التبرير لفشل التدبير …    محمد صالح البدراني

التبرير لفشل التدبير … محمد صالح البدراني

محمد صالح البدراني

الاهتمام بالمظهر دون الجوهر من معالم منظومة تنمية التخلف

الغالب من الناس التي تظن أنها تسير في طريق الإصلاح لا تهتم بالجوهر وتركز علىالمظهر وتعيد التجارب الفاشلة ظنا أنها تراجع ذاتها فتعيد ذات خطوات الفشل، ذلك بسببعنصر الموثوقية وغياب التفريق بين ثوابت الفكر ومتغيراته أو ثوابت الفكر ومتغيراتالمدنية سواء في التخطيط أو العلاقات العامة أو السياسة وغيرها مما يناقش في متنالمقالة التالي.

إخفاقات سلوكية

السياسة عند الشعوب المتخلفة مرتبطة بكرسي السلطة ولا تجيد التعبير عن أكثر منالسعي للحصول عليها، والوصول إليها غاية تتوقف عندها الرحلة والمراكب.

انتهاج الحداثة بمفهوم الثبوتية والثبات بمعنى التوقف حيث أنت بما تؤمن مخالفللحداثة، الحداثة ترفع الموثوقية عن كل شيء، لكن دعاة الحداثة في مجتمعنا رفعواالموثوقية عن الدين والقيم وجمدوا على ما وصلهم وتغير العالم وهم حيث انبهروا لا يرونالتغيير.

الحداثة أصلا لها وسائلها السلوكية التي تعني أفضل الطرق للوصول إلى المنفعةوليست بالمثل الفلسفية أو الأيدولوجيات المرتكزة إلى منظومة قيمية أخلاقية. 

من السلوكيات السلبية انعكاس فهم الثبات على المبدأ بمعناه المدني والتعامل معهكأيديولوجيا فيعتبر الموقف تجاه طرف ما هو موقفا مبدئيا بينما في السياسة لا يكونالثبات على المبدأ بهذا المعنى وإنما الثبات على مصالح الأمة إن كان قائدا أو ممثلا لها،ومصالح الأمة تتغير وفق متغيرات الظروف فليس عيبا أن تتغير الأهداف ما دامت الغايةهي رفعة واستقرار الأمة، فالإصرار أحيانا كثيرة يؤدي إلى نتائج عكسية وربما مزيدا منالأذى للشعوب وانسداد لمسارات الأهداف، خصوصا أن كان الزعم بالثبات على المبدأ هوتبرير للفشل في التعامل السياسي أو القدرة على الممارسة ذاتها نتيجة ترسبات جامدةفي الشخصية متمثلة بالعقلية والنفسية.

التمكين للشعب أم التمكن عليه

التمكين عند رجال الدولة هو العمران وتمكين الأمة والشعب، أما التمكين عند حملة القيمالمشوهة فهو تمكين على الشعب وخراب العمران وتدني لقيمة الإنسان.

وهنالك من يرى الفساد عند أدعياء الدين عند التمكين، وهذا يأتي من فراغ الفكر عندالنشأة والارتقاء بالمكانة دون العلم في زمن العسرة فتشبع غريزة التدين لكن الغرائزالأخرى لا تبقى من غير إشباع، فعند التمكين تثار غريزة التملك للاستيلاء على المال وتثارحب السيادة عند القدرة على الظلم وهكذا تجد هذه الناس تتعامل من خلال مفاهيممشوهة لتكون من اشد أدوات الفساد.

الوهم يدافع عن وجوده في الحقيقة

هنالك من يقوم بفاعليات على الميديا والإنترنيت وتجد انه معجب بفعله رغم انه لا ينتجحقا شيئا أكثر من تمكن الأنا منه فيحس بنجاح وهمي من خلال المادحين والمتداخلين وهملا يشكلون نسبة فاعلة، تشخيص السلبيات لم يعد من باب الوعي وإنما تجذير العجزوالسلبية عند العاجزين، وتجسيد أفكار أن هنالك خير كله متوهم وهنالك شر كله حاضرا،وان السلبية تكمن في طرف واحد، وأن الطرف الآخر كله حسنات، وهذا قطعا لن يؤدي إلىمعرفة الماهية التي ترتكز عليها أدوات الإصلاح.

السطحيون في الإصلاح ليست لديهم رؤية أكثر من تقديم الذات أو الإثارة، وهم لا يتعلمونلأنهم يبررون ولا يتفكرون فالوهم عند الإنسان اشد من يدافع عن رسوخه كحقيقة فيالذهن، بينما الإصلاح أن يكون لديك على الأقل إطار عام لرؤية مرنة تجعل تبادل الأفكارممكنا، وعندما تتشكل القناعة بفكرة أن أدوات الهدم لا تصلح للبناء، عندها سيكون الأمرذو اتجاه واحد هو التغيير وهذا يحتاج إلى صناعة أدوات لا تضمن نقاؤها مالم تأتي بفكرشفاف واضح جامع غير جدلي وهو ليس هينا.

(Visited 6 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *