سوق الحمير .. د. محمد فلحي

د. محمد فلحي
في العراق حزب يسمى( حزب الحمير العراقي) لم يحصل على مقعد في البرلمان طوال الدورات السابقة لأنه لم يشارك في الانتخابات التي يعتبرها مزورة،ورئيس الحزب يشترط توفر النزاهة في الانتخابات حتى يرشح فيها!
الحمار شخصية جدلية، في المجتمعات العربية،فهم يستخدمونه في أصعب الأشغال ثم ينعتونه بالغباء والجهل وهو عادة لا يدافع عن نفسه ولا يعترض ولا يناقش ويكتفي بأداء واجباته بصمت وخضوع عجيب، ويوصف بأنه ( مطي….ع) جدا ،ما عدا بعض الرفسات الطارئة عند الغضب!
كشف تقرير تلفزيوني صادم عن سوق لبيع الحمير وسط بغداد ، تباع فيه الحمير وتذبح وتسلخ وتقطع لحومها وتثرم وتتحول الى كبة وكباب وكص في ارقى المطاعم ويتناولها الناس باعتبارها لحوم ابقار،وقد اثبت تجار سوق الحمير ان الثور شبيه الحمار وقد يكون شقيقه في ظل تداخل الجينات واختلاط الاجناس،وربما وجدت قريبا من السوق بشرا يقود سيارة حديثة وجيوش من الاتباع المتملقين وهو في الحقيقة يحمل جينات كثيرة من الثور والحمار وحيوانات أخرى!
لا ينفرد العراق بسوق الحمير فهناك دول عدة تباع فيها الحمير وتذبح ويتناول الناس لحومها الحمراء ويعدونها لحوم ضأن أو ثيران!
غياب الرقابة الامنية والصحية في أي بلد يجعل معاش المواطنين ومأكلهم ومشربهم وصحتهم بيد تجار السحت الحرام الذين لا يخشون الله ولا يهابون القانون،ويجدون في بيئة الفساد من يحميهم بثمن بخس!
فضيحة سوق الحمير لو كانت في بلد آخر لأثارت الرأي العام واستفزت الحكام وأطاحت برؤوس كبيرة، ولكن يبدو أن الجميع مشغولون بأمور أخرى لا علاقة لها بحياة الناس ومعاناتهم وخدماتهم ، فالسياسيون ينتابزون حول تقسيم الكعكة اللذيذة، والاعلاميون يستضيفون في حوارتهم بعض المهرجين والمزورين والفاسدين والمجرمين ويقدمونهم بصفة شرفاء منقذين للبلاد والعباد، وليس على المواطن الغلبان إلا الاقتداء ب( ابو صابر) في الصبر والتحمل وتناول لحوم الحمير وحليبها واجبانها والاستماع الى نهيقها، حيث يروج بعضهم انها شفاء لكل داء!