سيرة مفكر

سيرة مفكر

مصدق الحبيب

 

صدر حديثا هذا الكتاب المهم والمثير للبروفسور الامريكي رچرد فولك، والذي ترجمه الزميل الدكتور محمد چياد الازرقي. هو الكتاب الواحد والعشرين الذي يترجمه الدكتور الازرقي مجانا كجزء من برنامجه الثقافي مابعد التقاعد من التدريس الجامعي، وهو توفير تراجم الكتب التي يراها ضرورية لثقافة واطلاع القارئ العربي. وقد اخذت الدار العربية للعلوم مهمة نشرها وتوزيعها.
المؤلف استاذ متميز في القانون الدولي بجامعة برنستن ورئيس امناء المجلس الاورومتوسطي لحقوق الانسان. تقلد مناصب عدة وعضوية لجان دولية للتحقيق في حقوق الانسان حول العالم، ومنها منصب المقرر الخاص للامم المتحدة حول الحقوق الفلسطينية في الارض المحتلة، حيث كتب 12 تقريرا عن تجاوزات الفصل العنصري في اسرائيل. وهو ايضا مؤلف او مؤلف مشارك لـ 20 كتابا.
والمترجم الذي كتب ايضا مقدمة طويلة للكتاب استاذ متمرس في اللغة والادب في كلية ماونت هوليوك في ماسچيوستس – الولايات المتحدة.

يتألف الكتاب من 6 اقسام احتوت على 19 فصلا. يقول المؤلف “لاتوجد قضية في عصرنا اكثر الحاحا من الناحية الاخلاقية، بالنسبة لي ولموقعي الاجتماعي كيهودي امريكي وانسان تقدمي، من محنة الشعب الفلسطيني ومسؤولية بلدي وحكومته في اطالة امد هذه المحنة لأجل غير مسمى”، ويضيف “أصبحت منتقدا لاسرائيل والصهيونية في سياق النضال الفلسطيني من اجل الحقوق الاساسية”. ولابد ان تكون مواقفه هذه قد جلبت نقمة الصهاينة عليه وأدت الى نبذه في الاوساط الجامعية والحكومية على السواء. يستمر المؤلف بالقول “إنّه كان من المخيّب للآمال بالنسبة له على مرّ السنين أن يقرّ بأنّ قلة بشكل لا يُصدّق في المجتمع الأكاديمي كانت على استعداد لتحمل الحدّ الأدنى من مخاطر التعرّض لليمين بشكل علني عام. لقد فضلوا التعبير عن أيّة وجهات مثيرة للجدل لديهم في الحدود الخاصّة لحفلات الكوكتيل أو أثناء تناول القهوة بعد الظهر. إدّعى البعض أنّ الصراحة تكون أكثر فعالّيّة، إذا كانت مخصّصة للمواقف المحميّة، حيث قد يحقق التأثير بعض النتائج. لقد اعتبر المؤلف مثل هذا التكتم على أنّه خدمة ذاتية، وشعر أنّ الدوافع الأساسية لأولئك، الذين تربطهم مثل هذه الروابط بالسلطة والأقوياء، هي الحفاظ على تلك الروابط القيّمة. يتطلب مثل هذا الهدف تجنب الإستفزازات العامة، بما في ذلك الإنتقادات الشديدة لسياسات الحكومة القائمة. “تلائم بعض الأساتذة تماما مع هذا الأخدود الأيديولوجي، الذي كان جزء من جهد الغرب لكسب تأييد دول آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية. وحين انتهى الأمر بخسارة الصراع الأيديولوجي، برزت الخطة ب الى المقدمة.” كان من المتوقع في تلك المرحلة أن تقوم وكالة المخابرات المركزية بتغيير الأمور في الإتجاه المطلوب من خلال تغيير النظم عن طريق التدخلات السريّة. لقد أدّت كلّ حالة من هذه التدخلات الخفية لتغيير الأنظمة الى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومعاناة مُطوّلة لشعوب تلك البلدان، التي أنتُهِكت حقوقها السيادية من أجل الأولويات الجيوسياسية الأمريكية.

انه كتاب ممتع فيه كشف للكثير من خفايا واسرار السياسة الأمريكية التي تحكّمت بسلوكيات الحكومات المتعاقبة من كلي الحزبين الحاكمين؛ الديمقراطي والجمهوري.

(Visited 10 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *