تحت رحمة التراب
د. عبد الحميد الصائح / كاتب وشاعر عراقي
عام 1975 في ثانوية الجمهورية ، على باب الصف قبل بداية الدرس دار حديث بين مدّرسنا الراحل عبد الله ثامر ومدرس الكيمياء الراحل الجميل بدري عرب وانا اصغي له من مقعدي في المقدمة ، كان الحديث يدور حول مشروع الحزام الاخضر الذي يطوق مدينة الناصرية الغارقة اغلب فصول السنة بالتراب .. بدري قال : هذا ممكن ينقذ المدينة .. رد عبد الله : موضوع مستحيل يقال ان نتائجه لا تتحقق الا بعد خمسة وعشرين عاماً ، الوقت المناسب لتحتضن الغابات والنخيل والمناطق الخضراء المدينة وتحميها من الغبار وتغير مناخها .
قال بدري : لذلك توقفوا عنه ولم يجدوا بديلا واضاف .. نحن بحاجة الى ناس تصنع المستقبل وتعمل له.. اليوم ونحن غارقون بالتراب الذي كتب عنه استاذنا الشاعر رشيد مجيد بانه نذير اندثار المدينة تحته. مر على 1975 اليوم ثمان وثلاثين سنة !!!!!
ملاحظة :
جريمة الشرف الشائعة اليوم في العراق هي تجريف البساتين وتوزيعها قطعاً سكنية .. وبناء المساكن على المناطق الزراعية فيما تترك مساحات البلاد الواسعة المتروكة بلا مدن جديدة .
الصورة : من صفحة الصديق كاظم المقدادي