المستقل / وكالات
تمكن الحرس البحري التونسي من انتشال دفعة جديدة من جثث مهاجرين غرقوا في سواحل مدينة صفاقس خلال الفترة الماضية وسُجلوا في عداد المفقودين، وكانت 23 جثة انتُشلت في وقت سابق، وأُنقذ أكثر من 97 آخرين من قوارب غارقة لمهاجرين من دول جنوب الصحراء كانوا يعتزمون الوصول إلى إيطاليا.
وقال المتحدث باسم محاكم صفاقس، مراد التركي، إن جثثاً لمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء طفت على سواحل مدينة صفاقس، وجرى انتشال 24 منها يُرجح أن تكون لمهاجرين شاركوا في عملية الهجرة التي جرت قبل عيد الفطر على متن 4 قوارب تعطلت في البحر أو لمراكب هجرة غرقت ما بين تونس وليبيا.
وأكد التركي في تصريح لـ”العربي الجديد” أن الجثث التي تم انتشالها أودعت بمستشفيات مدينة صفاقس، غير أنها أصبحت “تشكل خطراً بيئياً وصحياً كبيراً بسبب تراكمها خارج ثلاجات الموتى في غياب حلول لدفنها”.
وأفاد في ذات السياق أن الثلاجات في غرف الأموات بمستشفيات صفاقس تستوعب 52 جثة، غير أن عدد الجثث التي تم انتشالها ولم تدفن بعد بلغت 92 جثة أغلبها في حالة تحلل تام وتنبعث منها روائح كريهة تهدد المحيط الصحي والبيئي للمستشفيات الحكومية في المدينة.
وأوضح المتحدث باسم محاكم صفاقس أن 40 جثة مكدسّة حالياً خارج الثلاجات في غياب حلول لدفنها، سيما وأن مصالح البلدية ليس لديها القدرة المالية على التكفل بمصاريف الدفن، وطالب التركي بإيجاد حلول سريعة لمسألة دفن المهاجرين الذين يتم انتشالهم من البحر تجنّباً لكارثة بيئية قد ينتج عنها انتشار الكوليرا أو أمراض أخرى.
ويطرح دفن جثث المهاجرين في تونس إشكاليات كبيرة بسبب غياب إطار قانوني يحدد مسؤوليات الهياكل الرسمية إزاء قضايا الهجرة، بينما ترفض البلديات تحمّل كلفة الدفن مع تراجع دور المنظمات الدولية الراعية لشؤون المهاجرين نتيجة الصعوبات المالية التي تعيشها.
وفي يونيو/حزيران 2021، افتتح في مدينة جرجيس جنوب تونس، المجاورة لليبيا، مكان خُصص لدفن المهاجرين الذين لفظتهم أمواج البحر المتوسط على الشواطئ التونسية، وصمم المقبرة الجديدة الفنان الجزائري التشكيلي رشيد قريشي، وأطلق عليها اسم “حديقة أفريقيا”، وهي تضم أكثر من 200 قبر.
وشهدت سواحل مدينة صفاقس في الأسبوع الماضي غرق أربعة قوارب كانت تقل مهاجرين بغاية الوصول إلى إيطاليا بطريقة غير نظامية.
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن أكثر من 3 آلاف لاجئ ومهاجر وطالب لجوء لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال العام الماضي، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، في حصيلة تعد ضعف تلك المسجّلة في العام السابق.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين، شابيا مانتو في مؤتمر صحافي بجنيف إن من بين المجموع المسجّل عام 2021، أُعلن عن وفاة أو فقدان أثر 1924 شخصا في طرق وسط المتوسط.