د احمد عدنان الميالي
في سابقة لاول مرة بعد العام ٢٠٠٣ يعلن عن تحالف سياسي مؤلف من المكونات الثلاثفي العراق ليطرح نفسه على انه الكتلة الاكبر الذي وقع على عاتقه ترشيح رئيسالجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بعد مفاوضات وانسدادات متتالية منذ اعلان نتائجالانتخابات
، تاخرت المفاوضات حوالي 4 أشهر، قبل أن يتحالف الصدر والحلبوسي والبارزاني،مايؤشر عن مشهد سياسي مجزأ بعد الانتخابات المبكرة.
هذه التحالف اذا ما طاله الاستقرار سيشكل منعطفا مختلفا لا يسير في نفس نهجالحكومات السابقة.
ولادة هذا التحالف لم تبتعد كثيرا عن التوقعات ولكن تماسك هذا التحالف من عدمه لازالتغير واضحة في ظل حراك سياسي من قوى الاطار التنسيقي وحزب الاتحاد الوطنيوالقوى الاخرى المتحالفة معهم التي تشكل مايقارب الثلث ، لكن تبقى قدرة هذه الثلث فيالغالب غير معطل كما يصرح قادته لاعتبارات تتعلق بالمواقع العليا ومخاوف الاستبعادمن تشكيل الحكومة وقبلها تسمية رئيس الجمهورية، في حين تبدو ملامح تحالف انقاذوطن الثلاثي اكثر وضوحا فيما يخص التماسك والبقاء بذلك سيشكلون الحكومة دونالاضطرار الى تقديم تنازلات نابعة من منطلق التوافقات مع أحزاب أخرى خارج هذاالتحالف، مايجعلهم في موقع “صانعي الملوك“، لأن اطراف هذا التحالف اذا ماقرروا البقاءفيه، سيصنع المسارات المستقبلية للعراق ، كونهم يشكلون الفاعل الاكثر شعبية انتخابياواجتماعيا مايجعلهم في وضع قوي.
في ضوء ذلك ما هي السيناريوهات المحتملة للعملية السياسية في العراق؟
يرتسم امامنا الاحتمالات الاتية:
الاول : نجاح هذا التحالف في تمرير مشروعه السياسي. خياراته في ترشيح وتسميةرئيسيي الجمهورية والوزراء، ووضع الثلث الاخر في سياق المعارضة النيابية وان كان منالمستبعد ان يرتضي هذا الثلث بمشهد البقاء في المعارضة ومن الممكن تقديم تنازلاتللمشاركة في مشهد تشكيل الحكومة وقبلها رئاسة الجمهورية ، او الركون الى المحكمةالاتحادية او حتى التصعيد بالانسحاب من العملية السياسية والمطالبة باعادةالانتخابات.
الثاني: قدرة الثلث المعارض ان يكون معطل وينضم اليه بعض النواب وبالتالي تاخرحسم الاستحقاقات الدستورية او عرقلة ذلك ماينسحب على كل العملية السياسية،والاستمرار بحالة الانسداد السياسي وبالتالي يكون البلد في متاهة دستورية وسياسيةويزداد الوضع تعقيدا.
الثالث : العودة الى مشهد التوافق والشراكة السياسية لتلافي حيثيات وفرضياتالاحتمال الثاني ومغادرة العقم السياسي او تداعيات الاحتمال الاول الذي قد يؤسسلحالة من التصارع والتصادم واللااستقرار ومع الضغوطات الخارجية التي تدفع باتجاههذا التوافق ، من المحتمل جدا ان يتم الركون الى هذا الاحتمال سواء الان او بعد تجريبمخرجات الاحتمال الاول والثاني، وهذا السياق مر فيه العراق في الدورات السابقة لكنوفق احداث سياسية ونتائج انتخابية مختلفة.
الاسلم في الانظمة البرلمانية اللجوء الى خيار حكومة الاغلبية بالالوان المختلفة حزبيا معوجود معارضة نيابية فاعلة لترشيد العمل السياسي وتحقيق منجزات في الصعيدينالحاكم والمعارض ينعكس على موضوعة تداول السلطة بشكل سلمي، لكن حالة العراقوالظروف العامة للحكم ومقتضيات الوضع الاقليمي والدولي والطموحات السياسيةللاحزاب العراقية تدفع باتجاه البقاء في السلطة لان الاخيرة هي الضامن لتراكم النفوذوالتاثير والتواصل.
وفق كل ذلك من المحتمل جدا لغاية الان ان يطغى الاحتمال الاول على السيناريوهاتالاخرى لان التحالف الثلاثي لديه قناعات وقواعد عمل وتفاهمات متقاربة مع امكانيةانضمام الثلث الاخر للحكومة تحديدا وفقا للاستحاقات الانتخابية بعد تجاوز ازمةالترشيح والتكليف.
ح