دول الجوار العربي  *عارف العضيلة

دول الجوار العربي *عارف العضيلة

**شمال شرق

دول الجوار العربي

*عارف العضيلة

المعنى العام لمصطلح (دول الجوار العربي) هي جميع الدول المحيطة بالعالم العربي .. منالسنغال غرباً إلى إيران شرقاً ..

لكن المعنى الخاص أو بمعنى أدق المعنى الأكثر خصوصية هو مصطلح لا يستخدم فيالغالب إلا للإشارة إلى ثلاث دول هي أثيوبيا في قارة أفريقيا وإيران وتركيا في القارةالأسيوية.

وقد يكون السبب أن هذه الدول الثلاث هي التي لها خلافات أو إختلافات دائمة أو شبهدائمة مع عدداً من الأقطار العربية.

فأثيوبيا والتي تعتبر نفسها هي الأب والأم لنهر النيل .. وهو أهم الأنهار العربية .. تعيشحالة اللاحرب واللاسلم مع السودان ومصر وبالتالي بقية العرب في موقف موحد معمصر والسودان ..

شهدت هذه الصراعات ذروتها مع بداية إنشاء سد النهضة الذي يعتبره الأثيوبيونمشروعاً قومياً لا يمكن التراجع عنه ويراه العرب خطراً على أمنهم الغذائي والقومي .. ومنأجله أعلنوا إن كل الخيارات مفتوحة ضد أثيوبيا لحماية أمنهم القومي هذا في الغرب أمافي الشرق حيث يبدوا الأمر أكثر تعقيداً وسوءاً .. حيث إيران الجار الأبرز والأقوى بالنسبةللعرب .. وتمتد جذور العلاقات إلى حقبة تاريخية طويلة .. شهدت صراعات عسكرية عديدةبين الطرفين .. وفي دهاليز السياسة يظهر هذا الصراع التاريخي .. ويلقى بظلاله علىمنظومة العمل السياسي والدبلوماسي ..

علاقات العرب مع إيران تشهد تعقيدات كبيرة على مر العصور والسنين ..

وفي العصر الحديث كانت إيران هي السند الأهم لعدو العرب الأول إسرائيل وكانت أولدولة إسلامية تعترف بإسرائيل .. لكن مع التغير السياسي الذي شهدته إيران في أواخرالسبعينات ونجاح الثورة الإسلامية تبدل الحال .. وسحبت إيران إعترافها بإسرائيل ..

لكن ظهرت خلافات إيرانية عربية وخاصة مع البحرين ومصر والسعودية والإمارات .. ووصل العداء العربي الإيراني ذروته خلال الحرب العراقية الإيرانية ..

وما تزال العلاقة مع دولة الجوار إيران يشوبها التوتر .. وعدم الثقة.

تاريخياً هناك صراع بين العرقين الفارسي والعربي .. حتى قبل ظهور الدين الإسلامي .. والتاريخ يؤكد ذلك ..

ألقي هذا الصراع بظلاله على الواقع السياسي بكل تعقيداته يمكن إختصار سببالخلافات العربية الإيرانية حالياً. بكون إيران تسعى لدعم جماعات ومنظمات داخل الوطنالعربي .. ليكون لها وجود سياسي في المنطقة. وفي المقابل ترفض غالبية الدول العربيةهذا التدخل وتعتبره تعدي على السيادة العربية. وتدخل في الشأن الداخلي للعرب.

وإلى الشمال قليلاً حيث تركيا. معقل الإمبراطورية العثمانية التي حكمت العرب لقرون منالزمان ..

ظهرت تركيا كلاعب سياسي مهم في المنطقة العربية بدءاً من العام 2003م .. وصارت لهاأيادي في المنطقة. وتولت رعاية أحزاب ومنظمات سياسية تعمل داخل العمق العربي ..

وتطورت هذه التدخلات حتى وصلت إلى بسط سيطرتها على أجزاء من الأراضي العراقيةوالسورية ..

الأتراك أيضاً وبسبب الثورة العربية الكبرى التي كانت سبباً رئيسياً في إنهيارإمبراطوريتهم العظمى وباتوا يظهرون الكره للعرق العربي.

بعد إنهيار الدولة العثمانية وظهور الجمهورية التركية .. لم يكن لهذه الدولة وجود فيالساحة العربية مطلقاً وليس لها أي أثر يذكر .. طوال ثمانين عاماً ..

ولكن حالة الضعف والتشرذم الذي أصاب العرب بدءاً من إحتلال العراق عام 2003م وماتبعه من نكبات ونكسات للعرب ظهرت الأطماع والغايات التركية في المنطقة العربية .. ونفذت عدة أجندات خاصة بها وتحقق مصالحها العليا بغطاء ديني معلن ..

وصار التأثير التركي قوياً في المنطقة العربية ووصلت ذروته أثناء أحداث الربيع العربي .. وتقهقر مع ارتفاع درجات التعافي العربي من أزماته ..

هذه الدول الثلاث هي أبرز الطامحين والساعين للعب أدوار سياسية داخل الأقطار العربية.. والراغبين بالتأثير على السياسات العربية الداخلية .. وهم أبرز المجاورون للعرب.

كاتب سعوديالرئيس التنفيذي لدار مصادر للدراسات والأبحاث الإعلامية

للتواصل تويتر / @msader16

(Visited 221 times, 1 visits today)

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *