السيد داخل السيد حسن
للمنبر الحسيني مهابة وقدسية مستمدة من نفحات سيد الشهداء عليه السلام
وقد كان لنا شرف المواكبة والتجارب خلال الستة عقود المنصرمة ولاحظنا اهمية المنبر البالغة وتوقيره وتقاليده العفوية القائمة على الاخلاص والاحترام والثقة والمحبة سواء في العراق او الخليج
وقد تحولت المساحة الجغرافية في عصر العولمة الى تدويل المنبر الحسيني فتوسعت دائرة المجالس واصبحت تعقد في معظم قارات العالم فضلا عن العالم الاسلامي
وكان الاغلب افرازا لظروف العراقيين الذين هجروا عن ديارهم قسرا وهم يحملون الحسين ع نورا في ضمائرهم ونبضا في عروقهم
فخفقت راية الحسين ع بايديهم وعقدوا مؤسساتهم ومجالسهم ومحافلهم ومآتمهم بحرية وتحدي للاجراآت الانتقامية والملاحقات التعسفية للنظام المقبور
وقد حالفنا التوفيق في التجوال الميداني وممارسة النشاط المنبري في بعض تلك المؤسسات عبر العالم منذ عدة عقود في لندن وسواها
ولست في صدد التقويم العام والمسح الشامل لشؤون تلك المؤسسات المباركة وايجابياتها وسلبياتها بقدر مايهمني بلورة الاشارة الى المستجدات والمفاجئات والمتغيرات في الساحة الارحب
لاشك ان ميدان العمل مفتوح وحر بل يصل لحد الفوضى والتلاعب والادعاءات والمزايدات دون قيود وشروط وضوابط ونظام القبول للشخص المناسب في المكان المناسب انما تنشط حركة التفنن والتشيطن والتحايل والمصادرة باستخدام النفوذ والعلاقات والمحسوبيات
فلم يؤلف سابقا ان كيان المرجعية وبعض شخصياتها تتدخل لتمرير وتثبيت ودعم خطيب واهمال آخرين كما هو الحاصل مع اشخاص معروفين لا لتفوقهم الخارق انما لحسابات ومجاملات ومصالح
والكارثة الاخلاقية المصادرة لكرامة المنبر والخطيب حتى افتقد الخطيب احترامه وتاثيره لانه ينظر اليه نظرة المرتزق المتاجر المستميت من اجل المال ليس الا
والظاهرة الاخرى انحسار واحجام الطبقات المثقفة عن الحضور لاصطدامهم بضحالة الطرح وهزالة المستوى فكل بضاعة الخطيب تتمثل (بعدّة الشغل ) قيافة وزي انيق واكسسوارات ونفخ براطم
ولكنه اجوف ثقافيا وادبيا وعلميا وممتلئ صلفا ووقاحة وغرورا
واما ام الكوارث يتمثل بالسطو والقرصنة على مجالس بعضهم بفجاجة وقرف واشمئزاز ويزعم انه مدعو وهو يستخدم اللصوص وسماسرة الايجار للتطواف على الحسينيات والمآتم وتقديم العروض المنمقة الكاذبة لهم وتصوير النكرات وانصاف الاميين وارباع المبتدئين بانهم العباقرة والنوابغ والمجددين بأساليب رخيصة يغري ويستغل طيبة الكثير من الناس ليسطو على مجالس اخوانه ويأكل السحت الحرام
والكفوء هو الذي يحترم كرامة المنبر ولا يتهالك ويتكالب وقد شبهته بالعذراء التي تخطب ولا تعرض نفسها للنكاح
كان الخطيب يدعى حقيقة بكل توقير وتوفر له الخدمات والمستلزمات كافة وهو مصان الكرامة دون مساومات ومزايدات من قبل العناصر الفضولية التي تنزو على منابرهم لقاء ابتزاز واقتطاع جزء مما يعطى للخطيب عادة بذريعة الهدية وفي الحقيقة اما رشوة او اجرة تنتزع غصبا والا فالحرمان وتحويل المجالس لصنائع اخرى ورايت الكثير من هؤلاء باستغراب وتعجب من تواصل واستمرار مجالسهم دون انقطاع وماكنت اعرف السر في ذلك فلربما عندهم من الكفاءة مايجعل الحسينيات وغيرها تتسابق وتتنافس عليهم واذا النتيجة استخدام الرشاوى للدلالين الذين يستميتون عل منظومة المجالس ورمي شباكهم للاصطياد وتقاضي الارباح والنسب وكلما ازداد الدفع كلما كثرت المجالس فيجند السمسار نفسه ويقرع للخطيب النابغة الابواب وهذا اسلوب كمن يغمض عينه ويتصور ان الناس لاتراه او كالنعامة التي تدفن راسها بالرمال وجسمها بارز للعيان فهم يسلكون طريق التجاهل والتغافل بوقاحة وقرف ويصادرون جهود وكرامة اساتذتهم ومشائخهم
لقد كان من المتعارف في الجيل المتقدم من الخطباء الابرار اذا صادف ودعي احدهم وهو يعلم ان زميله هو الخطيب الراتب لذلك المجلس ينتفض ويستنكر ويشجب بصدق ويتسائل واين خطيبكم وماجرى بينكم وبينه ؟؟ وكانه مالكا لذلك المجلس ولايتجرا ان يوافق فورا حياءا وخجلا من زميله في الخدمة
اما جيل خطباء السي دي والآيفون فيتربص الدوائر ويتحين الفرص لا ليستجيب ويلبي الدعوة فحسب انما يتآمر ويتمادى بالتحايل والاغراء بالدفع لمن يسعى للتخريب وتحويل المجلس لصالحه وينتفخ طربا لهذا الانجاز ويتحدث بصفاقة انه مدعو في الحسينية الفلانية والحال هو مدعو من قبل تلفيق الدلال ليقبض اجرته السحت
مااعظم الثقة بالحسين والخدمة الخالصة المخلصة
مايقرب من ستين عاما لم يتركنا الحسين في اي موسم بلا ارتباط باهم المجالس دون وسيط
فليربأ خادم الحسين ع بنفسه من ان يكون رخيصا متزلفا متآمرا من اجل حطام زائل والحسين شرف وعز الدنيا والاخرة