رياض الفرطوسي
شاهدت مثل غيري حادثة سقوط الدكتور نديم الجابري من على كرسي قناة العراقية اثناء حديثه عن الاصلاح ‘ وبدى ان الحادث مأخوذ من نفس مضامين الحالة العراقية بكل تفاصيلها حيث كشف هذا السقوط المفاجىء حجم الخراب في كراسي الاصلاح المتهاوية. حتى اصبح الجلوس على اي كرسي يشكل خطرا محدقا للانسان اولا ولوزن الاصلاح ثانيا. عندما يسقط الانسان بهذه الطريقة فهذا مدعاة لأن تسقط مفاهيم وافكار وقناعات ومبادىء من عيون الناس. اليوم تداعى الكرسي وغدا قد يتداعى سقف او جدار مدرسة
وبعدها لا سامح الله قد يتداعى الوطن ويتفسخ.لا احد يعرف اين نتجه في هذا الزحام والفوضى والتكالب ويبدو انه يراد ان يتفسخ كل شي ببطأ وعبر مراحل. الانسان ‘ والكراسي ‘ والاقتصاد ‘ والتعليم‘ والقيم ‘والثقافة. هل يمكن بناء الوطن على كراسي اصلاح متهاوية.نحن نُحرق ونسقط ونموت ونتداعى بأسم الاصلاح.لم يقل لنا كهنة الاصلاح اين هي برامجهم خلال كل هذه السنوات المنصرمة اين هي خطط التنمية والبناء؟لن تجد شيئا خاصة بعد ان تحطمت الذات والثقة ‘ لأن البناء الفقري للاصلاح منحرفا ومعوجا.واي محاولة لتعديله يؤدي الى انهيار الوضع بشكل كامل.لا يمكن ان تقيم اصلاحا على اسس متعفنة وفاسدة وهشة.الكثير من الناس وبعض من البرلمانيين يصرخون ويطالبون بالاصلاح ( نعم .. نعم للاصلاح ).كيف نطلب ممن لا يحترم الاصلاح ان يكون مصلحا.كيف يكون مصلحا وهو سارق ومنتحل ولص( وعصابجي وشقاوة).بيننا من ينادون بالاصلاح ليل نهار ولو سمعوا اراءا مضادة لما فعلوا ما فعلوا.لكن التخويف والتخوين والوعد والوعيد يسحق البنية الداخلية والنفسية ويخلق ( هوية مزورة).
وبدل ان نصلح الذات اصبحت هناك صناعة للترهيب ‘ فكانت النتيجة بروز كل تلك التشوهات الادارية والمؤسساتية.كم عدد الذين سقطوا تحت شعارات الاصلاح‘من مرضى وفقراء ويتامى وأرامل وكبار في السن. القوة والاتباع والحواشي والمال لا تخلق اصلاحا.لأنه بمجرد تجريد هؤلاء من هذه الاشياء يتداعون بسرعة ‘لأنهم بلا مبادىء حقيقية وبلا ضمير حي. قد يكون الانسان وحيدا لكنه عندما يحمل قيم رصينة ونظيفة وجذور عميقة فأنه يشكل امة.
من الان وصاعدا سيتحسس الجميع كراسيهم قبل الجلوس عليها سواء كان كرسي رئاسي او كرسي حلاق.وان لم تكن محظوظا فقد تجد نفسك‘( مرمي ما بين الكراسي ) كما يقول كاظم الساهر.