د. رقيق عبدالله
كاتب جزائري
اذا كان تعريفنا الباحث عن السؤال للمجتمع على انه مجموعة من الأفراد تجمعهم رقعةجغرافية معينة، و ينتظمون في إطار علاقات مؤطرة بنظام معياري محدد وفق محدداتالقواعد و القيم، المعايير و السلوك داخل هذا المجتمع، فالمعقد من التعريف ما طرحه إميلدوركايم في آليات التنشئة الاجتماعية لأي مجتمع، وعرفها بأنها عملية استبدال الجانبالبيولوجي بأبعاد اجتماعية وثقافية لتصبح مؤسسات التنشئة أسرة و مدرسة، مسجد ووسائل الإعلام، عبر تأثير مجموعة الرفاق هي الموجهات الأساسية لسلوك الفرد فيالمجتمع وبنائه.
ومن هنا يتعلم الطفل عن طريقها كيف يتكيف مع الجماعة عند اكتسابه السلوكالاجتماعي الذي توافِق عليه هذه الجماعة و يكتسب الفرد من خلالها المعرفة والمهاراتالاجتماعية التي تمكنه من أن يتكامل مع المجتمع ويسلك سلوكا تكيفيًا فيه.
أن المجتمع يشكل مجموع علاقاته المرتبطة بمؤسسات التنشئة الاجتماعية والتي تعملعلى تكييف سلوك الفرد وفق حاضنته الاجتماعية لا تثقيفه و تقتصر ادورها على انيتفاعل الفرد ضمن معايير واتجاهات مناسبة لأدواره الاجتماعية المسايرة لجماعتهالمتوافقة مع طبائعهم والمندمجة فيما يسمى مجتمعا، وتفرض التربية كعملية استدراجللفرد من خلال ادخاله ضمن قواعد المجتمع، و جعل من التنشئة الاجتماعية عملية اندماجهذا الفرد في المجتمع عن طريق تعلم قواعده و قيمه. ان التربية تختلف عن التنشئةالاجتماعية، فالتربية هي تلك الوظيفة الاجتماعية بالذات و هي فعل يمارسه جيلالراشدين على جيل أولئك الذين لم ينضجوا بعد للحياة الاجتماعية، والغرض منها أنتثير وتنمي لدى الطفل عددا معينا من الحالات الجسدية والعقلية والأخلاقية يتطلبها منهالمجتمع السياسي و البيئة الخاصة التي أعد لها خصيصا. فالتربية هي تأهيل للتنشئةالاجتماعية و التي بدورها تتم عبر عملية استبدال الجانب البيولوجي بأبعادٍ اجتماعيةوثقافية، فتصبح هي الموجه الأساسي لسلوك الفرد داخل مجتمعه. ان التنشئة الاجتماعيةتسير ضمن سيرورة من العوامل المجتمعة والمتداخلة والمتفاعلة فيما بينها الاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية والعوامل الأسرية كعدد الأبناء، وترتيب الطفل فيها، واتجاهاتالوالدين الفكرية و غيرها.
و التنشئة الاجتماعية عبارة عن تعلم اجتماعي و من خلاله يتبوأ الفرد دوره المجتمعي،عن طريق التفاعل الاجتماعي، ويكتسب الأنماط السلوكية والاتجاهات المقبولة فيالمجتمع و هي كذالك عملية تعلم، يتعلم من خلالها الفرد أداء أدوار معينة باعتبار أن الدورالاجتماعي هو تتابع نمطي لأفعال مُتعلًّمة عبر أفعال معينة يقوم بها الفرد وفق مواقفتفاعلية و يرتبط كل دور بالمركز والمكانة الاجتماعية. ان التنشئة الاجتماعية تمر عبرمؤسسات محددة فالاسرة تحدد نمط التنشئة الاجتماعية الداخلية و الخارجية كذا المدرسةو التي هي ليست مصدرا للعلم والمعرفة فقط بل هي مؤسسة لها وظائف حيث تمررالتوجيهات الاجتماعية والفكرية والوجدانية للمجتمع. وايضا الشارع الذي يسمح للأفرادبالتفاعل والتواصل والتبادل على نطاق واسع وبحرية أكبر و فيه تنشأ علاقة الفردبجماعات مختلفة تؤثر فيه ويتفاعل معها كالرفاق مثلا. و تأتي وسائل الاعلام
و الميديا و علاقتها بالزمن و ما تنتج و تشجع. كما ان المسجد يهدف الى توحيد السلوكالاجتماعي و تنمية الفرد والجماعة على المعايير و التعاليم الدينية نحو إطار سلوكيمعياري موحد. و ايضا جماعة الرفاق تؤثر في التنشئة الاجتماعية
عبر اتاحة فرص التجريب و المساعدة على الاستقلالية. ان كل هذه المؤسسات المجتمعية ودورها في التنشئة الاجتماعية لا تلامس الشرط الثقافي الذي يبني الكل لا الجزء فأقتصردور التنشئة الاجتماعية في تلك القيم و المعايير و القواعد التي تساعد الفرد على التكيففي مجتمعه من أسرة و مدرسة مسجد و شارع و رفاق، دون الوصول إلى الشرط الثقافيالمكتمل و الذي هو عملية التثقيف الذي يمارسها المجتمع لافراده عبر ملامسة كل مكوناتالثقافة الميتافيزيقية و الواقعية المرئية و الضمنية، و يعتبر المجتمع نفسه آلية من آلياتالتثقيف في حد ذاته، فالثقافة هي الكل المركب و الشرط الثقافي هي تعلم الكل و التنشئةالاجتماعية هي تعلم جزء من الكل. فالتنشئة الاجتماعية عملية فعلية و غير فعليةمقصودة وغير مقصودة هادفة وغير هادفة، منظمة وغير منظمة إيجابية و سلبية. والتنشئة
الاجتماعية جزئية و غير شاملة محددة عكس الثقافة الممتدة و التي تسمح للفرد المجتمعيبالاندماج ضمن محيطه الخاص و تكوين مكونات اخرى خارج احاطته. فكلما امتلكالمجتمع تفعيل الشرط الثقافي عبر بناءاته المؤسساتية كلما اقترب الانسان لانسانيته والمجتمع إلى تفهم أفراده فهي الخلق المستمر للذات و منه الوعي بوجوده.
considerations that come with travelling abroad Some sort of medical crisis can before long become costly and that’s absolute to quickly impose a