المستقل / متابعة
بعد استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إحتدم الصراع على زعامة حزب المحافظين بين مجموعة من الاسماء ابرزهم ريشي سوناك وبيني موردنت، وتشير الاخبار الى ان السيدة موردنت التي تسعى الى زعامة الحزب ومن ثم رئاسة الوزراء البريطانية اكثر حظوظا من زيميلها سوناك ، فقد حصلن على تأييد 45% من اعضاء الحزب ، قبل التصويت النهائي على زعامة المحافظين.
بيني موردنت
تنتمي «بيني موردنت» التي تبلغ من العمر 46 عاماً إلى عائلة متوسطة، وتنحدر من أم معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة وأب مظلي، واللافت أن امتهانها في بداية مسارها المهني لأعمال بسيطة مثل مساعدة ساحر، وانجذابها القوي نحو الأعمال الخيرية، لم يمنعها أن تصل بسرعة إلى قمة مصدر اتخاذ القرار في وزارة حساسة وثقيلة بحجم «حقيبة الدفاع»، في دولة أوروبية ذات عمق إستراتيجي، وتأثير كبير على العالم، علماً أنها أول فرد في أسرتها التي تتألف من شقيقين فقط، يلتحق بالجامعة، حيث عكفت على دراسة تخصص الفلسفة في جامعة ريدينغ، وقبل ذلك عملت في شحن البضائع. واقتحمت عالم السياسة خلال عملها في المستشفيات ودور الأيتام قبل التحاقها بالجامعة. وسبق لوزيرة الدفاع الحالية تولي منصب نائبة عن دائرة بورتسموث نورث عام 2010، ورئيسة لجناح الشباب في حزب المحافظين.
اما المليونير ريشي سوناك
فقد ولد سوناك في ساوثهامبتون، جنوب غربي إنكلترا، لعائلة متوسطة وطموحة، كانت السياسة غائبة عن بيتهم كما يقول ، إذ لا يعلم حقاً لأي حزب يصوّت والده الطبيب ووالدته الصيدلانية.
تلقّى سوناك تعليمه في كلية وينشستر الداخلية الخاصة والمكلفة جداً، والمعروفة بقدرتها الخفيّة على تأهيل طلّابها لدخول جامعتي أوكسفورد وكامبريدج.
أيّد بشدّة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016 قائلاً: “إن هذه الخطوة ستجعل بريطانيا أكثر حرية وعدالة وازدهاراً”، متحدّثاً عن ضرورة ضبط الحدود في وجه المهاجرين “غير النظاميين” حفاظاً على الأمن والسلام.
لم يكن سوناك الأوّل في المدرسة ولا في الجامعة، حيث كان يقضي معظم أوقات فراغه، بحسب زملائه، في نادي الاستثمار يراهن على الأسهم، لكنه بحسب أساتذته كان عنيداً، صلباً، واثقاً، مهذّباً، لبقاً وضاحكاً.
كذلك سوناك ليس مثقفاً، أقوى ما لديه هو الولاء وأيضاً الطموح الطبقي والقيادي غير المحدود.
انضمّ سوناك إلى المصرف الشهير غولدمان بعد تخرّجه من جامعة أوكسفورد في الاقتصاد والسياسة والفلسفة، ومن ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية في إدارة الأعمال.
أضحى بحسب المقرّبين منه مليونيراً في منتصف العشرينات، وهنا أيضاً تبرز سيرة سوناك كقصة نجاح طبقة معيّنة ووسط تعليمي محدّد يطلق عليه اسم “أوكسبريدج”، حيث يكون خرّيجو هذا الوسط قد تلقّوا تعليمهم في واحدة من بين أقدم الجامعات في بريطانيا أوكسفورد أو كامبريدج، وهذه النخبة هي عادة من تدير البلاد تاريخياً.