مواويل جنوبية
عبدالسادة البصري
قبل أيام كنّا نتحدّث أنا وزملائي في الدائرة عن أحد أصدقائنا ومعاناته مع زوجتهومرضها وعلاجها خارج العراق ، حيث يتحتم عليه أن يسافر أكثر من مرّة إلى الهند لغرضإجراء الفحوصات والعلاج لها ، حينها تذكرت صديقي باسم ومكوثه في الهند أكثر منستة أشهر لعلاج ابنته التي لم يدم عمرها طويلا ،تحدثت لهم بما كان يحدثني باسم عنكيفية الاعتناء بالمريض والاهتمام بفحصه إضافة إلى الرعاية التي يحظى بها من قبلالأطباء والممرضين وحتى المنظفين ، كما تحدثت عن حُسن معاملة الأطباء للمريضوالتعامل معه بمنتهى الرقّة والطيبة والإنسانية ، من خلال العناية بكل شيء يخصّه ،والذي انعكس ايجابيا على ازدياد نسبة المسافرين إلى الهند لغرض الفحص والعلاج منشتى الأمراض !!
وقبل أسبوعين حدثني أحد الذين أتسوّق منهم عن ذهابه إلى إيران وكيفية الاعتناءبمريضه وتعاملهم معه ، إضافة إلى نسبة التكاليف القليلة قياسا بما يطلبه أطباؤناالمحليّون والمستشفيات الأهلية عندنا !!
من خلال ما دار بيننا من حديث وصلت إلى نتيجة أن الطب عندنا في تأخر وركود رغمسمعة بعض أطبائنا الكبيرة جداً ، والذين لهم باع طويل في المهنة ، وتساءلت :ــ لماذا ياترى ؟! لماذا يتأخر الطب عندنا ونحن الذين علّمنا البشرية أبجدية الحرف والتداوي منذآلاف السنين ؟! لماذا وكليّاتنا الطبيّة سنويا يتخرج منها المئات من أبنائنا الأطباء بشتىالاختصاصات الطبية وغيرها ؟!
هل خيّمت علينا غيمة اللامبالاة ، فصرنا لا نعير أهمية لعلمنا وعملنا ليتقدم عليناالآخرون ؟! أم أن الضمير نام أو ذهب في رحلة خارج حدود المألوف فبات تعاملنا معالمواطنين بمفهوم الربح والخسارة ، ولا بد من الربح كأننا في لعبة قمار مع المريض مهماكانت النتائج ؟!
قبل أيام قرأت منشوراً على صفحات التواصل الاجتماعي تعترف فيه كاتبته ذات الاسمالمستعار بأنها تعمل في مختبر وصاحبة المختبر تتعامل بطريقة بشعة مع المرضى ، حيثتعطيهم نتائج لفحوصات غير فحوصاتهم وهذه كارثة طبعاً ، كما نجد أن بعض الأطباءيتعامل مع المريض وكأنه يعمل في سوق البورصة ، كم تدفع كي أفحصك وأعالجك وهكذا!!!
نتيجة ما وصلت إليه الأمور بسبب الفساد الذي استشرى في النفوس والضمائر ، وازديادنسبة المرضى وتنوع الأمراض ، والتعامل غير السليم مع المريض وأهله من قبل البعضوالأخطاء الكبيرة التي تحصل نتيجة الإهمال واللامبالاة وارتفاع تكاليف الفحص والعلاجوالعمليات وتغيير منا شيء الأدوية وأسعارها حسب جودة فاعليتها العلاجية ، أدى إلىازدياد نسبة السفر إلى الخارج للفحص والعلاج وهذا هدر في العملة الصعبة فبدلا منإدخالها للبلد إخراجها منه !!
على المعنيين بالصحة الانتباه إلى هذه الظاهرة والعمل على تقليل نسبتها وليتحولالسفر من بلادنا ــ إليها ، لتكون محطة إنقاذ لمرضانا ومرضى الآخرين إضافة إلى موردهاالاقتصادي للبلد !!