الدكتور عبد العزيز المسلم: الملتقى يحتفي بحملة الموروث الشعبي الإماراتي والخليجي والعربي في منصة ثقافية عالمية واحدة.
عائشة الشامسي: سيستقطب الملتقى هذا العام أكثر من 160 مشاركاً ومشاركة يشكلون نخبة من الخبراء والباحثين والحكواتيين والإعلاميين من 46 دولة.
المستقل / الشارقة: ظافر جلود
كشف د. عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، عن ملامح النسخة ال 22 من فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي سينطلق غدا الأربعاء تحت شعار «حكايات البحر»، خلال الفترة من 21 إلى 23 سبتمبر/ أيلول الجاري ، والذيسيجمع أفئدة الرواة، وحملة الموروث الشعبي الإماراتي والخليجي والعربي في منصة ثقافية عالمية واحدة؛ حيث تنطلق هذه الدورة بمشاركة أكثر من 160 مشاركاً من خبراء وباحثين وحكواتيين وإعلاميين من 45 دولة، بدعم من قبل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
سيشهد الحدث مشاركة عدد من المراكز الثقافية والجامعات والمعاهد، أبرزها جمعية لقاءات للتربية والثقافات من المغرب، وجمعية ابن ماجد للفنون الشعبية والتجديف برأس الخيمة، كونها من أهم الجمعيات التي تعتني بالنشاط البحري، وتهتم بصناعة السفن والمراكب بمختلف أنواعها، وتواظب على إحياء بعض المهن البحرية وتعليمها للأجيال الجديدة.
وقال المسلم: إن «أجواء الدورة الجديدة ال22 من الملتقى الدولي للراوي، تشارك فيها جهات حكومية عديدة منها هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ونادي تراث الإمارات، والأرشيف والمكتبة الوطنية بأبوظبي، وثقافة بلا حدود، وسيحتفي المعرض المصاحب هذا العام بالملّاح والعالم الفلكي الإماراتي أحمد بن ماجد»، مستعرضاً في محاوره التراث البحري في الإمارات، وصولاً إلى تراث ابن ماجد، الذي شكّل نقلة كبيرة ومهمة في هذا المجال، كما تحتفي فعاليات الملتقى وأنشطته بالموروث الحكائي الإماراتي والعربي والإنساني الغني والزاخر والمتنوع، وتغوص بزواره ورواده في أعماق البحر في عوالم غرائبية وعجائبية، تبرز جانباً مهماً وملهماً من المخيال الشعبي الغني، والتمثل الذكي لرموز الحكايات ودلالتِها».
وأضاف المسلم: تتضمن هذه الدورة العديد من البرامج الثقافية والورش التدريبية، والفعاليات الجماهيرية، من بينها 13 ورشة، منها 3 ورش استباقية، و10 ورش خلال الملتقى، تناقش الجلسات الفكرية موضوعات متنوعة، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، إضافة إلى مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب
كم كبير من الكتب القيمة والكتيبات المهمة، والنشرات الإخبارية التي تحتفي بشعار هذه الدورة، التي تزيد على 40 عنواناً.
وأفاد المسلم بأن فعاليات الملتقى تتسم بطابع عائلي؛ حيث تم إعداد أجندة كاملة من الورش والأنشطة التي تستمر نحو ثلاثة أيام على التوالي، لإثراء تجارب ومعارف الصغار والكبار في عوالم التراث، وإضفاء أجواء من المتعة والمعرفة والفائدة لكل فئات المجتمع، كما سيتم تنظيم زيارات خاصة للمدارس والطلاب بالتعاون مع مجلس الشارقة للتعليم خلال أيام لملتقى، لحضور الورش المختلفة ومشاهدة عروض الرواة ومنصات سرد الحكايا ومراكز الترفيه المعرفي المخصصة للطفل.
واشار المسلم: إن الملتقى له خصوصية تراثية وثقافية هذا العام؛ من حيث جودة المحتوى الحافل بألوان الفنون والمعلومات التراثية، والمعارف الشعبية الغنية، لما تزخر به من قيمة علمية عالية، أدركت الشارقة أهميتها منذ البداية، فخصصت فعالية لتكريم هؤلاء الرواة، وتستهدف رسائل الورش والأنشطة تعريف العائلات المحلية من مختلف ثقافات العالم بأهمية صون التراث وحفظ الموروث وتوثيقه ليبقى حاضراً وخالداً في وعي الأجيال، مفيداً بأن الملتقى سيلقي الضوء على حكايات البحر، ومكنونات وكنوز التراث البحري المحلي، والذي كان له تأثير مهم وملهم في مجمل الحياة الاجتماعية والثقافية في الإمارات.
كما أن الملتقى أيضاً سيسلط الضوء على فن «النهمة» أي إنشاد بجمعة البحر، وسيكرم أبرز الرواد في هذا اللون التراثي الخاص بأهل الخليج عموماً، و«النّهام» أو المنشد كان يوجد قديماً على السفن والمراكب الذاهبة للصيد، وكان يحصل على أعلى أجر مادي مقابل تقديمه بعض النفحات والأهازيج اللحنية بصوته، تعرف بالنهمة، مشيراً إلى أن ضيف شرف الملتقى سيكون هذا العام الأستاذ إبراهيم جمعة الحاج إبراهيم، والذي يعد واحداً من الموسيقيين الذين كان لهم دور رائد في توثيق الأناشيد وترديدها، فيما ستكون الشخصية الاعتبارية من دولة الكويت الشقيقة، ممثلة في الشاعر محمد الفايز.
لفت المسلم إلى أن الملتقى لهذا العام سيحتفي بهذا الفن التراثي ضمن أجنداته وفعالياته، لإحياء موروثاته وتعميق حضوره في وجدان الأجيال، بصفته علامة ثقافية مهمة وملهمة في الذاكرة المحلية، وسيشارك نخبة من فناني النهمة من الإمارات والبحرين وقطر والكويت لتقديم العديد من الأنشطة لترديد واستحضار الإرث الخليجي الكبير.حيث استطاع الملتقى خلال سنوات قليلة من استقطاب الكثير من الرواة والحكواتيين العرب ونشر تجاربهم عبر منصة الملتقى ليلمع نجمهم في مهرجانات دولية أبرزها السويد، وباتوا أكثر حضوراً وتأثيراً.
وأوضح المسلم أن الملتقى دأب في الخروج بتوصيات مهمة عقب كل دورة، تسهم في إعادة البناء لتقديم خطاب تراثي عربي ملهم عالمياً.
وقالت عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع للمعهد، المنسق العام للملتقى، أن ضيف شرف الملتقى هذا العام سيكون الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة الحاج إبراهيم، فيما ستكون الشخصية الاعتبارية في الملتقى هي الشاعر الكويتي محمد الفايز، وسيشارك معه من الفنانين الكويتيين الذين سيضيئون الملتقى بحضورهم سعد الفرج، وحياة الفهد، ومحمد المنصور، وعبد الرحمن الصالح، منوهةً بأن الدول المحتفى بها في هذه الدورة ستكون دول الخليج العربي، لما تمتلكه من مخزون تراثي، وإرث تاريخي مشترك يضرب عميقاً في جذور التاريخ.
وأضافت عائشة الحصان الشامسي: «يُشكل ملتقى الشارقة الدولي للراوي كُل عام تجربة ثرية ومفيدة نتعرف من خلالها إلى رواةٍ جدد ومعارف شعبية عالمية تكشف لنا عن الخيط الناظم لتراث الإنسانية الذي يجمعنا تحت مظلة واحدة، كما تشرفنا خلال دوراته السابقة بتكريم أكثر من 100 راوٍ وراوية، من الإمارات والخليج والوطن العربي والعالم، والعشرات من المؤسسات الثقافية والإعلامية الداعمة لمسيرة الملتقى، ليُمثل ذلك معنى عميقاً، وغاية سامية يعتز بها المعهد ويحرص على استدامتها وإثرائها، وبما يليق بإمارة الشارقة التي أضحت وجهة رائدة وأنموذجاً يحتذى به ويحتفى عالمياً في مجال حماية الكنوز البشرية وحفظ التراث بمختلف صوره وتجلياته».
وسيستقطب الملتقى هذا العام أكثر من 160 مشاركاً ومشاركة يشكلون نخبة من الخبراء والباحثين والحكواتيين والإعلاميين من 46 دولة، هي دول الخليج العربي والعراق والأردن وفلسطين وسوريا ومصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان وليبيا وجزر القمر، كما يشارك من إفريقيا كل من كينيا والسنغال، ومن الدول الآسيوية المشاركة الهند وباكستان والصين وكوريا وسنغافورة والفلبين وأستراليا، وأما من أوروبا فتشارك ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا والتشيك والنرويج وهولندا وإيرلندا وفنلندا والنمسا والدنمارك وإيطاليا والدومينيكان، ومن الأميركتين تشارك كندا وكوستاريكا وكولومبيا والمكسيك والبرازيل.
كما سيحتفي المعرض المصاحب للملتقى هذا العام بالملاح والعالم الفلكي الإماراتي أحمد بن ماجد، مستعرضاً في محاوره التراث البحري في الإمارات، ليربطه بتراث ابن ماجد الذي شكل نقلة كبيرة ومهمة في هذا المجال.
ويزخر الملتقى بباقة من الأنشطة الفكرية والثقافية والورش التدريبية والبرامج التفاعلية من الجمهور، من بينها 13 ورشة، منها 3 ورش استباقية، و10 ورش ستعقد خلال الملتقى، حيث تناقش الجلسات الفكرية والندوات التخصصية قائمة من الموضوعات الغنية والمتنوعة، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، بالإضافة إلى مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب ذخيرة قيمة تبلغ 40 عنواناً من الكتب والإصدارات والكتيبات، ويتم دعم كل ذلك بتغطية إعلامية مكثفة ونشرات إخبارية شاملة.