ازار حسن ابو العلا
حب الوطن لا انفكاك منه، حب المدينة التي ولدت و ترعرعت فيها يبقى كحب المراهق الذي يتمنى وصال حبيبته، .. يرى الجمال و لا يطوله، و يبقى التيه في الاماني، فيتحول كأنه حب من طرف واحد
القاهره هي المدينة التي نتمنى الخروج منها، نتعب من ضوضائها، من زحمتها، يصل بنا الحال الى تركها، ولكننا لا نستطيع، نحاول مرارا و نعود سريعا، فالحب لا يرى، الحب احساس فطري داخلي لا يمكن ان يتُرجم عمليا او ماديا، يرجعنا ذلك الحب الذي لا يروي ظمأ، ترجعنا الذكريات و كل انواع التحدي، فيكون لزاما علينا ان نذوب ان نتضور، نبحث عما يسد رمق القلب.
لست وحدي من يحبها فالمجاذيب في حبها كثر ومنهم مبادرة “سيرة القاهرة” وهي مبادرة مستقلة تعمل على توثيق تراث القاهرة أسسها مجموعة من الشباب المتطوع المغرم بحب القاهرة للتوعية بقيمه تراثها ومحاولة الحفاظ عليه
أحتفلت المبادرة بمرور عامين على تأسيسها في بيت السناري إحدى اجمل البيوت الاثرية بمنطقه السيدة زينب
بدأ الحفل بكلمة لمدير بيت السناري المهندس هيثم مهيب، وبعدها قدم الحفل مؤسس ومدير المبادرة الأستاذ عبدالعظيم فهمي، والذي أكد خلال كلمته على أستمرارهم في توثيق حواري وشوارع القاهرة القديمة، المدينة التي عشقها الرحالة والمستشرقون، ووجه الشكر لكل الحضور من الأصدقاء والمحبين على مشاركتهم هذه الليلة في حب القاهرة.
تلاها عرض المادة الفيلمية الوثائقية لأهم انجازات المبادرة خلال العام من تمشيات تراثية وندوات وورش وتكريم من جامعة مصر للمبادرة، وملخص للأفلام الوثائقية لبرنامج من دروبها العامرة وأيضاً المشروع الصوتي من وحي الآثر.
شارك في الاحتفال عدد من أصدقاء المبادرة والمُحبين لها وقدموا عدة فقرات على مدار ساعتين ونصف وهم:
– د. حامد محمد حامد – صاحب كتاب خريدة القاهرة، تحدث عن عجائب القاهرة وأساطيرها الخفية التي وجدها في بطون الكتب – “عجايب يا قاهرة”
-وكذلك المرشدة السياحية بسنت نور الدين شاركت بتجربتها مع المدينة ورحلتها حتى وصلت لعشق أدق تفاصيلها – “حكايتى مع القاهرة”
– الفنان فوكس – غناء أكابيلا
والتى تضمنت كل اغانيه مشاهد من شوارع وبيوت القاهرة
– الفنانة هالة ياسر – ” حكاية مدينة”
ومن حكايتها
“حكاية مدينة”
كتابة.. شيماء أحمد غنيم
حكي.. هالة ياسر
يا سادة يا كرام ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام، ألفين صلاة ع النبي كريم النسل جد الحسن والحسين اللي لو ذكرنا صفاته ما تكفينا ليالي سنين، بعد الصلاة ع النبي هحكيلكم حكاية مدينة، كانت منصورية وبقت القاهرة المعزية بيقولو فيها الألف مئذنة، وكمان محروسة وللشرق جوهرة، وبدل الباب ليها ألف باب محاوطها وسارق الألباب.
الحكاية بدت لما الخليفة الفاطمي المعز بعت لقائد جيوشه، قاله دي مصر يا جوهر درة مكنونة وللشرق جوهرة مصونة من غيرها ملناش سلطة وبيها ضمنا الحُكم، جوهر مكدبش الخبر لملم جيوشه وطاح في الإخشيديين هزمهم وقطع العلاقة مع العباسيين.
جوهر دخل الفسطاط بحصانه في نفس الليلة، وقف وخد أنفاسه وبص لجنوده وقال مش هي دي العاصمة الكبيرة، جري بحصانه ناحية الشمال عند تلال الجبل، سألهم ليه المكان فاضي، قالوله دي حتة مقطوعة، جوهر ابتسم وقال هنا هتكون المدينة.
جوهر عجبه المكان واختاره عشان يرد على هجمات القرامطة اللي دايماً بيجو من ناحية الشمال وبرضه يحمي مصر مهو مش هيبنيها عشان يجو دول ع الجاهز وياخدوها، وعشان كدة بنى خندق عميق، ولإنه قائد ذكي خلى المية توصله من فرع للنيل بيقولو عليه خليج أمير المؤمنين.
جوهر وهو بيبني حوط المدينة كلها بعمدان خشب، وخلى على كل عمود حبل وأخره جرس، عشان لما يؤمرهم بالبُنا يدوس ع الحبل فترن الأجراس كلها في وقت واحد ويبدأ العمال في البُنا، وفي عز ما كان مستنى الوقت الميمون، حصلت حاجة ولا في الخيال جه غراب وقف على الحبال فرنت الأجراس وافتكر العمال إن هي دي الإشارة وبدأوا في وضع الأساسات، جوهر احتار يكمل ولا ميكملش يكمل ولا ميكملش بس بينه وبين نفسه قال دي بُشرى من الوهاب مش هغير المعاد.
– الفنان أحمد النجار – غناء وقصائد عامية
– الشاعر ضياء الرحماني – قصائد عامية
ومنها
القاهرة مربكة
ترازيك و تاخدك حضن
عادي انها تبكيك
تزرع رقبتك فل
و تعزمك ع الشاي
و تدوقك م المر
…………
القاهرة كوبرا
بتشفطك قادره
تحت اللسان شفره
و ف قلبك التعاوير
تلف بيك و تدور
و انت البعيد مجبور
تعصرك مشاوير
و تسمعك ف المسا
الست ف التسجيل
يا ظالمني ينفع كده
اهون عليك يا بخيل
تصرفلها حبك
تاخده و بتعينه
ف حصالة زي البير
تتقل عليك جدا
ولا ترحمك ابدا
وانت شياط بتغير
تطلع لها الغية
تبعتلها قلبك… ويا حمام بيطير
تشوقك بدلال
و لن تطول يا كبير
وفاجئنا خلال الإحتفالية الشاعر خلف جابر، بإلقاءه بعض من قصائده على المسرح وسط تشجيع حار من الحضور.
واختُتمت الإحتفالية بإفتتاح معرض لوحات وصور ” القاهرتان” للرسام الاسكتلندي “Robert hay” والتي رسمها لمعالم قاهرية في منتصف القرن 19 وقدمت نفس اللوحات الفنانة شيماء فكري عن طريق صور فوتوغرافية معاصرة.
مبادرة سيرة القاهرة هي مبادرة شبابية مستقلة، تهدف إلى الحفاظ على الأماكن الأثرية وتوثيق الأحياء القاهرية والتعريف والتوعية بتراث المدينة من خلال الوسائط المتعددة.