عبدالخالق الشاهر
افكر دائما عما سيحصل لو ان الروائي الكبير الراحل نجيب محفوظ – الذي قرأت كل رواياته وأولها اللص والكلاب خلال عطلة الثالث الابتدائي – عاش في بغداد 2003 فكم رواية كان سيصدر وكم فلما (هنديا) كان سينتج ، وأفكر دائما بالروائيين العراقيين ابناء وأحفاد الجواهري والنواب والربيعي وأسأل : متى يلامسوا او يلتفتوا الى معاناة شعب العراق ؟؟ مع جل احترامي لهم
الرواية مستوحاة من حديث جرى بيني وبين اخ لم تلده لي امي وهو الاعلامي والكاتب الكبير عبدالحميد الصايح ، والقصة بدأت مع بطلها بسام كاظم عطية من آل ازيرج الكرام ، ودعونا نتوقف مع آل ازيرج والذين قام مسؤول التعداد عام 977 في منطقتهم بإقناعهم ان لقب الزرقاوي افضل من لقبهم المعقد واقتنع البعض وحولوا الى الزرقاوي ومنهم صديق لي كان طبيبا والذي غادر السجن عند تصفير السجون الاخير ، وبعد (التحرير) مررت بالقرب من عيادته في الغزالية فوجدته قد علق يافطة (الدكتور فلان الزرقاوي) وبعد فترة قصيرة زرته بعد اشتياق لأجده غير اليافطة الى (الأزيرجاوي) وتساءلت مندهشا لأجد انه بات يخاف من ذلك اللقب بعد ان لمع اسم الزرقاوي الارهابي ، فبادرت الى افهامه ان لا داعي لذلك فهو معروف ..اجاب بالمثل العراقي ( بين ما اثبت آني حصيني اكون شبعان كتل من الحرس الوطني ) ..
نعود الى صاحبنا الأزيرجاوي بطل الرواية والذي دخل الكلية العسكرية نهاية العام 1999 وتخرج منها نهاية تموز 2002 .. ولو كنت اريد كتابة رواية فعلا لرويت لكم تفاصيل ما عاناه في تلك الكلية من تدريب قاس وعقوبات مستدامة ، فضلا عن اني كنت سأروي لكم احلامه وأحلام اهله وكيف خاط البدلة العسكرية بنجمات الذهب التي ترصع كتفيها، ولقلت لكم كم مرة ارتداها قبل التخرج ، ولكنت تفصلت في المشاعر الجياشة عند حضور اهله من الناصرية يوم التخرج ليزفوه بنجمات الذهب الى بيته ، وكيف ، وكيف ، وكيف .. ولكن القدر كان له بالمرصاد حيث اختار صنف المدفعية ولكونه كان الاول على دورته تم تنسيبه مدرب في جهاز فدائيو صدام والتحق اليها في شباط 2003 واحتلت بغداد في نيسان اي بعد شهرين استحق فيها (3) اجازات دورية فبقى شهر واسبوع.. نام منها ما مجموعه 12 يوما وقضى ما مجموعه يوم واحد في الحمام ، وغير ذلك الكثير فتكون صافي تدريبه للجهاز المذكور لا تستحق الذكر . ورغم ذلك كله لا يتمكن من ان يذكر حياته في الكلية لأبنه وابنتيه وكيف كان الأول لأنه لا يريد ان يقص قصص الكراهية على اولاده .
هذه ليست رواية بطلنا بسام بل هي رواية الف بسام وبسام ، وبسام ليس بقادم من فطر الحائط انه انسان له ام حملته في بطنها وعمت عيونها لتحوله من ((نطفة امشاج ))الى ملازم مدفعي ..كم ليلة سهرت عليه ؟؟ وكم مرة ذهبت به للطبيب ؟؟ وكم حلمت بالنجوم الذهبية على كتفيه ؟؟ وكم فرح والده واخوته وأخواته ، ثم انه خليفة الله في الارض (( اني جاعل في الارض خليفة )) وهو الذي قال فيه الله جل جلاله (( ولقد كرمنا بني آدم )) التي وضعت كأول جملة في دستورنا العتيد ، نعرف بعدها ما الذي جرى بعد الدستور وكيف تم تكريم بني آدم في الصقلاوية وجرف الصخر وفي تشريعات قوانين العدالة (الانتقالية) غير الدستورية برمتها عدا قانون الحظر الذي استند الى مادة دستورية تتعارض مع جوهر الدستور برمته ، ولا ندري بعد كم قرن سيثبت لنا انها غير انتقالية بالمرة بل قد ينطبق عليها هتافات اهلنا في هيت بلهجتهم المعروفة (( حزب البعث قير ولزق بالجادة))
سبق ان اتصل بي ملازم من دورة بسام ليشكوا لي همومه وعندما نصحته بأن ينسى الماضي (عشرون عاما) ويبدأ حياته من جديد ويبحث عن تعيين .. اجابني : اجابني بأن كل الابواب مؤصدة بوجهه حيث انه كلما اراد ان يتعاقد مع مؤسسة يرفضوه لأنه مشمول بقانون المساءلة والعدالة
قلت للسيد المالكي في لقائي الوحيد به مع مجموعة من كبار ضباط الجيش السابق عام 2017 (( الفدائي لغة واصطلاحا هو (المتطوع) وبالتالي فأن العسكر الذين تم تنسيبهم للجهاز لم يكونوا متطوعين )) اجاب (( صحيح وخصوصا الذين قضوا فترات بسيطة وأنا اعرف واحد خدمته في الجهاز (79) بوما وقطعوا راتبه )) فأجبته (( وانا اعرف واحد (29) بوم فقط والمشكلة ليس مع المساءلة بل مع النصوص القانونية )) بعدها بدأت المساءلة باستثناء حالات معينة ففرحت فرحا شديدا أ وكان لدي حوار مع الاخوة في المساءلة فأخذت معي (4) اضابير ناقشتها مع الرئيس و(4) من اعضاء الهيئة واستلمها وتم استلامها عام 2018 واتذكر الآن عريضة قدمها ضابط الى الرئيس صدام حسين يقول له فيها (( دخلت القادسية وخرجت منها بوش ، ودخلت ام المعارك وخرجت منها بوش ، وحياتي العسكرية بوش في بوش في بوش )) بقصد انه لم يكرم .. احالها السيد الرئيس الى وزارة الدفاع ، ومنه الى رئاسة اركان الجيش والتي كنت ضابطا فيه عام 1992 وكان تهميش سيادته (( تدرس وأعلامي النتيجة رغم ركاكة اسلوب مقدم الطلب)) رباط السالفة هو اني طلعت من المساءلة في موضوع الاضابير الاربعة منذ سنين اربع بوش كصاحبنا … فقط اريد من المساءلة ان تعيد لي الاضابير وأكون ممتنا
صارت الرواية روايات ، وأسم البطل الثلاثي واللقب واضح كوضوح قضية دورته (700) ضابط .. ورغم ان الروايات تعطي اسماء مفترضة الا اني تقصدت ذلك كوني اعرف ان المساءلة والعدالة هي المؤسسة الوحيدة التي تشرف مقالاتي بالاطلاع والتفاعل ومعهم بعض السادة النواب ((واللي بقلب الضيف يقرأه المعزب))
28/5/2022
رواية بدأت مع (التحرير) 2003 / عبد الخالق الشاهر
(Visited 5 times, 1 visits today)