بلا رتوش :
بقلم : سمير عبيد
# تمهيد :
الكاتب والمحلل المنصف والمحايد هو مرآة الأمة لترى من خلاله الحقيقة أو جزء منها. ونحن هنا لسنا مع طرف ضد طرف آخر . ولسنا بصدد مجاملة طرف على حساب آخر . فهذا شغل غيرنا وليس شغلنا.نحن نقدم الحقيقة من وجهة نظرنا مع المقترحات . ولسنا بصدد البحث عن الذين رضوا أو الذين زعلوا من رأينا .فهذا لا نكترث له ،بل نكترث للمصداقية والمهنية !
# هل أُقصي السيد الصدر أم العكس؟
١-ان تحالف الأكراد والسنة مع السيد مقتدى الصدر كان تحالف تكتيكي باتفاق بين البرزاني والحلبوسي والخنجر. وليس تحالف استراتيجي على الإطلاق . وكان السيد الصدر في البداية مقتنع بأنهم حلفاء حقيقيين وصلبين وسوف يُؤسس معهم لمشروع وطني و لمرحلة جديدة وقوية تفرز معارضة حقيقية وحكومة وطنية حقيقية .ولكن بعد فترة بدأ السيد الصدر يكشف نواياهم رويدا رويدا . لا بل كشف اتصالاتهم السرية مع طهران، ومع اطراف داخل الاطار التنسيقي تكن الخصومة مع الصدر وكله من وراء ظهر السيد الصدر.
٢-وعرف السيد الصدر فيما بعد ان هؤلاء غير صادقين. وكان هدفهم شق الصف الشيعي واضعافه ليكونوا الطرفين الاقوى في المعادلة السياسية العراقية.وللاسف معهم جماعة الاقطاع السياسي الشيعي ” جماعة النفط الأسود” . حينها شعر السيد الصدر بالصدمة . وعرف ان الساسة العراقيين الذين يحتلون المسرح السياسي من “الشيعة والسنة والاكراد” لا يريدون ( حكومة اغلبية) وغير مقتنعين بأي طريقة حكم غير التوافق وتوزيع المناصب وسرقة الدولة .حينها قرر الخروج من العملية السياسية تماما. خصوصا عندما ارادوا استدراجه الى حرب ” شيعية – شيعية ” اثناء استهداف متظاهري عاشوراء فمنع ذلك!
٣-واقتنع السيد الصدر أيضًا أن هناك طابور خامس ” داخل التيار الصدري ” من الفاسدين والمنتفعين منغمسين مع مخطط هؤلاء ومع ماحصل في الخضراء من مواجهات. حينها قرر السيد الصدر انهاء المظاهرات وانهاء العلاقة السياسية مع الجميع وتنازل عن 73 مقعد برلماني فهرول نحوها جماعة الاقطاع السياسي لأخذها خصوصا عندما فتح الباب لهم الحلبوسي والبرزاني علنا . فاعتكف السيد الصدر على قيادة ( ثورة تطهير وتصحيح ناعمة وصامتة ) داخل التيار الصدري . وذهب فأعاد هيكلية عمل التيار الصدري بابتكار سياسات جديدة ” دينية ، اجتماعية، اخلاقية ، وطنية ، سياسية “وتحت شعار ” رب ضارة نافعة”!
٤- وقرر مراقبة عمل حكومة (الاطار التنسيقي وجماعة السنة والاكراد ومجموعات ” المستغلين” وليس المستقلين)ويحصي أخطاءهم وكذبهم على الشعب .لا سيما وانه ليس لديه عداء أو خصومة مع شخص رئيس الحكومة السيد محمد شياع السوداني. وهو على يقين أي السيد الصدر انهم لن يغيروا طباعهم .وان عارضهم السوداني سوف يقال من قبلهم !
٥-ولكن لو جئنا للحقيقة فأن السيد مقتدى الصدر هو الذي أقصى الحلبوسي والبرزاني والخنجر ومن معهم وعندما وجدهم بنيات سيئة. وليس هم الذين اقصوا السيد الصدر، ولا حتى حلفاءهم من جماعة الاقطاع السياسي الشيعي!
#محاولة إقصاء المالكي!
١-فيبدو ان مخطط تقسيم الشيعة قد نجحوا فيه في المرحلة الاولى عندما ترك السيد الصدر العمل السياسي معهم .وباشروا بالمرحلة الثانية وهي ” تفتيت الشيعة ” وبمساعدة من اطراف شيعية داخل الاطار وداخل الاقطاع السياسي الشيعي( هؤلاء الشيعة يريدون اقناع واشنطن ودول الخليج بأنهم الخط الشيعي المعتدل والبديل عن حلفاء ايران وعن السيد الصدر والمالكي) . وهم الذين أخرسهم المالكي وافشل جميع مخططاتهم داخل الاطار الشيعي طيلة عام كامل، ومنع جميع انقلاباتهم، ومنع مخطط اسقاطهم للمرشح محمد شياع السوداني لصالح العبادي .
