مقتل بائع السكائر  الدكتور / مصطفى العارف

مقتل بائع السكائر الدكتور / مصطفى العارف

كتب : مصطفى العارف

لفت نظري رجل كبير السن تجاوز السبعين عاما في بداية سوق شعبية على جانب الرصيف ,وأمامه جمبر خشبي قديم يتمايل مع كل هبة ريح ,يحدث ضجة يحس بها من كان على مقربة منه ,صفت أنواع كثيرة من السكائر , وولاعات ملونة , وبعض أقلام الجاف عليه .
يجلس على كرسي حديد قديم متآكل, مرتديا قبعة لاتقاء حرارة الشمس اللاهبة , يضع نظارة للقراءة ,على انفه الكبير ,نتيجة تعرضه لحادث في صغره ترك أثرا لافتا , استقرت قربه حقيبة يدوية كبيرة فيها مجموعة من الصحف ,والكتب , وفي جيب سترته, محفظة نظارة القراءة, فيها أكثر من قلم بألوان مختلفة.
في عالمه الغريب ,و المحلق في الكون , يبدأ الجلوس بقراءة الصحف اليومية.
ركنت سيارتي على الجانب الأيمن من الشارع الفرعي ,واقتربت منه ,لم يحس بوجودي على الإطلاق , سلمت عليه : يسعد صباحك أستاذ، أجابني ببط: أهلا وسهلاً ، من وراء نظارته الصغيرة الحجم , وهو يركز في عينيي , سألني :هل تريد نوعا من السكائر المعروضة ، كلا استغرب من الموقف :-أذن ماذا تريد .
أريد التعرف عليك ؟ والاستفادة منك ابتسم حتى بانت فتحة صغيرة بين أسنانه أعطته جمالا في الضحك
– : تفضل اجلس , ما اسمك ؟ وما مهنتك ؟ – اسمي حيدر محرر صحيفة العالم , ممكن أتعرف عليك أستاذ ؟ بالطبع اسمي: احمد محمد , كنت اعمل مدرسا للغة الانكليزية , حتى أحالتي للتقاعد , قدمت خدمات جليلة إلى أبناء مدينتي , طيب لماذا تطالع الصحف هل أنت مثقف ؟ ضحك احمد بصوت عال: كلا ؟ اطلع على الصحف لأنها تنشر مقالاتي , ودراساتي النقدية ,وترجماتي , وقصائدي
كل هذا النتاج الأدبي لك, وتقول لست مثقفا , نعم المثقف الحقيقي ,هو من يحمل قلمه ويتصدى للفساد , والانحراف المتفشي في المجتمع
– بالمناسبة أنت ترتدي بدله قديمة لكنها أنيقة , وتبيع السكائر, ,واراك تدخن كثيرا,
– كلفت بعمل تقرير صحفي عن انتشار البطالة, ومعي كادر فني ,ولوجستي للعمل ,والتصوير , أجرينا مقابلات صحفية مع اغلب أطياف المدينة , وتوصلنا إلى أهم أسباب البطالة : الفقر والحرمان , وعدم التخطيط , وضحايا الحروب , وإهمال التعليم ,وعدم المحاسبة الجادة , وعدم تطبيق القانون , والخدمة الإلزامية , وو الخ
وصل فريق العمل الذي يتكون من هاني مصور الجريدة , وحسام مسؤول الموثرات الصوتية ,والإنارة الخارجية , وعادل رئيس التحرير , طلبت منهم أجراء حوار مصور مع أستاذ احمد الذي وافق بدوره ,وأخذنا إلى بيته القريب من محل عمله .
دخلنا البيت كان قديما في زقاق ضيق , كانت الإنارة في غرفة الضيوف شبه معدومة , كتب مبعثرة , و صحف ,ومجلات متناثرة , وتحت مكتب صغير مجموعة من الكتب القديمة ,والحديثة , علقت على احد الجدران صورة فوتوغرافية له في شبابه ، معه عبد الرحمن مجيد الربيعي, وعزيز عبد الصاحب ,وقيس لفته مراد , ورشيد مجيد
وفي الجدار المقابل لوحة فنية قديمة مرسومة لبعض العمال الكادحين
جلس على مكتبه , وجلست أمامه ,بدأ هاني التسجيل ووقف أمامنا عادل , أعط لنا أشارة البدء بالحديث,والحوار .
– أستاذ احمد : تحدث لنا عن تجربتك التربوية ؟ في الخمسينيات تم تعييني مدرسا للغة الانكليزية في القرى ,والأرياف , ثم نقلت إلى متوسطة فلسطين حتى أحالتي على التقاعد ، درست اللغة الانكليزية , ومادة الفنية ,إذ كنت أجيد الرسم
– وما تجربتك الأدبية ؟ كنت منذ صغري اقرأ الكتب, والدواوين الشعرية, والقصص ,والروايات العالمية , والعربية في مكتبة خالي رحمه الله .
في أثناء التصوير دخل علينا رجل كبير يبدو انه صديق الأستاذ احمد , اسمه عبد جبر تبين احد شعراء المدينة , جلس بصمت , ينظر إلينا .
تابع أستاذ احمد حديثه تكونت عندي ملكة لكتابة القصة توجت بمجموعة قصصية طبعت في كتاب مشترك مع زميلي القاص عبد الجبار العبودي , كتبت رواية , لم يهتم بها الآخرين, ولم تلق الاستحسان , وترجمت بعض الكتب عن الانكليزية , والمقالات التي نشرت بالصحف , وأنا وكذلك اكتب قصيدة النثر .
– لماذا تبيع السكائر أذن ؟: لدي عائلة ,و التقاعد لا يكفي لسد نفقات المعيشة
وأخذنا فاصل قصير تناول احمد سيجارة ,والدخان ملى الغرفة المظلمة امتزج , بأشعة الشمس الراشحة من شباك صغير في أعلى الغرفة , ثم استأنفنا التسجيل
– كيف تنظر إلى الثقافة ,والمثقف الآن ؟
– الثقافة تحتضر في وقتنا الحاضر , هناك مؤامرة كبيرة لتحطيم البلد, بإقصاء المثقف الواعي الذي يقود بلده إلى بر الأمان , والإبقاء على العناصر المتخلفة التي تريد تدمير الشباب الواعي , والبنى التحتية .
المثقف الآن محارب من جميع الجوانب, فهو مقيد لا يستطيع التعبير عن رأيه بصراحة لأنه أن عبر تم اغتياله ,من قبل أصحاب نظرية التجهيل .
تم إقصاء جميع المثقفين في كل مفاصل الحياة , حتى في مجال الثقافة أيضا لم يكن له دور كما كان سابقا .
خرجنا من البيت وتوجهنا مباشرة إلى مقر الجريدة , لنشر الحوار , الذي احدث ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي .
في اليوم التالي أخذت نسخ من الجريدة ,وفيها صورته الكبيرة ,وسط الصفحة الثقافية , الحوار الجري في الطرح , نفذت اعدد الجريدة لأول مرة ذاك اليوم .
توجهت إلى مكان عمله وكنت سعيدا ,وفوجئت بقطرات دم على الأرض , وأشياء مبعثرة قلم احمر , نظارة قراءة , قبعة مثقوبة , مجموعة من السكائر متناثرة هنا ,وهناك,وكتاب كبير بعنوان الحرية ,وكرسي قديم من الحديد مضرج دم , وانتشار كبير لرجال الأمن , والمواطنين .
– سالت احد رجال الأمن: ماذا حصل ؟وما هذه الدماء؟ أجاب بلا مبالاة : تم اغتيل بائع السكائر؟ صعقني الخبر وصرخت بصوت عال: كيف؟ لماذا قال رجل الأمن : قتله مراهق يقود سيارة لا تحمل لوحة أرقام ,توقفت أمامه ,وأطلق الرصاص من مسدس كاتم , وأرده قتيلا .
وقال آخر: رجل من العامة حدثت مشاجرة بين شخصين ,وتبادلا إطلاق النار وصرعت رصاصة طائشة الأستاذ احمد بصورة خاطئة
وقال شاهد عيان: انه مطلوب عشائريا , على الرغم من انه لا يرتبط بالقضايا العشائرية
رحل
بصمت,وهدوء

نقطة نظام
في عجالة
أزمة الكهرباء في العراق
بين الرابط والمربوط
تابعت حديث السيد رئيس الوزراء في إجتماعه الطارئ مع المحافظين وفريق أزمة معالجة الكهرباء ، وتساءل عن سبب عدم اتخاذ قرارات الربط الكهربائي طوال 17 عاما مع دول الجوار والعالم ؟ عدا الجارة إيران ونحن جادون لإيصال كل الأموال المترتبة
علينا الى إيران نتيجة لإستيراد الغاز
والكهرباء للسنوات السابقة .
إن مايثير الإستغراب هو التطرق الى احد الحلول للأزمة وهو الربط مع الاخرين كما ( دول الجوار ودول العالم ) اَي ان العراق يبقى مستهلكا يدفع دون حل جذري ويبقى تحت رحمة ومزاج دول الربط .
أليس الحل الأمثل ان يكون منتجا لحاجته الضرورية على الأقل ويستعين بالآخرين عند الحاجة والنقص وربما ستكون تلك الدول بحاجة للعراق في نفس الامر ، لماذا
ليهم فائض ولدينا عجز رغم ما تم إنفاقه لحل مشكلة الكهرباء تجاوز ستين مليار دولار حسب بعض التصريحات وليس لدي المبلغ الحقيقي .
فالحل المطلوب ان يكون انتاج الطاقة محليا والتحكم بها كما يشار
حاليا الى إقليم كوردستان واذا جاء المدد مدفوع الثمن من الجيران خير وبركة لان التعاون وتبادل المنافع مطلوب .
لماذا تجاهل ولم يتحدث عن الأسباب الحقيقية للأزمة والجهات
المسببة لها ، ولماذا تجاهل الحلول
التي طرحت من شركة سمنس والصين مع العلم ان مصر لجأت الى شركة سيمنس بعدعرضها على العراق بمدة واصبحت دولة مصدرة للعراق بالذات .
نوري لطيف

((بالنسبة للذاهبين للمقاطعة))
*فارس حرّام

باختصار:
– المقاطعة الخطأ: مقاطعة شبيهة بالعام ٢٠١٨، أي الاكتفاء بعدم الذهاب لصناديق الاقتراع والجلوس بالبيت وعمل حملة فيسبوك فقط ومنشور هنا أو هناك…. هذه ربما كانت مقاطعة صحيحة آنذاك، لكنها في ظروف تشرين الحالية ستكون مدمرة لكل التضحيات والتعب في الثورة، وستكون عبارة عن تسليم بارد للسلطة بأيدي القوى الحالية.
– المقاطعة الصح: مقاطعة من نوع آخر تصدر عن موقف موحد لقوى الثورة وتوقع بأسماء أحزابها والفاعلين المستقلين فيها وأبرز قادة الخيام والتنسيقيات في الساحات وتنضم إليها قوى التغيير الأخرى وشخصيات المجتمع والأدباء والفنانين والأكاديميّين والرياضيين والإعلاميين ونجوم السوشيال ميديا وغيرهم…تتبعها خطوات احتجاجية لاحقة. هذه هي المقاطعة الصحيحة، وهذه هي التي تعرض النظام السياسي فعلاً للمساءلة والمواجهة وتفرغ فوز الفائزين من محتوى فوزهم.
– المقاطعة الأولى (في ظروفنا الحالية) سلبية مستسلمة. أما المقاطعة الثانية فمنتجة، لأنها لن تكتفي بعدم التصويت وإنما ستواجه السلطة وتتحدى النظام، وتعرقل كل خطط السيطرة من جديد على الدولة، وستكون غصة في حلق النظام السياسي، وتهزّ شرعيته داخلياً وخارجياً هزة عنيفة لم يتعرض لها منذ ٢٠٠٣، بل ربما تنهي هذه الشرعية. إضافة إلى أنها ستكون من الناحية الفعلية أكبر تهديد بعودة موجة احتجاجية أكبر وأضخم من كل الموجات السابقة، وربما تقلع الأخضر واليابس. ولذلك سيكون أمام قوى السلطة في حال حدوث مثل هذا النوع من المقاطعة أن تعيد حساباتها وتخضع لمنطق التغيير وتقيم انتخابات حقيقية تبدأ من كشف القتلة وحماية المرشحين وضمان فرص متساوية للتنافس، وإلا كانت خسارتهم مع هذه المقاطعة أكبر وأخطر.
– الكلام عن إن المقاطعة ستهدي السلطة على طبق من ذهب للقوى الحالية لا معنى له مع الاحترام لمن يقول به، لأن هذه القوى لن تخدمها المشاركة الواسعة لقوى التغيير في الانتخابات (وهذه لا يمكن تحقيقها الآن لعزوف جزء كبير من المجتمع عن الانتخابات)، وكذلك لن تخدمها المقاطعة المنتجة من النوع الذي نتحدث عنه لأنها ستعريهم وتفرغ فوزهم بالانتخابات من محتواه، ولهذا لن يبقى أمام هذه القوى إلا أن تشجّع المشاركة الضعيفة. فتشرين الضعيفة انتخابياً تحت تهديد السلاح والقتل والتهجير أفضل لهم من تشرين المقاطِعة أو تشرين المشاركة بشكل واسع. فمسألة أنّ المقاطعة ستعطي السلطة على طبق من ذهب لهذه القوى ينبغي لنا ترك الحديث عنها. بالعكس: المشاركة الضعيفة هي التي ستعطي السلطة لهم على طبق من ذهب، لأنها ستعطيهم شرعية يحتاجونها داخلياً وخارجياً مقابل وجود ضعيف وهامشي لقوى التغيير.
– توقعاتي: أنّ من نتائج المقاطعة من النوع الثاني أنها ستحرج قوى سياسية موجودة الآن في السلطة، مثل الحكمة والنصر والعراقية وغيرها لأنها أعلنت مراراً منذ سنتين أنها مع الثورة، والآن إذا رفضت تشرين الدخول في هذه اللعبة فمن المتوقع أنهم لن يدخلوها لأنهم يعلمون أن المستقبل للتغيير وليس لقوى السلطة الحالية، هذا إذا فكروا من زاوية مصلحية خالصة. ولنا أن نتساءل فيما لو حدث هذا فعلاً وقرروا هم أيضاً المقاطعة: ما الذي سيتبقى إذن من لعبة الانتخابات بظروفها الحاليّة؟
– مرة أخرى: أنموذج مقاطعة ٢٠١٨ خطأ في ظرفنا الحاليّ. أما أنموذج المقاطعة الصحيح فهو أن تصدر عن موقف موحد لتشرين كلها أو غالبيتها ومعها قوى التغيير الأخرى وشخصيات المجتمع ويكون ذلك ببيان موحد، ثم تتبع هذا البيان خطوات مواجهة لكل أكاذيب السلطة وكشفها والاستمرار بالاحتجاج عليها (عن طريق العمل السياسي للأحزاب الجديدة أو إقامة الدعاوى القانونية أو عن طريق العمل الاحتجاجي السلميّ الميداني) حتى تحقيق الحقوق والنصر. هذا هو الصح، أما غيره فأي مقاطعة خطأ.

عمود اليمين في الثالثة
السيد حسين الصدر

انخفاض المنسوب الأدبي
-1-
لو وجهنا سؤالا الى ثلة من أدباء العصر وقلنا لهم :
” صِفُوا لنا اللسان ”
لجاءت الأجوبة ضامرة مختصرة
فقد يقول بعضهم :
ان اللسان هو الترجمان لما يعتمل في النفس من مشاعر وخواطر .
وقد يقول البعض الآخر :
اللسان هو الأداة الفاعلة للكشف عما في قلبك وما يدور في ذهنك من أفكار
وهكذا …
-2-
والآن :
لنسمع ما قاله (الجاحظ) – عمرو بن بحر عن اللسان :
قال :
هو أداة يظهر بها البيان ،
وشاهدٌ يعبر عن الضمير ،
وحاكِمٌ يفصل الخِطاب ،
وناطق يرد به الجواب ،
وشافع تدرك به الحاجة ،
وواصِفٌ تُعرف به الأشياء ،
وواعظ ينهي عن القبيح ،
ومُعَزٍ يرد الأحزان ،
ومعتذر يدفع الضغينة ،
ومُلْهٍ يُونق الأسماع ،
وزارع يحرث المودّة ،
وحاصد يستأصل العداوة ،
وشاكر يستوجب المزيد ،
ومادح يستحق الزلفة ،
ومؤنس يُهذب الوحشة ”
راجع تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج12 ص213
-3 –
ان ظاهرة العزوف عن مطالعة كتب الأدب والتراث عند معظم المثقفين المعاصرين ملحوظة ، وهي مؤسفةٍ للغاية ، وقد يُعزى اليها السبب في انخفاض المنسوب الأدبي عندهم .
والعلاج سهل متيسر وهو أنْ يتناغم هذا الجيل مع الأجيال التي سبقته في الاقبال على السياحة في رياض الأدب المونقه ، ومتى ما تم ذلك ارتفعت مناسيب المعرفة الادبية والقدرة البيانية عندهم .
انّ الاقبال على الروايات المترجمة – وهو ما يستهوي شبابنا اليوم- لن يؤدي الى ثراءٍ أدبي، ولا الى مقدرة متميزة يُمكن أنْ تكون لها مردوداتها الايجابية الكبيرة في الوسط العام ، وهو منحى لا يسعنا القبول به أو السكوت عن أثاره السلبية .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com

في العراق كل شيء مختلف

وليد الطائي

في بلدان مختلفة وعديدة تتنافس الحكومات والأحزاب والتيارات السياسية هناك بالخدمات والانجازات والمشاريع الإستراتيجية والبنى التحتية والعمرانية والتطويرية والصحية والاقتصادية والتكنلوجية وكيفية القضاء على البطالة وإنهاء مشاكل السكن ، وإنشاء المصانع والشركات التجارية وتطوير الزراعة وبناء المؤسسات التعليمية والتربوية، والمؤسسات التي تصب في خدمة شعوبهم وخدمة من يطلب اللجوء إليهم الذين يأتون من بلدان متخلفة ومتراجعة وعشوائية في كل شيء ، الأحزاب السياسية وحكوماتها هناك تتنافس على تشجيع المواطنين على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وثقافة القانون ، ويدعمون الجيش والقوات الأمنية ورجال الشرطة ويدعمون مؤسسات القضاء ، ويحاربون الرشوة بل أصبحت أعمال حكوماتهم إلكترونية لا تثقل كاهل المواطن ، ليس ذلك فحسب بل عليك احترام الحيوان أيضا ، تلك البلدان اجتازت مسألة الخدمات الماء الكهرباء الصحة التعليم السكن وما شابه ، يحدثني ليلة البارحة صديقي ماهر الغزي المقيم في فنلندا ، جاء لزيارة أهله في قلعة سكر ، فنلندا ليست فيها خيرات وثروات نفطية كثروات العراق ، انما تعيش على الزراعة البسيطة والصناعات الخشبية والورقية ، لكن الخدمات التي توفرها حكومتهم اضعاف الخدمات الموجودة في العراق بعشرات المرات أن وجدت خدمات اصلا ، التي يحلم بها كل مواطن عراقي للأسف الشديد، عندما حدثني صديقي ماهر عن توفير الخدمات المحترمة هناك دون تمييز ، وكيف يتعاملون معه كإنسان شعرت بالحزن الشديد ، لما نتعرض له نحن العراقيون في بلدنا من مظالم وإقصاء وتهميش متعمد وحرب نفسية مدمرة ومحسوبية ومنسوبية ، كل شيء مختلف هناك ، إلا نحن في العراق الأحزاب السياسية والتيارات الحاكمة للبلاد تتنافس بالفضائح والسرقات والصراعات والفساد والرشوة وإشاعة الفوضى والكذب والتزوير والتهديد والوعيد والاعتقال والاغتيال والتهميش والتجاوز على العباد والبلاد ، والشعارات الرنانة والتخوين والمزايدات المنفلتة وكل ذلك عبر القنوات الفضائية أمام الرأي العام ، وعندما تقترب الانتخابات العراقية يتصارع السياسيون عبر شاشات التلفزيون كأنه صراع عتاوي ، وكل هذه الصراعات غايتها خداع المتلقي وخداع جمهورهم الانتخابي البائس الذي لا حول ولا قوة له ، وأصبح ضحية للمتصارعين حول السرقات وناهبي الثروات ، في البلدان المتطورة يتناظر السياسيين حول التكنلوجيا الرقمية الحديثة وتطوير الاقتصاد ، ونحن سياسيونا مناظراتهم حول الخيسة في مدينة الثورة ، أحدهم ينفيها والأخر يؤكدها، وصلت الوقاحة بالتيارات الحاكمة لوزارات العراق، إقامة التظاهرات والاعتصامات والكذب على الرأي العام وتحشيد الاعلام الفاسد ، ثم تنسحب دون تحقيق هدف يصب في خدمة الناس إنما أهدافهم تصب في مصالحهم الشخصية والحزبية والانتخابية والسياسية وفرض الإرادات التي دمرت العراق وشرعنة الفساد واضعفت القانون وهذه الأساليب استمروا عليها منذ سبعة عشر عاما للأسف الشديد ، ويبق المتضرر الوحيد فقراء الشعب العراقي وإلى الله المشتكى ،

(Visited 18 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *