د. رقيق عبد الله / كاتب جزائري
ان الديمقراطيات التمثيلية الحديثة التي حاولت كسر الهوة بين اقتراحات توماس هوبز والعقود الاجتماعية، التي تعطي للمواطنين احقية التصويت و صنع القرار عبر آليةالخمسين زائد واحد، فرضت قراءة ذات مرجعية لمجهودات الاغريق و اليونان القدامى إلىمؤسسي العقد الاجتماعي توماس هوبز و جون لوك و جون جاك روسو؛ و مدى تأسيسنهضة ديمقراطية مهيمنة لاكثر من ثلاث قرون ،حيث ابتعد النقاش عن كل المبرراتالإجتماعية و التاريخية و الثقافية التي تم وفقها فرض آليات الخمسين زائد الواحد، علىالمشهد العالمي و الانساني بإعتبارها حكما للشعب حسب مونتيسكيو و جون جاكروسو. و تمركزت الذات الواعية في الفعل السياسي و الاجتماعي ليصبح فعلا مشتركابإرادة عقلانية لتحقيق التفاهم بين الفاعلين الاجتماعيين بغض النظر عن الاكراه اوالاغراء. إن الفضاء الاجتماعي فرض حرية الديمومة التي تصبح فيه الحياة العامةمشتركة بين الجميع و اصبح التداول الكلي لاعادة البناء من وجهة نظر تداولية عبرتمثيلية الخمسين زائد واحد يعاني مشكلا اخلاقيا. إن هابرماس في كتابه التقنية و العلمكأيديولوجيا طرح نوعا من التغيير حين إقترح الديمقراطية التشاورية كنموذج تحديثييمكّن المناقشات العمومية ان تستند على المفاهيم المعيارية التي تبنى على أن سلطةالدولة المنبثقة من الشعب و التي تقوم على الانتخابات او الاستفتاء، حولت هذه السلطةإلى مجرد أداة لخدمة الشعب او المصلحة العامة و حُصرت في جهاز ضيق هو الادارةالعمومية مقابل مجتمع نسقي من العلاقات بين الافراد و جردت الممارسة السياسية منتساوي المواطنين فيما بينهم حسب البعد العام للاخلاق الذي إرتبط بالهوية فقط. انالتشاورية الديمقراطية لهابرماس و الديمقراطية التمثيلية عبر الآليات المذكورة فشلتكمقاربة تحقق منظور التوازن الاجتماعي و فاعليته المدركة.
إن المقاربة الاجتماعية و الانسانيه وعبر آلية جدل الازدواج الثنائي وفق نموذج التلازم والتلاحق و التطابق التي نطرحها وفق نظرية واقعية الجدل تراعي محور الزمن المدركالمركب و البسيط وتقترح آلية السهم الإنتخابي للتمثيل الذي هو سهم فاعل حسبالشهادة و الوظيفة، الصوايبية و الخطا ووفق محددات علمية و عملية تراعي آلياتالجدل في التناقض و الاضداد. ان الشهادة سهم يحدد وفق إتفاق جمعي تمثيلي تشاوريو الوظيفة و نجاحها سهم محدد عبر فاعليتها فإذا إقترحنا للدكتور الجامعي الف صوتففي المقابل ألفا للنجاح الوظيفي على اختلاف الوظائف، فنجد أن الهيئة الناخبة تتكونمن اربع و عشرين مليون مثلا في النظام التمثيلي وفق ألية الخمسين زائد واحد، يمكن انتكون وفق مقاربتنا هيئة ناخبة هي نفسها الاولى و لكنها بمجموع الاسهم التمثيليةلعملية التصويت تكون مائتان و اربعون مليونا، فنجد أننا لم نلغي العملية التمثيلية اونمس بمصداقيتها و في نفس الوقت لم يصبح الصوت الانتخابي مجرد صوت متساويبين الذي يدرك و الذي لا يدرك و منه يتحقق المنظور التشاوري عبر آلية الاسهم الانتخابيةالتي يقل فيها جدل المتناقضات و يعلو فيها جدل الازدواج الثنائي. إن بائع الخبز بإتقانوظيفي لا يختلف عن أستاذ الجامعة و قد يفوقه إذا ما كان المحدد ادراك الممارسةالامبريقية في الحياة الاجتماعية. إن قانون الاجيال يتعدى موبقات الطرح الديمقراطيالذي ساد و يسود ليجد الفاعل الاجتماعي نفسه امام أن يعمل او لا يعمل فهو صوت لفردو يظل صوتا. إن هذه المقاربة التي احاول تطبيقها في المجال العام تطرح الاسهمالانتخابية كآلية فاعلة للرقي بالفرد الفاعل الديناميكي و انصاف استاتيكية الفعل الفرديكمواطن تمثيلي يحق له أن يكون ضمن منظومة التعاقد الاجتماعي العام……..يتبع