سمير عبيد
مقدمة الحلقة :
لنخرج من الملف العراقي والملفات العربية قليلا نحو الملف الذي يشغل العالم حاليا ،وهو ملف الحرب الروسية المزعوم انفجارها ضد اوكرانيا. والذي تؤجج فيها الولايات المتحدة وحلف الاطلسي ” الناتو ” حاليا ،وبالضبط على طريقة التأجيج ضد نظام صدام حسين، وضد نظام القذافي، وقبلها ضد نظام سلوبودان ميلوشيفيتش.لا سيما وان الولايات المتحدة ليس بقوتها التي كانت ابان صدام والقذافي وميلوشيفيتش فهي حذرة وخائفة ،لهذا هي “تشتهي وتستحي” باشعال حرب في اوكرانيا لتجني فوائد استراتيجية من وراءها .علما ان هناك في روسيا قائد لايشبهه الرؤساء الثلاثة الذين ورد ذكرهم. بل ان هذا القائد يمتلك خبرة استخبارية وعسكرية وسياسية.ولهذا جعل العالم يترقب ماذا يدور في رأسه، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لن يكون صدام حسين الجديد ويعطي النتائج على طبق من ذهب لواشنطن !
#مالذي يجري وماهي أسبابه؟
١-الذي يجري هو انطلاق حرب باردة جديدة بنيّة تقسيم العالم من جديد. وهي الطريقة المعروفة عالميا. حيث يتم تقسيم النفوذ في العالم بعد نهاية كل حرب عالمية، ومثلما حصل بُعيد الحربين العالميتين الاولى والثانية .ولهذا نضحك عندما نقرأ للبعض انهم يتكلمون عن حرب عالمية ثالثة قادمة.
*والسؤال: ماذا بقي من اقتصاديات العالم بعد جائحة كورونا لكي تحصل حرب عالمية ثالثة ؟.
٢-فالحرب العالمية الثالثة قد حدثت وهي التي مثلتها جائحة كورونا ” كوفيد 19″ والعالم يحصد نهايتها. فالدول مشغولة بل منهمكة بالتداعيات الاقتصادية والامنية والتجارية التي سببتها الحرب العالمية الثالثة” كوفيد 19″ .ومن هذا المنطلق اندفعت الولايات المتحدة الخائفة من فقدان نفوذها العالمي للضغط على حلف الاطلسي ” الناتو” لتعيد فيه الحيوية والنشاط والهمة ( وهو الحلف الذي كاد ان يسقط في ليبيا في حربه ضد نظام القذافي لولا نجدة الولايات المتحدة له) لتوحي واشنطن للصين وروسيا والعالم بأن الولايات المتحدة وحلف الاطلسي جسد واحد واهداف واحده ( وهذا مالم تقتنع فيه المانيا التي بقيت على الحياد في الازمة الاوكرانية الاخيرة )
٣- فالولايات المتحدة مستميته في موضوع تحديد حدود نفوذها الجديد في العالم الجديد ومعها ذيلها حلف الاطلسي ” الناتو” وهو سبب خروجها الدراماتيكي من افغانستان هي والناتو .فهي تعرف ان روسيا لن تقبل بأنضمام اوكرانيا الى الاتحاد الاوربي لان روسيا تعرف ستصبح اوكرانيا ساحة نفوذ لحلف الاطلسي وامريكا في خاصرة وصدر روسيا . و هذا انتحار لروسيا من وجهة نظر الرئيس بوتين والقيادة الروسية. وبالتالي من المستحيل حصول هذا .وان اندفعت امريكا والناتو بأخذ اوكرانيا بالقوة سوف تخسران الحرب لصالح روسيا .وبعدها سوف تتداعى احجار الدومينو الاميركية والاطلسية لصالح روسيا وعلى الاقل امنيا .
٤- وان مايمنع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي من المجازفة بحرب ضد روسيا هو الخوف من الترسانة العسكرية والتكنولوجية التي بحوزة روسيا والتي لا تعرف اسرارها واشنطن والاطلسي لهذا أصبحت اياديهم مغلوله خوفاً من المفاجآت غير المحسوبة . لهذا تشعر ان واشنطن والاطلسي هما اللذان يتوسلان الحرب الروسية ضد اوكرانيا ليعرفا تلك الاسرار ومن ثم يضمنان تقسيم اوكرانيا !
#تكرار سيناريو المانيا. !
١-لهذا تحاول الولايات المتحدة وحلف الناتو ومن خلال الضغط النفسي والاعلامي والعسكري لتكرار سيناريو المانيا أبان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وعندما تقسيم المانيا الى شطرين( شطر شرقي تابع لنفوذ الاتحاد السوفيتي وسطر غربي تابع لنفوذ الولايات المتحدة والغرب ) ..وهذا ما تحاول الولايات المتحدة حصوله ليتم تقسيم اوكرانيا على غرار تقسيم المانيا من قبل . لكي تتقاسم روسيا النفوذ مع الولايات المتحدة في اوكرانيا ، وهنا تضمن حدودها الجديدة اي امريكا !.
٢-وحتى هذه الأمنية الاميركية هي ايضا في جيب الرئيس بوتين فهو قيصر السلم والحرب بامتياز . وان هذا الرئيس الوطني القومي المدرك لدور دولته روسيا التي أعاد هيبتها وكرامتها ليس من الرؤساء الذين يصدقون بالولايات المتحدة. وليس من الرؤساء الذين يشتغلون لانفسهم لكي يسارع لضمان مستقبله بدعم واشنطن. فالرجل فوضه شعبه رئيسا حتى عام ٢٠٣٦ وبالتالي هو ليس بحاجة لدعم واشنطن، وليس بحاجة ليجازف في مخطط طرفه امريكا. بل سيبقى صامداً ووفيا لشعبه الروسي وللمؤسسات الروسية وهو الذي يتلاعب بواشنطن والناتو لا سيما وان ادارة بايدن قلقه من فقدان حظوظ الحزب الديموقراطي في الانتخابات النصفية في الكونغرس والتي باتت على الابواب !