الانثروبولوجيا وعناصر التفكيك / د. رقيق عبد الله

الانثروبولوجيا وعناصر التفكيك / د. رقيق عبد الله

د. رقيق عبدالله
كاتب جزائري
أن ما طرحه باستيد حول فكرة الربط الفاعل بين ما هو ثقافي و ما هو اجتماعي، وان البحوث الثقافوية اختزلت الوقائع الاجتماعية وحولتها الى وقائع ثقافية فضح الاشكال الأهم في مجتمعاتنا في عدم فهم الانثروبولوجيا بل حتى تقبلها، فالانثربولوجيا والتي تعتمد على التفكيك ضمن الإطار العام للعلاقات الثقافية في داخل أطر تلك العلاقات الاجتماعية الخاصة جدا في مجتمعاتنا العربية والتي بنيت على المفهوم الأعمق وهو التراث الذي فشل باحثو الانثروبولوجيا في خلق تصورات حقيقية لهذا المركب الفاعل والهام، كذا لم تتمسك الانثروبولوجيا في ان تعطي الأولوية لمجموع علاقات الربط والبناء و اكتفت بالصراع المؤدي للتفسخ وخضعت البحوث الثقافوية الانثروبولوجية إلى ذاك الحس الثقافي العام للمجتمع خارج الإطار التنظيمي للمجتمع، و وجدت البحوث الثقافوية نفسها تمارس الخلط بين مختلف منطلقات الواقع وفي غياب مفهوم الجدل المستأنف الذي يبدأ بالتفكيك وينتهي بالبناء والذي يسمح بدراسة مبدأ التفاعل المتسلسل للمثاقفة ذاتها.
هنا نتفق مع باستيد في ان أي تغير ثقافي ينتج آثاراً ثانوية غير متوقعة ولا يمكن تجنبها حتى لو لم تكن متزامنة، فالتقاليد الاجتماعية مثلا في مجتمعاتنا لم تستطع الصمود ضمن الكيانات الاجتماعية والاقتصادية الموحدة وانما عبر مجموع بناءات الوحدات الخاصة والمستانفة لتتحول من خلالها دراسة مجموع التقاليد والعادات إلى فعل مسترجع يكتفي بجانب أحادي اقتصادي سياسي وثقافي غير مهتم لما تم بناؤه وفق ما درسته الانثربولوجيا، و وجدت الدراسات نفسها تحتمي في دراستها بمحددات القانون لا البحث الثقافوي الفاعل في وجدان الأمة وتراثها ومنها تتشكل دراسة الظاهرة الاجتماعية المكتملة والشاملة مثل ما طرح مارسيل ماوس.
فنشاة الوقائع الانثروبولوجية في نظري وفي جانبها الثقافوي يحدد مستويات الواقع الاجتماعي والثقافي ومنه لا يمكن للدارس الانثروبولوجي تحديد التغير الثقافي بشكل قبلي ولا بشكل أفقي في داخل المستوى الاجتماعي الواحد ولا بشكل عمودي بين جميع تلك المستويات العامة، فتقنيات الاستعمار الناعمة مثلا في الثقافة التى مورست على مجتمعاتنا قصد التفكيك الاجتماعي العام كان لها آثار خطيرة في وحدات البناء العام والخاص فاقت خطورتها التقنيات الثقيلة لأن الاولى مخفية ضمن ما هو ثقافي و الاخرى ظاهرة عبر ما هو ممارس…يتبع

(Visited 67 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *