زكي الساعدي || مهندس استشاري
عندما نبحر بعالم الآقتصاد نجد ان كل شيء ممكن ان يتحول إلى ذلك المعدن اللامع البراق ويدخل في جيوب المؤسسات أو يودع في المصارف لحساب الشركات أو الاشخاص اذا ما تم أستثماره بالشكل الصحيح.
في أغلب دول العالم وخصوصا الأوربية قلما تجد مركبات مرصوفة أمام البنايات والمحال التجارية وخصوصا في الشوارع المهمة وقد يكون السبب للقادم أول مرة لتلك البلدان مجهولاً حين يرى الشوارع تخلو من تلك الظاهرة المتفشية لدينا ..الاجابة قد يعرفها الكثيرين ويجهلها من لم يسافر لتلك الدول المتقدمة والتي ننتظر ان نحذو حذوها بفارغ الصبر .
ان السبب الرئيسي لعدم ركن المركبات في الشوارع بصورة عشوائية هو وجود نظام يحدد اجرة ركن السيارة في كل مكان في تلك الدول ويختلف السعر تبعا للرصيف والشارع وابعاده وموقعه الجغرافي والتجاري وعدد الساعات فقد تصل ساعة ركن السيارة في بعض الاماكن الى ١ دولار للساعة الواحدة وتختلف من مكان لأخر .
وبعض الأماكن يكون الوقوف فيها مجاني مثل ساحات المولات التجارية والبنايات الحكومية وما غير ذلك تبعا للتصنيف ..
ومن فكرة هذا النظام المعمول به في الخارج ممكن ان يطبق نظام مشابه في اي بلد .
فهو يساهم بتنظيم مناطق وقوف السيارات والسيطرة على الزخم المروري الناتج الان من وقوف السيارات بمواقف غير نظامية التي قد تغلق أغلب الطرق أحيانًا وقد تتسبب بأضرار جسيمة للاشخاص او المركبات نتيجة للوقوف الخاطئ وأيضا من الممكن ان تجني الدولة من هذا النظام ملايين الدولارات يوميا حيث تقدر عدد السيارات والمركبات في البلد ب٧،٥ مليون مركبة ولو فرضنا بإن نصف هذا العدد من السيارات يخرج بشكل يومي ويستخدم الوقوف لساعة او ساعتين فنحن نتكلم عن ٣،٥ مليون دولار يوميا على أقل تقدير .. وهذا النظام ممكن ان يخلق وظائف للشباب العاطل عن العمل ويدعم اقتصاد البلد وينظم وقوف المركبات ويجعل المواطن حريص جدا بالالتزام بوقف مركبته في مكان امن وصحيح ومراقب واقل كلفة ومعرفة الاماكن المجانية والاعفاء المجاني اذا كان الوقوف أقل من ساعة ..
تقدر عائدات هذا النظام تقريبا من ٤ مليون الى ٧ مليون دولار يوميا ويوفر فرص وظيفية لا تقل عن ٢٠٠ الف فرصة عمل في عموم البلاد .
يجب خلق نظام متطور يقسم المناطق حسب الرقعة بوضع إشارات على الاعمدة و عداد اليكتروني ويحدد سعر ساعة الوقوف
وتكون أقل من نصف دولار للساعة الواحدة ومن الممكن تقليلها الى ربع دولار في المناطق العامة ووضع ساحات مجانية للوقوف. وتقسيم الأرصفة الى ذهبي وماسي وفضي ..
والرصيف الذهبي سيكون الاغلى سعرا وهو في المناطق المزدحمة والتجارية وأمام المطارات والمواقع المهمة وبذلك نكون قد نظمنا رَكنْ المركبات ووفرنا فرص العمل ودعمنا الميزانية واستخدمنا التكنلوجيا المتطورة لمراقبة السيارات المركونة وعائديتها ..
يتطلع المواطن للعيش في نظام متطور كما نراه في البلدان المجاورة لكن للاسف لاتوجد ثقافة لتطبيق ماهو مفيد في البلد لغياب الارادة الوطنية ونقص في الخبرات وعدم استقطاب الكفاءات في مؤسسات الدولة .
نتأمل ان تأخذ الكفاءات دورها في الحكومة المقبلة .