة السياسية ، فبعد ان كانت القيادات السياسية  السنية  متعددة الاطراف متناثرة  ،اصبحت اليوم كتلة مؤثرة وشريك اساسي في القرار السياسي.

الامر الاخر هو:  ان الحلبوسي استطاع ان يبني علاقات عربية مهمة مع الاردن والامارات والكويت. والعربيةالسعودية وغيرها من البلدان العربية  من جوار العراق وخارجه، وهو من القيادات السنية الذي يتمتعبمقبولية عالية لدى الدول العربية .    

لقد جائت محاولة العزل كخطوة استباقية من قبل بعض القيادات السنية لخوفها من استحواذ  وفوز حزبتقدم بزعامة الحلبوسي وهيمنته على  انتخابات  مجالس المحافظات المزمع اجراؤها في اكتوبر القادم.

وفوزتقدموسيطرته على مجالس المحافظات الغربية يعني ذلك افلاس القيادات والكتل السياسية السنيةمن الشارع السني ، وكما عزلت الزعامات السابقة  مثل النجيفي  والمشهداني  و العيساوي وغيرهم سيعزلالكربولي والسامرائي والجبوري والعبيدي والقائمة تطول .

تشير استطلاعات الرأي ان حزب تقدم له  جماهيرية كبيرة بين الشباب وان اكثر مؤيدو الحزب هم من الشباب، وهذا الامر  يقلق بعض الاحزاب والقيادات السنية  التي وصلت الى مرحلة الشيخوخة والتقاعد  .

بقي ان نقول  في حالة عزل الحلبوسي هل يوجد بين القيادات السنية الاخرى من يحل محله وبنفس الفاعليةوالقوة ؟

فان مسيرة الحلبوسي كرئيس للبرلمانباعتبار المنصب هو استحقاق مكوناتيكشفت عن قدراتاستثنائية في المناورة والزعامة، فهو أصغر رئيس برلمان سناً في تاريخ العراق المعاصر “42 عاماً، ذوملكات قيادية في إدارة المكون الذي يمثله ، علاوةً على نجاحة في  العمل بين المتناقضات السياسية.

ورغم ان  عمل رئيس مجلس النواب في ظل هيمنة الاطار بـ 129  ومجموعة النواب الخصوم من تحالفالعزم  لن يكون سهلا إلا انه اثبت قدرته على تجاوز الصعاب ، والعمل ببرغماتية كبيرة ، يتمكن من خلالها انيضع خصومه في الزاوية الحرجة التي تلزمهم بالتعامل معه .

     

(Visited 81 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *