ابراهيم البهرزي
إطلعت على موجة من السخرية تنال من هذه الصبية التي انتخبت كملكة لجمال العراق .
يجب اولا الإقرار بقاعدتين :
١)السخرية سجية عراقية رثة جدا ومقرفة
٢) الجمال العراقي ليس له ما لقواعد الجمال الاخر .
ان مجرد فكرة تنظيم مسابقة لملكة جمال في ظل واقع خانق تهيمن عليه روح القبح والنكد والعزاء تعد ظاهرة جديرة بالامتداح والتقريظ .
وان ما يرشح عن مثل هذه المسابقات عراقيا لا يمثل بالضرورة ان من شاركن او فزن بها هُن اجمل نساء العراق ،ففي شوارع المدن والقرى العراقية تلمح خلسة اجمل من هذه الوجوه بمئات المرات ، لكن لان الجمال العراقي لا يميل للادعاء لظروف اولها الطبيعة المحافظة للمجتمع العراقي وثانيها ان فكرة الجمال المشاع تقلل من فرص الجميلات في الحصول على شريك رصين لأسباب ما يرافق هذا الاعلان عن الجمال من إجراءات ابسطها هذه السخرية او التنمر الذي نالته هذه الصبية مثلا .
ليست مطربات العراق هُن أفضل الأصوات ولا مذيعاته او فناناته او ملكات جماله هُن الاجمل ،فالجمال الحقيقي لم يزل محجوبا خلف الحياء ،مثلما ان اجمل الأصوات محجوبة خلفه ايضا .
ثمة امر اخر وهو اختلاف معايير الجمال العراقي بين بيئاته المختلفة ( الجبلية والصحراوية والاهوارية والسهلية) فثمة مقاييس مختلفة لرؤية الجمال في هذه البيئات أفرزتها سنوات من التقاليد والأفكار والمقاييس التي تختلف من بيئة لبيئة ، للجمال الكردي معيار يختلف عن معيار الجمال الجنوبي والذي يختلف عن معايير الجمال الموصلي او الايزيدي او المسيحي وطالما نحن في مجتمع متنوع فان الإجماع على صيغة موحدة للجميل هو امر مستبعد ،ناهيك عن ان الجمال عموما بمفهومه الفلسفي هو نسبي !
يبقى ان شجاعة هذه الفتاة وزميلاتها ممن شاركن معها تستحق نقطة مضافة لجمالهن الطبيعي وهن يقاومن سلطات القبح الاجتماعية والسياسية وغيرها وهذا ما يستوجب تقديم الاحترام لهن وزجر الساخرين منهن .