كذبة آب الكبرى! / محمد فلحي

كذبة آب الكبرى! / محمد فلحي

د. محمد فلحي

للحقيقة والتاريخ والاجيال اللاحقة:
اخطر واكبر كذبة قبل اثنين وثلاثين عاما!
في بيان صدام صباح يوم غزو الكويت٢/٨/١٩٩٠ سمع العالم اكبر واخطر كذبة تفرعت منها سلسلة اكاذيب :
-ثورة قام بها الاحرار من ابناء الكويت ضد الحكم الاميري!
– العراق تدخل لحماية الثوار وشعب الكويت!
– العراق سوف ينسحب خلال بضعة ايام او بضعة اسابيع بعد استتباب الامن في الكويت!
وفي بيانات لاحقة تم تنصيب احد الضباط الكويتيين الاسرى وهو العقيد علاء حسين رئيسا لحكومة الكويت الحرة المؤقتة!
وفي بيان اخر قررت تلك الحكومة المؤقتة الزائفة الانضمام الى العراق في ما سمي عودة الفرع الى الاصل!
كذب في كذب.. كلنا كنا نعرف انه يكذب
ولكن من يستطيع الاعتراض او قول الحقيقة!
العالم عرف لعبة الكذب منذ اللحظة الاولى ووقف ضد الغزو!
قرار الغزو وتنفيذه لم يطلع عليه وزير الدفاع او رئيس الاركان او ما يسمى مجلس قيادة الثورة..اما الشعب العراقي فهو مثل الشعب الكويتي المنكوب كان ضحية ذلك القرار الأحمق!
الاشقاء الكويتيون يصرون اليوم على تسميته بالغزو العراقي ويرفضون وصفه بالغزو الصدامي!
سفير العراق في الكويت حاول توضيح الحقيقة فهوجم بقسوة من الكويتيين!
الاصرار على سوء الفهم التاريخي وتجاهل الحقيقة يزرع الضغائن في النفوس ويزرع بذور فتن مقبلة بين شعبين شقيقين جارين لا سمح الله!
ليست الكويت وحدها ضحية الغزو الصدامي الارعن!
العراق اول الضحايا ثم العرب ثم العالم اجمع
اخر ورقة استخدمها صدام في تلك المعركة الخاسرة حرق حقول النفط الكويتية فأمطرت سماء المنطقة كلها مطرا اسود!
قرار الغزو كان العثرة الكبرى التي اطاحت بنظام صدام وقد ظل ينازع ثلاثة عشر عاما
فلم يستوعب الدرس ولم يعتذر ولم يتراجع وظل يكذب حتى اللحظة الاخيرة!
من يقرأ خطابات صدام وبياناته بعد عقود من السنين سوف يظنه قديسا بريئا طيبا مظلوما!
لكن من عاش افعاله وسلوكه يدرك طبيعته الشريرة المريضة!
كل الطغاة يتميزون بصفات الشخصية السيكوباتية المعقدة ومن ابرز صفاتها التناقض بين القول
والفعل!
النهايات معروفة لكل طاغية كذاب خزي وذل ومهانة!
درس الغزو من اقسى الدروس في تاريخنا المضمخ بالدم، وقد تشبعت ذاكرتنا بصور لا تنسى من القسوة والألم!
تلك الكارثة الكبرى دفع ثمنها الفادح شعب العراق دما ودموعا وقهرا وجوعا وتشردا!
فهل من عبرة وحكمة وموعظة!؟

(Visited 31 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *