علاء الخطيب
اثار خطاب رئيس الوزراء الاسبق د. حيدر العبادي في مؤتمر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الخامس في السليمانية كثير من التحليلات والتأويلات .
فمنهم من عدها دعاية انتخابية مبكرة واخرون قالوا عنها علامةُ اختلاف داخلي في الاطار الشيعي ،والبعض عزاها للافلاس السياسي .
مهما تكن التفسيرات التي ساقها البعض. لكن لابد من القول ان ما قاله الدكتور العبادي هو الحقيقة التييريد الجميع ان يدفن رأسه بالتراب كي لا يراها .
الرجل كان جريئاً و واضحاً وشفافاً وواقعياً ، واكثر العراقيين يتفقون مع ما قال ، من منا لا يتفق مع. ماطرحه العبادي وهو ان ” ابتلاع الدولة و محاصصة النظام وتجيير الخيرات وارتهان الارادة لهي من سماتالعصابات“ ، واردف الرجل رافعاً ً يده للجميع وبكل صراحة « اعتذر عن ذلك ». واكمل قوله ” وليست منصفات قوى سياسية محترمة ، محترمة الذات والدور والرسالة ”
و حينما قال ان بناء الديمقراطية الصحيحة يعتمد على رافعة الاحزاب ، وحينما تكون الاحزاب صادقة النيةستبنى الدولة . وبعكسها ستنهار.
يجمع العراقيون على ان المحاصصة هي السرطان الذي نخر الوطن وان تقاسم الوطن،و خيراته ومناصبه بين الاحزاب جريمة تركتبها القوى السياسية بحق العراقيين .
ما الغريب في كلام العبادي ولماذا يؤول الى اتجاهات اخرى ، هذه هي الحقيقة .
الجرأة ان تقول الحقيقة بكل احترام ووضوح ، وهذا ما فعله العبادي .
ان ابتلاع الدولة من قبل مجموعة ممن يمتلكون السلاح والمال يحولها الى عصابة فعلاً ، عصابة مستهترةبحقوق الفقراء والبسطاء ممن لا حول اهم ولا قوة .
الدولة ليست غنيمة “حرب” يتقاسمها المنتصرون ، والثروات ليست سرقة يأخذ رئيس العصابة حصة الاسدمنها.
الدولة كيان وشعب وارض وارادة امة ، الدولة تاريخ ووجدان لا يمكن ان ترتهن بيد مجموعة متسلطة .
الدولة قانون وعدالة ونزاهة… وحساباتها لكل ابنائها .
العصابات لا تحسب حساب الا لافرادها المطيعين، اما الدولة فهي الام الحنون. والاب الراعي لجميع ابنائه.
ما نراه في العراق على صعيد السياسة الخارجية والداخلية والوظائف والاستثمارات والعقود وتشكيلالحكومات كلها خاضع لمنطق العصابات وليس لمنطق الدولة.
علينا ان نصفق للحقيقة وان نجاهر بها ونثني على من يقولها.
فمهما قال المتقوَّلون ستبقى الحقيقة حقيقة والزيف زيف ، سواء خلافات الاطار الداخلية او دعايةانتخابية ، سيبقى ما قاله العبادي حقيقة .
«انظر الى ما قال ولا تنظر الى منٌ قال »
الامام علي عليه السلام