عوافي

عوافي..!
________________________________________________________________

امين عبد الله

 

اخر فقرة من جولتنااليومية المعتادة,تنتهي مقابل سينما(السندباد)..!
..ففي فسحة فارغة ضيقة,تقابل السينما,في الجهة الثانية لشارع السعدون,نصب,رجل اربعيني,(جمبره)الذي هو لا اكثر من منقلة شوي وبعض الكراسي,وبدا يكسب رزقه..ولم ينس ان يكتب (بالتباشير)على الحائط(مطعم الاحباب)!
..لهذ (المطعم !) نظامه الخاص,لم اجده ,انئذ,في العراق كله..!فهو لايفتح الا بعد الساعة الثانية عشر ليلا,ثم انه لا يبيع الا قضبان(شياش)ليية الخروف,وبعض (التكه )فكان شباب بغداد وشيبته الجياع,بجدون فيه ملاذهم اخر الليل,وكنا نحن منهم, اثنين من اصدقائي الظرفاء,وانا..!
كل ذلك من اجل شحم(ليية) الخروف
..!..
..ذات نهار,اردنا ان نتواعد,
_نتلاكه عند (مطعم الاحباب)
_الاحباب؟..يا احباب؟..ياهو
_هذا ابوكصه..!
..ومنذ ذلك اليوم,نسينا(الاحباب)وسميناه(ابو كصه),وبالفعل كان وجه الرجل,عبارة عن كصة واسعة وسع الصحراء,وتحتها ما يشبه العيون والانف وملحقاتهما ..
..ولما اصبحنا زبائن دائميين,عند (ابو كصة)اردنااختباره ذات يوم,بموضوع (شرب الخمر العرق), فذهبت اليه,وسالته
_يرحم ابوك,فد كاس ماء اكاسر بيه العرك
_اي عمي,مو تامر..!
..ولما انتهيت من اعداد البيك(الكاس)قلت له
_بصحتك..
وعلى الفور اجابني..
_عوافي..!
..(فال خير)..اذ بهذه( العوافي)بدانا,ناتي بمشربنا,ونتعشى عنده,ولما رانا الاخرون,قلدونا,فكثرت الموائد,وبهذا سننا سنة جديدة,حتى اقترحنا على (ابو كصة)ان يوسع عمله ويضيف (العرق والبيرة)..فاستجاب لمقترحنا,وبدا يبرد البيرة في حوض خاص,ويخزن قناني العرق,في الزاوية,اما هو فمع كل طلب,لا ينس ان يجيبك..
_عوافي..
او ..
_عوافي عيوني..
..وفي ظرف سنه,نشنش الرجل,وعدل من المكان,فصدحت الاغاني,وكثر قراء المقامات,وامتلا الجو بهجة وسرورا..
..وذات مساء..!
وقفت سيارة فارهة انيقة,وترجل منها امين بغداد,(خير الله طلفاح),ومعروف عن هذا الرجل بمناقبه الكثيرة..!..اقترب وصاح وهو محاط بشلة من لابسي الزيتوني..
_وينه هذا الجامعلي الصعاليك,واهل البعورة..؟
..ورغم التفاهمات بين (ابو كصة) وصاحب الملك وحيازتهم لاجازة,الا انهم ذهبو ا بالركاب,ودفعوا ثمنا غاليا,للسلطان..
..اغلق (مطعم الحبايب)..ولم يبق منه الا اسمه بالتباشير..وبقايا صدى لصوت الرجل ..
_عوافي..!

(14 تموز 2022..)

(Visited 11 times, 1 visits today)

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *