تحقيق : نادية الكتبي
بعدما كان الفن رُقيا للروح وارتقاءا للعقل وسكينة للفؤاد , صار اكثره ضجيجا وصورامتلاصقة لاتهدف الا الى تشويش العقل و اثارة الفتن و الغرائز. فبينما كان التمثيل والغناء انعكاسا للواقع والمجتمع بحوادثه و مشاكله ومن خلالهما تعطى الدروس و العبرصار معظمه فارغا وغير هادف. وعلى خلفية رواج الاغنية الهابطة في مصر اصدرت نقابةالمهن الموسيقية متمثلة بنقيبها الفنان هاني شاكر قرار اً يمنع عدد من المغنيين عن الغناءوسحب تصاريحهم السنوية مما اثار الموضوع جدلا واسعا في مصر و الوطن العربي بينمؤيد ومعارض. وبدوره اكد هاني شاكر ان القرار ليس ضد فن المهرجانات ولكنه ضدالكلمات و الاصوات غير الجيدة واضاف ان قرار النقابة الاخير سيهدف لتنقية الاوضاع.
من هنا جالت صحيفة المستقل وسالت بعض من الفنانين والمهتمين بقضايا الفن لمعرفةارائهم بقضية الفن الهابط او السطحي ومقارنته بالزمن الجميل:
المخرج و الممثل العراقي القدير جمال الحسني : (هذا السؤال كبير جدا والاجابة عليهيحتاج الى كتب لكن اختصر قائلاً: نعم الفن اصبح بلا اخلاق كما اصبح هزيلاً واصبحفي كثير من الاحيان بلا نفع والمسببات كثيرة في دولنا العربية . وبما ان معظمهادكتاتورية او وراثية فلا وجود للحرية فنرى الفن هابطا.. اما بالنسبة للسينما فصحيح انالامور تختلف ولكن هناك خطوط حمراء لا يستطيع الفنان ان يتجاوزها قيبقى يدور حولنفسه. واما الغناء فهو في اغلبه يميل الى التفاهة وقد ذهب عصر العمالقة و الاساتذةوصرنا في عصر الاغنية القصيرة واغاني الردح واثارة الغرائز على عكس ماهو مفهوم عنالموسيقى بانها غذاء الروح.)
اما الفنانة و الممثلة الاردنية القديرة قمر الصفدي فقد قالت,(انا لست مواكبة لما يعرض , ولكن اتفق بان الاعمال القديمة كانت تحرص بمجملها على تقديم رسائل سامية قيمضمونها لكن لغزارة الانتاج في السنوات الاخيرة جعلت الحابل يختلط بالنابل ..ولكن معهذه الغزارة نجد ومضات عبقرية في اداء الممثلين او المخرجين او كتاب القصص والسيناوريوهات..وهكذا هو حال الفن في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ العالم)
المطربة والنجمة اللبنانية / دارين حدشيتي أوضحت,( بانها تتاسف على الفن بوجودالسوشيال ميديا وان الكل يريد الشهرة من خلال الفن من دون مراعاة الاسس الفنيةكالصوت او الموسيقى او المضمون. بات الفن طبولا تقرع وصراخا وللاسف تريد الناس انتندمج بالاجواء الصاخبة متناسية اصول الفن و تذوقه. وللاسف حتى بعض الفنانينالذين كانوا يختارون اغان راقية لم يعودوا كالسابق. وبالرغم من ذلك كله مازال هناكالبعض الذين يعرفون ويستمعون للطرب الاصيل وما للفن الهابط الا حين و ينتهي.
الاعلامي و الناقد الفني الدكتور جمال فياض ربما يكون رأيه مختلف نوعما اذ يقول : ان ” هناك هبوط في المستوى الفني، وانا كأي مواطن عربي ويعود السبب بذلك لاننا لمنتستثمر ونشجع مواهب الملحنين ولم نحافظ على حقوقهم الفنية فالوطن العربي ينقصهالملحنين الموهوبين فللاسف لا يوجد لدينا مبدعين بالموسيقى مع العلم ان البرامجالتلفزيونية قد خرجت اصوات جميلة لكن لم يقدموا لهم اغنية ناجحة الا مافي ندر. وبرايي انه لا يوجد اغنية هابطة انما يوجد كلام هابط ولا موسيقى راقية فالاغنية المتفوقة هي التي يحفظها الناس ويرددونها مثل الحان الاستاذ محمد عبد الوهاب اوالاخوان رحباني و بليغ حمدي فقد انتجوا اغاني خالدة تحبها كل الناس. اما سبيلالعودة للفن الراقي والطرب الاصيل فهو بتعليم اطفالنا بالمدارس الموسيقى الكلاسيكيةالراقية . علينا اعادة حصة الموسيقى في مناهجنا لنعام و نشجع اذان اطفالنا على الفنالراقي كي تنمو مواهبهم على الصحيح والجميل والفن الراقي.
المخرج القدير الاستاذ بلال خريس،( الفن الهابط هو فن لا يستوفي الشروط الادبيةوالفنية والتقنية
هو عمل اشخاص وصوليين نحو الشهرة والمال
وللأسف ينجحون في خلق حالة تتماشى معهم.)
فهل من صحوة و عودة للطرب الاصيل و الفن الراقي ؟