٢-وعندما تشكلت الحكومة أي حكومة السوداني أخذ منهم المالكي وزارة النفط، وحجم الآخرين منهم .وقرر وضع مسافة مع ايران ولأول مرة بمحاولة متأخرة جدا لإنقاذ نفسه اي المالكي وانقاذ حزبه حزب الدعوة ،والتقرب للشارع العراقي والى المشروع الغربي في العراق والمنطقة. ولكنها خطوات متأخرة جدا جدا !
٣- فلو جئنا للحقيقة فأن الحلبوسي والبرزاني والخنجر لا يريدون بقاء شخصية شيعية قوية في المعسكر الشيعي. خصوصا عندما نجحوا بأبعاد السيد الصدر عن المشهد السياسي . وبالتالي فلا يريدون بقاء شخصية شيعية يلتف حولها بعض الشيعة مثل نوري المالكي.لهذا بدأ مخطط تطويق واسقاط المالكي حاليا ً وبمخطط ( سني كردي مدعوم من شيعة الاقطاع السياسي الذين تحدثنا عنهم )
#نقطة نظام !
*أ/فالحقيقة ان مغادرة( نوري المالكي) للمسرح السياسي وان حصلت فهو غير ماسوف عليه ان يترجل من المسرح السياسي العام. ومن المسرح السياسي الشيعي( فنحن لسنا جبناء بل نقول الحقيقة لمصلحة الشعب والوطن) . لأن المالكي هو من قرّب البعثيين والفاشلين والاميين من قبل وجعلهم في ادق مفاصل الدولة.وهو من ريّف الدولة والمؤسسات. وهو من حمى الفاسدين وفي جميع مراحل الحكومات . لانه اعتمد على الولاء له والولاء لحزب الدعوة جناح المالكي وليس الولاء للوطن . ولديه طريقة معروفة وهي محاربة الوطنيين والكفاءات والمناضلين لصالح الفاشلين واصحاب الخواتم من البعثيين. واخيرا فسح المجال للدواعش فتحالف معهم وصاروا بالوزارات وفي الصفوف الاولى من العملية السياسية ودون اكتراث للشهداء ولعائلاتهم …
*ب/ولكن رغم هذه المصائب التي ورطنا بها المالكي. فلا نسمح لهذا المخطط ان ( يبعد المالكي ) بعد ابعاد السيد الصدر. فالصدر والمالكي هما عنصران اساسيان في بقاء قوة الشيعة سياسياً. وان ابعادهما سوف يجعل الشيعة اقل من الاقلية اولا وسيكون قرارهم في أماكن اخرى !
٣- فهناك مخطط خطير يقود الى ولادة ( تحالف البعث الجديد مع الدواعش ) وصولا للانقلاب الناعم وخطف قيادة النظام في العراق .وورائه دول واستخبارات خارجية وتمويل مالي خرافي. ناهيك عن الدعم الاسرائيلي الخفي والقوي.واذا نجحوا بإقصاء نوري المالكي بعد اقصاء وابعاد السيد الصدر سوف يتقدم هذا المخطط بخطوات خطيرة !
٤- بالمقابل هناك (مخطط ورائه ايران) وفيه خطوط شيعية مهمة وتمتلك سلاح وتضاريس عسكرية وهو الذي يقود تسقيط القيادات العسكرية والامنية والشرطية منذ فترة ،واهانة المؤسسة العسكرية والامنية. ليكون هذا المخطط بديلا عنها من خلال استلهام تجربة الخرس الثوري . وهم سعداء بابعاد الصدر ومن ثم المالكي ايضا .وفي قرارة نفوس العاملين على هذا المخطط ( انهم قادرين على افشال مخطط البعث والدواعش وخطف قيادة النظام السياسي في العراق ) ولكن حساباتهم خاطئة جدا جدا . لأن ايران في حالة ضعف وتقهقر متدحرج والقادم لها خطير . مقابل قوة ومتانة ودعم وتخطيط لدى داعمي مخطط ( البعث والدواعش ) .وبالتالي هي مقامرة ايرانية وشيعية عراقية فاشلة !
#الخلاصة !
صار لزاما لزاما لزاما مصالحة السيد الصدر والسيد المالكي وبالعكس وبسرعة لمصلحة وطنية وشيعية. ولمصلحة انقاذ العراق وانقاذ مستقبل الشيعة وجميع المضطهدين من سياسات الحلبوسي والخنجر والبرزاني ليكونوا حلفاء الى المشروع الوطني الشيعي لولادة مشروع وطني عراقي !
سمير عبيد
٩ ديسمبر ٢٠٢٢