( تعويذة)

( تعويذة)

 

علي العذاري || كاتب عراقي

 

كنتُ أصغر من أن أتحمّل أفكارها الغامضة، حين وضعت امي في جيبي قصاصة صغيرة ..
قالت لي :
_اذهب إن الله معكَ الان.
مثل مهووس ، كنت أتحسّس جيبي بين فينة وأخرى؛ لأتأكّد من وجوده.
انشغلتُ باللعب عنه ولا ادري كيف فقدتُه فبكيت، لأني لا اعرف طريقة لأستعادته .
بعد اليأس قررتُ الرجوع الى بيتنا، فوجئتُ بأشخاص يتجمهرون حول بابنا وآخرون يبكون مثلي!
هل كانوا يبكون على الله الذي أضعتُه ؟ أم على ربهم الذي سقط من جيوبهم أيضاً؟
حضنني ابي وبكى، بحرقةٍ ..قال لي:
_ لا تخف، أنا سأكون لكَ كلّ شيء….
أطلقتُ تنهيدةً ولم أجد أحداً أحمده على موت أمي قبل معرفتِها بأني أضعتُ الله ورجعتُ بجيبٍ فارغ.

 

(Visited 13 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *