حول رهان پاسكال Pascal’s Wager في الايمان والالحاد

حول رهان پاسكال Pascal’s Wager في الايمان والالحاد

مصدق الحبيب

رهان پاسكال عبارة عن تحليل فلسفي لمنطق الجدل الأزلي حول وجود الله أو عدمه. وپاسكال هو نفسه الذي عرفناه من خلال قاعدة باسكال التي درسناها في دروس العلوم والفيزياء. هو عالم الرياضيات والفيزياء والفيلسوف الفرنسي المولود عام 1623 والمتوفي عام 1662.
ان جوهر الجدل الاساسي عبر تاريخ الاديان كان وما يزال يدور حول محورين، الاول هو المحورالموضوعي المتمثل بمسألة فيما اذا كان الله موجودا ام لا، يرافق ذلك بشكل لاينفصم المحور الذاتي المتمثل بمسألة اعتقاد المرء بأي من الحالتين. وكنتيجة مباشرة لذلك سنحصل على تفاعل رباعي يصنف فيه باسكال قرارات الفرد العقلانية بالاعتماد على ما عرفناه لاحقا بالمصفوفة الرياضية.
ورغم الصبغة الالحادية للانخراط بهذا الجدل وبهذا التصنيف للمواقف والتوصيف لحالة عقلانية الافراد، الا ان باسكال، وكما جاء في كتابه الموسوم “افكار” المنشور بعد وفاته، بدا وكأنه يحث الناس على الايمان ويروج لعقلانية الاعتقاد بوجود الله بموجب الاستنتاج الذي بناه على منطق حساب الربح والخسارة.
يقوم منطق الرهان على تحديد موقف المرء أولا، ثم تقييم مايؤول اليه موقفه من نتيجة ستقرر قراره النهائي، العقلاني والمحسوب. الجدول الملاصق لصورة باسكال يسهل قضية النظر في هذا الموضوع.

تُقرأ نتائج هذا الجدول أو المصفوفة كما موجود داخل الخانات المظللة والمرقمة 1 – 4 وبموجب تفاعل عاملين، عامل افقي (الصف) وعامل عمودي (العمود). فلنبدأ بقراءة الصف الاول 1 مع العمود الاول 1. هذا الشخص مؤمن بوجود الله، والله موجود فعلا، مما يمثل تطابقا تاما بين الواقع والايمان فنحصل على النتيجة في الخانة رقم 1 وهي ان هذا الشخص هو الرابح الاول والاكبر من ناحية رضاه وسعادته بحصافة ايمانه ومن ناحية الفوز الاعظم بالجنة الموعودة. ثم نقرأ الصف الاول 1 مع العمود الثاني 2 لنحصل على النتيجة في الخانة الثانية 2. هذا الشخص مؤمن بوجود الله لكن الله غير موجود فيخسر ثمن الوهم الذي يعتريه والندم الذي قد يصيبه اثر تبذير طاقته وتفويت العديد من الفرص الثمينة في حياته. لكن هذه الخسارة تعتبر ثانوية وربما غير مهمة في المقارنة بالخسارة الاكبر التي ستلم بالشخص التالي في الخانة رقم3 الحاصلة بقراءة الصف الثاني 2 مع العمود الأول 1. هذا الشخص لا يؤمن بوجود الله لكن الله موجود! فهو التحدي الاكبر للذات الالهية الجبارة التي لايمكن تجاهلها بمنطق الدين ! فسيكون جزاء هذا التحدي السافر العقاب الاليم في سعير جهنم، وهذا هو الخاسر الاول الاكبر ضمن هذه الحالات الاربع. الحالة الاخيرة هي رقم 4 المتأتية بقراءة الصف الثاني 2 مع العمود الثاني 2 . وهي تخص الشخص غيرالمؤمن بوجود الله في حالة ان الله غير موجود اصلا! وهذه حالة ربح بالمنطق الذاتي باعتبار التطابق بين الاعتقاد والواقع. لكن هذا الربح قليل جدا ويمكن اهمال قيمته قياسا بالربح الاكبر في الحالة الاولى وهو رضا الله الموجود في كل مكان والذي يرى ويسمع ويعلم ما في الصدور حسب المنطق الديني. يستنتج باسكال بأن الحالة الوحيدة الرابحة فعلا والرابحة بجزاء عظيم هي الحالة رقم 1 ذلك اننا يمكن اهمال الحالات الثلاث الباقية بسبب ان اثنين منها خاسرة وواحدة رابحة بشكل ذاتي وبقيمة قليلة يمكن اهمالها.
قد يبدو هذا المنطق الآن سهل الاستيعاب، لكننا لو تأملنا زمنه، في منتصف القرن السابع عشر، لأدركنا اهمية الريادة العلمية عند باسكال والتي وضعت اللبنات الاولى لنظريات وعلوم نعتمد عليها اليوم. فقد كان هذا التحليل باكورة نظرية الاحتمالات في علم الاحصاء ونظريات القرار والالعاب والاختيار في الظروف غير الاكيدة التي يعتمد عليها اليوم علم الاقتصاد وعلوم اخرى كالهندسة والادارة. كما كان منطق باسكال تأسيسا أوليا لافكار ومذاهب الوجودية والبراگماتية والطوعية أو العصامية ومذهب الارادة.
‏Probability Theory, Decision Theory, Game Theory, Choice under uncertainty, Existentialism, Pragmatism, Voluntarism.

(Visited 3 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *