د.احمد عدنان الميالي / استاذ العلوم السياسية الجامعة المستنصرية
في ضوء نتائج الانتخابات النيابية المبكرة يستمر الحراك السياسي نحو الاتفاق التفاهمحول تسمية الرئاسات الثلاث وقبل ذلك تصويب وجهة التحالفات السياسية، ورغمالاعتراضات حول نتائج الانتخابات من قبل القوى السياسية سعيا منها للحصول علىمقاعد اكثر او تشكيل ضغوطات لاشراكها بالتفاهمات السياسية وضمان حصولها علىمواقع تنفيذية ، الا ان ملامح حسم مسارات المشهد السياسي باتت تتضح اكثر فاكثر بعدان حسم تقريبا منصب رئاسة البرلمان الى السيد محمد الحلبوسي رئيس تحالف تقدمالوطني، الذي حصل على المركز الثاني في عدد المقاعد على المستوى الوطني، وهذه اولمرة منذ عام ٢٠٠٥ الى الان يحصل فيها تحالف سياسي سني على المركز الثاني بهذاالعدد من المقاعد، مع انضمام تحالفات وشخصيات سياسية اخرى للتحالف ليكون موقعهمتقدما بما يحسم جدلية تسمية رئاسة البرلمان للسيد الحلبوسي، وهذا يعني ان عقدةتسمية باقي الرئاسات ستحسم وفقا لهذا المسار، فأي تحالف سياسي لايمكن ان يحققاجماعا حول شخصية رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية مالم يمتلك تفاهم واتفاق معتحالف تقدم باعتباره حسم امره تقريبا في تسمية مرشحه للبرلمان.
سرعة الاتفاق حول شخصية الحلبوسي ستعيد هندسة التحالفات والتفاهماتالسياسية وفق ذلك، فاذا ما استطاع مايسمى بالاطار التنسيقي الشيعي الذي يقودهالمالكي الان ان يحقق اجماعا شيعيا باكبر عدد من المقاعد لتسمية رئيس الحكومة فعليهالتفاهم مع تحالف تقدم ، وكذا الحال بالنسبة للكتلة الصدرية الساعية الى ئاسة الوزراء،فلغاية الان لم تحسم القوى الشيعية توجهاتها وبيان الكتلة الاكبر ومستوى التفاهم فيمابينها ، وهذا الحال لغاية اللحظة ينبطق على البيت السياسي الكوردي فيما يحصرئاسة الجمهورية رغم ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني الاقرب الى فرض مرشحه الىرئاسة الجمهورية ومستوى التفاهم كورديا بكل اطرافه مع تحالف تقدم محسوم ولاتوجدتقاطعات او ممانعات متقابلة اطلاقا على الموقعين (رئاسة البرلمان للحلبوسي– رئاسةالجمهورية – للتحالف الكوردستاني)، العقدة فقط في البيت السياسي الشيعي ، وهنالكمسارين لاثالث لهما :
الاول : تفاهم صدري مالكي غير مباشر، حول تسمية رئيس حكومة مقبول بين اطرافالصدر والاطار التنسيقي لايكون فيه المكلف صدريا ولا دعويا او متحيزا لمحور المقاومة،على ذات الطريقة والاسلوب الذي حصل في تكليف الكاظمي رئيسا للوزراء، وحظوظالاخير لازالت قائمة كمرشح لهذا التفاهم، مراهنا على الانسداد السياسي الحاصل علىفرض شخصية جديدة قد تكون غير مقبولة عند هذا الطرف او ذاك.
الثاني: حصول تصدعات او تراجع في المواقف الداعمة للمالكي وهذا المشهد مرجححاليا، بما يؤدي الى تفكك جبهة الاطار التنسيقي الشيعي بعد اقرار نتائج الانتخاباتوالمصادقة النهائية عليها، مما يضع الكتلة الصدرية بخطوات اقرب لفرض رؤيتها فيتشكيل الحكومة مع عدم تهميش المالكي والقوى القريبة منه في الكابنية الحكومية.
المشهد السياسي الان يتجه صوب الحلحلة ووضع النقاط على الحروف ، سيناريو حسمتسمية رئاسة البرلمان للحلبوسي سيكون الدالة الاساسية لمعرفة واستنتاج توجهاتالتحالفات داخل البيوتات السياسية، ووفق ذلك يبدو ان الرئاسات الثلاث في طريقهاللحسم، والزعامات السياسية الثلاث (الصدر – الحلبوسي– البارزاني) هم مهندسواالمشهد السياسي القادم ، من حيث حسم الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة ومخرجاتالوضع السياسي، الفائزون الثلاث اعلاه يعول عليهم في تحقيق تغيير الوضعالسياسي واحلال سياسات قادرة على استيعاب المطالب واحتواء موجات الرفض والتمردوعدم الثقة في العملية السياسية العراقية انطلاقا من نجاح تجربة الحلبوسي في الانباروالمدن المحررة وكرئيس للبرلمان السابق، وتجربة البارزاني في الاقليم، والشرعيةالانتخابية والجمهور المطيع والملتزم بنهج السيد مقتدى الصدر، خاصة اذا لم تتجهالقوى الخاسرة والرافضة لهذا التحالف الثلاثي اعلاه في تعقيد المشهد السياسيواضعاف اي تطلعات صوب الاصلاح والتغيير.