المركز الاول والموقع الاول امنية كل المتصارعين والمتبارين في كل المجالات ، ولكن الحصول على هذا المركز لا يأتي بالشعارات ولا بالدعاية والخطب الرنانة، بل من خلال عمل جاد وحقيقي ، وخطة تسبق الانتخابات، ولا تعمل لاجلها وفي وقتها ، ولا على قاعدة ” أكلني اليوم وموتني بكره”
من يرفع شعار انا الاول في الانتخابات، عليه ان يقدّم نفسَه على أساس المفاضلة والتنافس الداعم للدولة.
و من يحدد المركز الاول ليس الكتل السياسية وامنياتها الانتخابية، بل الشعب من يحدد والناخب منْ يختار والمواطن لا يختار عبثاً اذا كان واعياً ومسؤولاً، وبالتالي سيكون هو الحكم على نفسه وعلى اختياره لهذا الحزب او ذاك .
مصطلح ” أنا الاول ” مفردة جديدة في القاموس السياسي العراقي وهو الاكثر استعمالاً يجتاح الاعلام و يتصدر الدعاية الانتخابية ، قالها التيار الصدري ” هو الأول” وهو من سن هذه السنة ، حينما صرح، بأنه سيحصل على 100 مقعد لتكون رئاسة الوزراء من نصيبة، تبعه السيد المالكي في تصريح عبر احد البرامج ” أن استطلاعات الرأي تشير الى ان دولة القانون هي الاولى” ، علماً ان العراق ليس فيه احصاء سكاني محدد وغير معروف عدد سكانه ولا عدد موظفيه، فكيف يستند الى استطلاع رأي من النوع الذي ذكره المالكي وجاء السيد هادي العامري بتصريح مماثل عن كتلة الفتح، وكذا اعلن تحالف عزم بزعامة الخنجر ، والبعض الاخر اسرها في نفسه ولم يعلنها ، فمن حق الجميع ان يتمنى ومن حقه ان يحلم ، ولكن من حق الشارع ان يسأل ماذا حقق وفعل مطلقوا الامنيات حينما كانوا أوائل وفي السلطة .
ألم يكن المالكي في المركز الاول ؟
ألم تكن كتلة الفتح من الاوائل ؟
ألم يمتلك التيار الصدري اكبر عدد من المقاعد ككتلة في البرلمان الحالي ؟
ماذا فعلوا وهم اوائل ، وماذا حققوا لجماهيرهم وهم أصحاب القرار والممسكين به .
ما الذي يفعله المركز الاول في الانتخابات القادمة بالنسبة لهؤلاء ، حتى لو حصلوا عليه سيكون باهتاً ، مفرغاً من كل محتوى .
اكثر من 18 سنة وانتم اوائل ولم تحققوا ما تمناه العراقيون ، فهل تستطيعون ان تتجاوزوا كل الاخطاء والتناحرات البينية وتبنون دولة .
المضحك المبكي في مشهد الانتخابات القادمة هي الشعارات
نعيدها دولة) و(قوى الدولة) و(نريد دولة) أبرز شعارات الدعاية الانتخابية في العراق، لكن المفارقة أن من يرفع هذه الشعارات هم الدولة وهم السلطة وهم اصحاب القرار والآمر الناهي فيها . وهم الحكام و الزعامات منذ التغيير.
كم من السذاجة ان ترفع احزاب السلطة مثل هذه الشعارات ، وهم يعتقدون ان الشعب اصابه الزهايمر وفقد الذاكرة ونسي كل ما حصل ليعيد الكرة من جديدة.
رفع شعارات الدولة وانا الاول هو استغفال حقيقي للشارع، ونفاق سياسي غير محترف ، لا يمكن اقناع الجمهور بشعارات باهته فاقدة لمعناها ، خصوصاً وان التجربة التي مرت مريرة وقاسية ودامية لا يمكن ان تنسى ببضع شعارات جوفاء ،
رفع شعارات الدولة هو محاكاة او منافسة لشعار ” نريد وطن ” الذي رفعه المتظاهرون وكان ينسجم مع ما يطالبون به. فهم قوى شعبية خارج منظومة الدولة والسلطة . ومن حقهم ان يطالبوا بأستعادة دولة ووطن ،
فهل من حق من بيده الدولة ان يستعيد الدولة
يستعيدها من مَنْ؟
“والمية تكذب الغطاس”