ولماذا تُقطع الصِلَةُ بالتراث ؟ / حسين الصدر

السيد حسين الصدر  / العراق
-1-
لا أدري لماذا انقطعت الصلة بين معظم شبابنا وبين كُتب الأدب والتراث؟
مع أنَّ الكثيرين منهم لم يقطعوا صلتهم بتتبع أخبار المشاهير من الغربيين في شتى العلوم والفنون والآداب ؟
-2-
ومن المؤسف للغاية أنْ ينقطع المرء عن الاحاطة بتاريخِهِ ، ومعرفة ما ينبغي أن يعرفه من حقائق وتجارب وحِكَم وأَمْثال .
-3 –
لقد دوّن لنا التاريخ الكثير من العديد مِنَ المواقف وسرد لنا العديد من الحكايات عن رجال لم تخنهم شجاعتهم عن المسارعة الى أروع الأجوبة غير مبالين بما قد يقابلهم به السلطان مِنْ اجراءاتٍ قاسية .
الحقُّ أنطقهم فقالوا ما يعتقدونه دون خوف او وجل .
وفي هذه المقالة العجلى نكتفي بذكر قصتيْن :
الاولى
انّ المنصور قال لرجل من اهل الشام :
” ألا تحمدون الله اذ رَفَعَ عنكم الطاعونَ منذ وليناكم ؟”
وهذا استفزاز واضح ،
ومتى كان المنصور هو الذي يحول بين الناس وبين الآفات التي تصيبهم؟!
فقال له الشاميّ :
” انّ الله أعدل مِنْ أنْ يجمعكم علينا ”
وهذا جواب بليغ .
فسكت المنصور ولم يزل يطلب له العلل حتى قتله .
وهكذا هم الطواغيت لا يُطيقون أنْ يستمعوا الى كلمة الحق ولا يسمحون لأحدهم بالمخالفة .
والثانية :
انّ معاوية حين قدم من الشام الى الحج تلقته قريش بوادي القرى ، وأحجم الكثير من الانصار عن استقباله
فقال :
يا معشر الانصار :
ما منعكم مِنْ أنْ تلقوني حيث تلقتني قريش ؟
قالوا :
لم يكن لنا دواب .
قال :
فأين النواضِح ؟
قال الغمر بن عجلان :
أنضيناها يومَ بدر في طلبِ ابي سفيان وأصحابه
فسكت مفحما .
أراد الغمر بن عجلان تذكيره بماضِيهِ الأسود وانه من الطلقاء ..
وحين دخل معاوية المدينة سأل عن زيد بن ثابت فقالوا له :
انه عليل ، فقال :
عليّ به ،
فلما جاء قال له :
ما منعك أنْ تلقاني ؟
قال : عِلَتي .
قال : ليس كذا ، ولكنْ غَرَّك ما قيل في زيد بن ثابت كاتب الوحي
قال :
بلى حيث لم يَأمَنْك اللهُ ورسولُهُ فأُفْحم .
-3 –
انّ هذه الأجوبة النابضة بالعزّة تعتبر رصيداً تاريخياً مهمّاً لكل الحرائر والأحرار يدفعهم الى مواصلة أشواط المجاهرة بالحق دون نكوص مع كل حاكم زائف .
وهنا يكمن الدرس البليغ .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com

(Visited 11 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *