د.احمد الميالي
تراهن بعض الاطراف والقوى السياسية المنافسة لتحالف تقدم الذي يتزعمه الحلبوسي على خيار سحب الثقة من منصبه كرئيس لمجلس النواب التي طرحها الرئيس نفسه يوم في جدول اعمال جلسة يوم الاربعاء ٢٩-٩-٢٠٢٢، كما راهنت سابقا على تراجعه في امتحان الانتخابات البرلمانية الاخيرة واضعاف الثقة الشعبية به وبزعامته السياسية ومواجهة طموحه ليكون التحالف السياسي الاكبر الذي يمثل المكون السني في العراق، في حين يراهن الحلبوسي على انصاره وحلفاءه وتدبيره السياسي وثقته بجمهوره ، اضافة الى منجزه في المحافظات المحررة عند توليه رئاسة مجلس النواب لدورتين متتاليتين وقبلها محافظاً للانبار ونائبا عنها في البرلمان. وكسب الرهان بعد ان حصل على المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الاخيرة واصبح للمرة الثانية رئيساً لمجلس النواب وهذه اول مرة يحقق تحالف سياسي سني المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية في العراق، واول مرة تجدد الثقة لرئيس مجلس نواب في دورة ثانية،
كما لاول مرة يقوم رئيس مجلس نواب بطرح الثقة على منصبه بتقديمه الاستقالة من رئاسة المجلس، في مبادرة جريئة فسرها الحلبوسي انها حق للنواب الجدد في طرح الثقة برئيسهم في سياق تعزيز الشرعية الدستورية لانتخاب الرئيس بعد انسحاب نواب الكتلة الصدرية وصعود البدلاء، اضافة الى جعل اصدقاء اليوم وخصوم الامس امام امتحان محرج امام قواعدهم الشعبية، في خطوة يعلم الكثيرون انه سيكسب رهان التجديد بالثقة اذا ما انعقدت الجلسة، ماسيعمل على تقوية موقف الحلبوسي امام كل الاطراف السياسية في المرحلة القادمة ما يحرره من الضغوطات ويمنحه هوامش واسعة للحراك السياسي والمناورة في العملية السياسية ومخرجاتها.
هذه الثقة ناتجة عن الاداء الانجازي الايجابي للحلبوسي وتدبيره السياسي في قيادة حزب تقدم وقدرته على المناورة في التحالف والتفاوض، اضافة الى قربه من جماهيره الذي عمل على تقويض الثقة الشعبية بالقيادات السنية التقليدية والمنافسة التي تجتمع وتريد تأسيس تحالف سياسي سني تقليدي لمواجهته ومحاولة اضعافه، لكن الحلبوسي استطاع قيادة اكبر تحالف سياسي سني في العراق، ضم شخصيات وطنية وقيادات ذات وجاهات اجتماعية وسياسية فاعلة، ولذلك يعول المكون السني في العراق بعد ١٩ عام من الاقصاء والتهميش والاستضعاف على قيادته التي تعد نمطاً شبابيا جديدا في القيادة قائم على اساس من الاعتدال والنجاح في الاداء والقدرة في التأثير على الساحة السياسية.
يُراهَن سنة العراق على الحلبوسي واداءه في إنهاء الصراعات والخلافات المحتدمة بسبب سياسات وممارسات القادة التقليديين الأكبر سناً والذي قاد اداءهم الى تدمير مدنهم.
ومنذ تحرير الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى تطلع السُنة الى وصول شخصيات شابة ومعتدلة الى مراكز صنع القرار تنبثق من رحم المجتمع، لم تكن نتاج حركات المعارضة في المنفى ضد النظام البائد ولم تحمل السلاح يوما ولم تحرض ضد الدولة وتتآمر على البلد، وبامكانها تشكيل فرص واجتراح سياسات تعمل على الاسهام في بناء مدنهم وفقا لاستحقاقات هذه الحقبة، فبإمكان مثل هؤلاء القادة تمثيل مصالحهم وطموحاتهم ، وفق نظرة مملوءة بتطلعات جديدة غير متأثرة بضغائن الماضي.
هذه مؤشرات جعلت وتجعل من الحلبوسي السياسي والقيادي الابرز الذي يقود اكبر تحالف سني فعليا في العراق قادر من خلال وصوله لمواقع صناعة واتخاذ القرار العليا والشراكة والتأثير في المشهد السياسي الوطني تمثيل مصالح جمموره وقدرته على جعل المواطنين السُنة اكثر انخراطاً بشكل ايجابي في النظام السياسي العراقي.
استقالة الحلبوسي والرهان على تجديد الثقة د. احمد الميالي
(Visited 10 times, 1 visits today)