صباح عطوان …..فارس الدراما العراقية
قحطان جاسم جواد
بدأت معرفتي بكاتب الدراما والسيناريست المبدعصباح عطوان في شهر تشرين الثاني عام1981 يوم التقيت به في حوار ممتع وندي وجريء يوم كان مديرا للمسرح العمالي، ومن يومها تعمقت الصداقة ولحد اليوم صداقتنا مؤطرة بالحب والاحترام والتقدير. وحكاية اللقاء ان صباحا كان قد صرح لأحدى الصحف بكلام قوي ينم عن مبالغة اوغرور. وكان يومها رئيس قسم الثقافية في مجلة الف باء الشاعر القدير سامي مهدي اذ كان يشرف على القسم اضافة الى عمله كمدير للشؤون الثقافية في وزارة الاعلام، وكانت دائرته تقع في الشورجة انذاك.يومها قال في الاجتماع سامي مهدي اشعر ان صباحا كان يبالغ او تحسه انه مغرور واريد احد المحررين يجري حوارا معه يفند كلامه ويحرجه بالأسئلة! فوقع الاختيار علي… وانا في بداية التحاقي بالمجلة منقولا اليها من مجلة الثورة الزراعية. فأعددت العدة للحوار واتصلت بأستاذ صباح ورحب بالحوار في موقع المسرح العمالي آنذاك في بناية بداية شارع الرشيد. وكانحوارا مهما وجريئا منه ومني بحيث منحني الاستاذ سامي مهدي مكافاة قدرها 45 دينارا اضافة الى راتبي وكان مبلغا كبيرا يقترب من الراتب الذي اتقاضاه آنذاك. واعترض رئيس التحرير بالوكالة آنذاك المرحوم عبدالنافع الملاح لكن استاذ سامي اصر وقال الحوار والمحرر يستأهلان المبلغ…ومن يومها صرت اختيارا لأي حوار صعب ويمتلك الجرأة او يشاكسه الى حد (يزهقه). وفعلا زهكته لصباح عطوان من دقة الاسئلة والجرأة! لكنه كان حوارا ممتعا ونديا وناجحا للغاية بحيث جعلت الشاعر سامي مهدي الصعب اقناعه يمنحني مكافأة مجزية! صباحعطوان يتمتع بخصال قلما تجدها لدى كتاب الدراما…فهو يكتب من ذروة الحدث ثم يعيد تشكيل خيوطها ويعود الى بلي باك ليسيطر على احداثه وشخصياته. كما تتميز نهايات اعماله بمواقف غير متوقعة ابدا واذكر بموقف الفنان عبد المطلبالسنيد الله يرحمه في فتاة في العشرين حين ادهشنا بموقف مغاير تماما لكل توقعات المتابعين ورفض الاقتران بشذى سالم! وكذلك في اعماله الاخرى.فهو جعل عصابة ابو جحيل محبوبة لدى المشاهد رغم الاجرام الذي تميزوا به. واعتقد انه سبب من اسباب الاعتراض على العمل ومنعه لفترة! ومن ميزاته ايضا انه لا يفارق عمله بل يظل مجندا معه ويحضر القراءات ويتابع التصوير ويتدخل في اختيار مواقع التصوير اذا كانت غير ملائمة لما كتبه بل انه يقترح بعض الاسماء للأدوارحسب قناعته …….وكثيرا ما كان المخرجون يقتنعون برأيه…كيف لا وهو الذي صنعها على الورق ويعرف من تشبه ومن لديه القدرة من الممثلين على اعطاء الشخصية حقها؟ وكثيرا ما كانت اختياراته تأتي صائبة جدا وتكون سببا مهما لنجاح العمل والامثلة كثيرة على ذلك .هذاهو صباح عطوان…وقد احسن اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين حين اختاره ضيفا لجلسة السبت الماضي للحديث عن الدراما وعن تجربته الثرية في كتابة السيناريو.