تناول الإعلام البريطاني تأزم المشهد السياسي العراقي بعد اعتزال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر العمل السياسي الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين أنصاره الذين اقتحموا القصر الجمهوري وسط بغداد والقوات الأمنية العراقية.
الإعلام البريطاني يتناول تطورات الأحداث في العراق
🔷 بي بي سي (BBC)
قالت بي بي سي: إن زعيم التيار الصدري وأكثر الشخصيات الدينية المثيرة للجدل في العراق مقتدى الصدر أعلن اعتزاله العمل السياسي في تغريدة له على موقع تويتر.
وأضافت أنه في الوقت الذي يرابط فيه المئات من أنصار الصدر للأسبوع الخامس على التوالي أمام البرلمان في العاصمة بغداد للمطالبة بحلّه، اقتحم أنصار الصدر القصر الجمهوري في أعقاب الإعلان عن الاعتزال ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل عدة أشخاص.
وذكرت بي بي سي أن إعلان الصدر يأتي بعد يومين من مطالبته بإجراء انتخابات مبكرة وعدم إشراك الأحزاب والشخصيات التي شاركت في الحياة السياسية في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وأشارت إلى أن الكتلة الصدرية حصدت أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العامة التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولكن نواب الكتلة استقالوا في وقت لاحق وسط مأزق مع كتلة شيعية منافسة بشأن تعيين رئيس وزراء جديد.
هذا ونقلت بي بي سي ما قاله الصدر في بيانه: “كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، ولكنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق جميع المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام”.
كما أفادت نقلًا عن وكالة الأنباء العراقية الرسمية بأن الصدر أعلن أيضًا إضرابًا عن الطعام “حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح”.
وقالت بي بي سي: إن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أسس جيش المهدي الذي يُعَد من أقوى الميليشيات التي قاتلت القوات العراقية المتحالفة مع الولايات المتحدة في أعقاب الغزو الذي أطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وأضافت أن مقتدى الصدر نأى بنفسه عن إيران وأعلن تمسكه باللون العروبي لمؤسسة التشيع وتصميمه على إنهاء التدخل الأمريكي والإيراني في الشؤون الداخلية.
وختمت بي بي سي تغطيتها لأحداث العراق قائلة: إن الصدر هو من الشخصيات القليلة التي تمكنت بسرعة من حشد مئات الآلاف من المؤيدين في الشوارع وحاولت محاربة الفساد والدفاع عن الشعب العراقي في ظل ارتفاع معدلات البطالة وانقطاع التيار الكهربائي المستمر.
ذا صان تغطي الأحداث في العراق (يوتيوب)
🔷 إيفنينغ ستاندارد (Evening Standard)
كذلك تناول موقع إيفنينغ ستاندارد الأحداث في العراق فذكر أن شرارة الاضطرابات اندلعت في بغداد عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انسحابه من الحياة السياسية بسبب استمرار الأزمة السياسية في البلاد.
وأشار إلى أن الاشتباكات التي حدثت بين القوات الأمنية العراقية وأنصار الصدر الذين اقتحموا القصر الجمهوري عقب إعلان الصدر اعتزاله أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وإصابة آخرين، ما دفع الجيش إلى فرض حظر تجول عامٍّ.
ونقل عن مصادر طبية عراقية قولها: إن بعض المتظاهرين أُصيبوا بالرصاص وأُصيب بعضهم الآخر جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وقال موقع إيفنينغ ستاندارد: إن اعتزال الصدر الحياة السياسية أثار اشتباكات بين أنصاره الذين كانوا يعتصمون لأسابيع في المنطقة الخضراء وأولئك الذين يدعمون الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران.
وعلى غرار بي بي سي أشار موقع إيفنينغ ستاندارد إلى الفوز الساحق الذي حققه التيار الصدري المعروف بمعارضته للتدخل الإيراني والأمريكي في الشؤون العراقية في الانتخابات التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
كما نقل عن الصدر قوله: إن القوى السياسية الشيعية لم تكن قريبة من الشعب ولم تشعر بمعاناته، وإنها لم تستجب لدعواته للإصلاح.
هذا وألقت الجماعات الموالية لإيران اللوم على التيار الصدري في الاشتباكات ونفت إطلاق النار على أحد، في حين علّق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعات مجلس الوزراء حتى إشعار آخر، وفقًا لما ذكره “إيفنينغ ستاندارد”.
وختم الموقع قائلًا: إن الاقتصاد العراقي بدأ بالانتعاش بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017، ولكن الفساد لا يزال مستشريًا في كل مفاصل الدولة بسبب الخلاف بين الأحزاب السياسية على السلطة والثروة النفطية الهائلة التي يمتلكها العراق الذي يُعَد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
هذا وقد أعرب القائم بأعمال السفارة البريطانية في بغداد جيمس داونر عن “قلق بريطانيا من الأحداث التي يشهدها العراق”، مؤكدًا أهمية المحافظة على سلمية المظاهرات وعدم جرّ البلاد نحو العنف