ابتهال العربي
سحور سحور كلمة كان يرددها ويقولها المسحراتي وهو يدق الطبل الذي يستقيظ علىصوته الناس لكي يستعدوا إلى تحضير “السحور” قبل الصيام كالعادة، هذه العاداتالدينية المعروفة لدى العالم العربي الإسلامي .
مثلما يُقال كان في قديم الزمان رجل متوسط أو كبير السن يمسك الطبل ويسير بين الأزقّةوالدرابين ليوقظ الناس.. وكان منهم يأتون إليه بكوب الشاي وقطعة المعجنات أو الحلوىويدردشون معه في جو من الألفة والبساطة التي يتَّسمون بها وفي العيد يقدمون له مبلغمن المال رغبة في ختام أعمال رمضان بالأجر والثواب.. ومايزال حتى اليوم في عصرالسرعة والإلكترونيات يلف المسحراتي ويمشِّط منطقته ويمشي عند كل باب منها فقدأصبح ذلك جزء أساسي من تراثنا الديني والمجتمعي .
المسحراتي يُطلق عليه أيضاً النفار ذلك في بلاد المغرب.. ويأخذ على عاتقه إيقاظ المسلمينفي ليالي شهر رمضان، هذا العمل تناقل حتى أصبح مشهوراً ففي بعض الدول العربيةيسير المسحراتي في الليل حاملاً مزمار والبعض الآخر طبل ورغم تقدم الزمن وتطورالمجتمعات والعالم لم تنقرض هذه المهنة .
مهنة المسحراتي آنذاك كان يتجلى فيها السعي بالتقوى وأول من تولى هذه المهنةالعظيمة هو بلال بن رباح حيث يعد أول مؤذِّن في الإسلام مع ابن أم مكتوم يؤديان مهمَّةإيقاظ النّاس من أجل السّحور في شهر رمضان المبارك، الأول كان يؤذّن فيتناول النّاسالسّحور، والثّاني كان يبتهل قبل دخول موعد الإمساك فيمتنع النّاس عن تناول الطعامويؤذن بلال، وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر أما بعض البلاد العربيةكاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت وأهل الشّام كانوا يطوفون البيوتويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان .
بعد ذلك تطور لون تسحير المسلمين واتخذت بعض الشخصيات من السحور فن من نوعمميز ومنهم الموسيقار سيد مكاوي الذي مزج فن التسحير بالوعظ والإرشاد فيالأنشودات وكان لأبو طبيلة “المسحرجي العراقي” حضور في هذه المظاهر والطقوسالدينية فقد مارس أيضاً هذه المهنة قديماً .
هذه الممارسة لا تقتصر على الطعام والإمساك بل إحياء مساحة في حياتنا من الأدعيةوالتسبيحات لذكر الله فالغاية لم تكن المال بقدر السعي التطوعي .