فيلم(بوبي نونغينهpoppie nongena) امين عبد الله

فيلم(بوبي نونغينهpoppie nongena) امين عبد الله


‎واحدة من التركات الثقيلة,لفيروس(كوفيد 19)انه اربك الوضع السينمائي,وطمس الكثير من الانتاجات القيمة, اذ باعد بينها وبين جمهور المشاهدين,و من بين هذه الافلام المغبونه,هو هذا الفيلم (بوبي نونغينه)الذي ظهر تماما في ذروة الفيروس,حتى ان كاتبة الرواية(ايلسا جوبيرتelsa joubert) نفسها راحت ضحية الكوفيد وتوفت عن عمر 97 عاما..
‎..وللكاتبة (جوبيرت) باع طويل في عالم الادب والرواية والمسرح الافريقي,نالت بها سمعة طيبة,وجمعت العديد من الجوائز العالمية..,بالاضافة الى انها,تبنت قضابا القارة السوداء ودافعت عن حقوقهم,في كل ما كتبت,رغم انها من اصول(هولندية,ومن الجنس الاشقر)الا انها ظلت امينة في الدفاع حقوق السود في جنوب افريقيا.لاسيما عندما استمرت بلادها في تطبيق سياسة (الابارتايد)..ولهذا الغرض وقفت الكاتبة بوجه حكومة البيض وقادت حملات الدفاع عن(مانديلا)و المطالبة باطلاق سراح الزعيم الوطني,بعدما اودع السجن لمدة(27) عاما..
‎..وقد ظهرت رواية هذا الفيلم,اول مرة في عام(1978)وتركت صدى طيبا في الاوساط الثقافية العالمية,حتى جاء المخرج الشاب(كريستيان اولواجين olwagen christiaan)في نهاية (2019)وبدء مشروعه السينمائي بها..ليظهر الفيلم في مطلع (2020)..
‎.. اهمية هذا المدخل,عن الكاتبة, انه سيرشدنا الى طبيعة فيلم (الرحلة الطويلة لبوبي نونغينه_ وهذا هو عنوان الرواية والفيلم)الذي نحن بصدده..و(بوبي نونغينه) هي سيدة افريقية سوداء,تعمل خادمة في منزل,احد المتنفذين البيض في البلد,ولكن فجاة تصبح اقامتها (هي وعائلتها)غير شرعية..!!وعليها ان تغادر العاصمة(كابو تاون)في ظرف اسبوع..!ولكن لماذا؟..و الى اين؟!!
‎اما ال(لماذا)فذلك لان زوج(بوبي),رب الاسرة,يصاب بالسرطان ويفقد القدرة على العمل,والقانون الجنوب افريقي,يمنع اقامة العاطلين..!..وبالتالي فكل العائلة,مهددة بالطرد..
‎..اما ال(الى اين؟)..فذلك ما تجهله العائلة والحكومة..!
‎..ومن هنا,من هذه النقطة بالتحديد, يبدا الفيلم ,وياخذنا في رحلة السيدة وعائلتها,والبحث عن (اقامة شرعية!)..فلا البلدية تنتشلها ولا منظمة حقوق المراة الافريقية,ولاشهادات الاطباء,ولا حتى الجمعيات الخيرية والنسوية,تجد لها حل,امام اصرار الحكومة..فيما الايام تمضي,وزوجها غاص في التعاويذ والخرافات الشعبية, بعد ان ياس من الاطباء,وابنها,ينتمي للثوار (الرفاق)المتطرفين,الذين ليس لهم من هم سوى حرق السيارات والمباني ,ومراقبة متعاطي الكحول..وهكذا بعد ان تطرق بياس كل الابواب,ترسل اطفالها الى (تنزانيا) وتحاول ان تستنجد بالعائلة التي تعمل عندهم,والذين يتعاطفون معنويا معها,الا انها تواجه بعبارة(لا نستطيع ان نساعد سيدة خارجة عن القانون!)..ولما تباغتها الشرطة,في الساعات الاخيرة,وتطالبها بعنوان ابنها (الرفيق الثوري) تستسلم,وتكتب لهم مكانه..وينتهي الفيلم بانسحاب سيارة الشرطه,فيما هي ترفع قبضتها, عنوانا للتحدي..!
‎..طول الفيلم ساعة وعشرين دقيقة,مليئة بالتوتر,والمعاناة والتشويق..حيث كتب السيناريو بعناية,وخال من الترهل او المبالغة..فيلم ينتمي للواقعية الصرفة, بكل حمولاتها السياسية والاجتماعية والظيم الانساني..
‎..وقد فاز الفيلم ب(12)جائزة في مهرجان(سلفركيم) الافريقي,وثمن النقاد دور الممثلين وعلى راسهم(كليمنتين موسيمانclementin mosimane)التي ادت دور (بوبي)واستحقت كل تقدير.

(Visited 9 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *