من مفكرتي الفنية

من مفكرتي الفنية

الممثل العراقي بين الطموح والواقع

قحطان جاسم جواد

مسبقا اقول ان الفنان العراقي يعيش غبنا وحيفا لامثيل له قياسا بالممثل العربي. سواء من ناحية الدعاية والاعلام او من ناحية الاجور التي يتقاضاها او من نواح اخرى. الممثل العراقي يمتلكامكانيات رهيبة وقادرة على مقارعة اكبر النجوم العرب. وقد كنت شاهدا على مواقف سأسردبعضها. الفنانة ابتسام فريد لها موقف مع الفنان اسامة المشيني تبكي فيه واراد المخرج ان يضع لها قطرات الماء على انها دموع لكنها رفضت وقالت سأبكي حقيقة! وبكت في مشهد ادهش كل من في استديو الموصل حيث كان تصوير مسلسل حرب البسوس. وقام المشيني في حينها بحركة مقصودة خربت المشهد ما اضطر المخرج الى اعادة المشهد وفعل الحركة مرة اخرى واعيد المشهد وابتسام تبكي بدموع حقيقية خلال اعادة التصوير وهو موقف لا تقدر عليه الا فنانة مبدعة وكفوءة…كيف لا وهي تربت على يد الفنان القدير  بدري حسون فريد! موقف اخر الفنان جواد الشكرجي المبدع في كل ادواره كان ساحرا بدور ابا جهل في مسلسل اعتقد اسمه خالد بن الوليد فقدم الشخصيةبطريقة اخاذة حببته للناس رغم كفره ومواقفه السيئة من النبي محمد ص والاسلام. واوضح لنا انها شخصية كبيرة جاءت خطأ في زمن الرسول ولو انها جاءت في زمن اخر لكان لها شأن اخر. وقد ادهش الشكرجي بأدائه كل الفنانين العرب في المسلسل. وغيرهم كثير أي ان الفنان العراقي لامع وقدير بشهادة كل الفنانين العرب الذين مثلوا معه. لكني اعيب على بعضهم بدون تسمية اسماءهم بترخيص انفسهم والعمل باي شيء واي دور من اجل الحصول على المال بدون النظر لقيمة العمل الفنية… والا بماذا تسمي الاعمال التي تقدم خلال رمضان وهي عبارة عن اسكيجات او نكات تمثل بلا معنى وهدف ويشارك فيها ممثلون وممثلات نكن لهم كل الحب والتقدير. آما كان الاجدر ان يقدموا جهودهم الكبيرة في اعمال رصينة ذات هدف نبيل وتخدم المجتمع. من جهة اخرى نرى البعض الاخر لا ينحدر في هذا الاتجاه، رغم حاجته المادية التي تدرها هذه الاعمال.لانه يحتكم لقيمة الفن الذي درسه والدراما التي تعلمها على يد مخرجين اكفاء لم يساوموا على فنهم يوما وهؤلاء نرفع لهم القبعة تحية وتقدير. اما الشللية والكارت لات فحدث ولأحرج وهي ظاهرة تقتل الفن وتخرب كل شيء فمثلا حصر الادوار بمجموعة معينة كما يحدث اليوم ، يجعلنا لانرى سواها والادوار مهما كانت طبيعة اختلافها تجد نفس الوجوه سواء كان الدور يناسبه ام لا…سواء الشخصية لامرأة عجوز تمثلها شابة مع مكياج واضح بدلا من المجيء بفنانة كبيرة السن. كل ذلك بسبب مساوئ الشللية. الحديث عن الفنان ذو شجون وحديث طويل وعريض.ام الامعان بتغييب اصحاب الكفاءات من كتاب ومخرجين وهي قضية تحدثنا عنها الاسبوع الماضي وهي قضية تتطلب تدخلا جادا من نقابة الفنانين حصرا. كل ذلك ذكرني به كتاب المؤرخ مهدي عباس ( موسوعة الممثل العراقي ) الصادر حديثا ،وهو جهد كبير وجهد شخصي صرف يشكر عليه. في هذا الكتاب القيم هناك ظاهرة شخصها مهدي كتبت عنها ايام زمان وهي عدم وجود نجومية في الفن العراقيوقد زعل مني الكثير من الفنانين في حينها رغم انها ملاحظة صحيحة ولأتقبل الجدل. ويرجعالمؤرخ مهدي اسبابها الى عدم استمرارية الانتاج الفني او الممثل ذاته فنراه يمثل بطولة ثم يختفي او يرجع يمثل دور بائس.ولايوجد نجما يجعل المشاهد يذهب من اجله الى السينما او ينتظر دوره في التلفزيون او يتابعه في المسرح باستثناءقاسم الملاك كما يشير الكتاب. كما شخص مهدي في موسوعته قضية وجود الممثلة كمساندة للممثل كما في حياتنا الذكورية التي تجعل الرجل هو البطل والمرأة سنيدته الا في افلام معدودة كما ليلى محمد في شيء من القوة او اثمار خضر في فيلم البيت ثم اختفاءها او بديعة فوزية عارف. كماعددت الموسوعة مئات الاسماء من الممثلين والممثلات العراقيات ووصل العدد الى 300 ممثل وممثلة. عموما حسنا فعل الناقد مهدي عباس حين اصدر موسوعة الممثل وهو ما تفتقده المكتبة الفنية من معلومات عن الممثل العراقي.

(Visited 16 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *