تحقيق : أمير البركاوي
خطر يحدق بالركيزة الأساس للنهوض بالبلد و يعوق تقدمه، فالشباب هم الفئة التيترسم ملامح مستقبل الامم ، ولذا فإن أي تدمير لهذا الفئة هو تدمير للمجتمع وللوطن ،فالمشاكل المجتمعية لدينا كانت كثيرة، لكنها تختلف عما تعانية بعض المجتمعاتالمحيطة بنا ، فالمخدرات كانت خطأً احمراً ، ولا تكاد تسمع بها الا قليلاً ، اما تعاطيها فهيمن الندرة. التي لا تذكر .
، الخطر الجديد الذي يفتك بمجتمعنا اليوم هو شيوع حالة التعاطي وتحولها الىظاهرة في الأوساط الشبابية، ولعل منهم بأعمار لم تتجاوز السن القانوني وهو مؤشرينذر بخطر كبير يهدد بتفكك البنية المجتمعية في بلدنا .
في هذا التحقيق الصحفي الذي اجرته جريدة المستقل سنسلط الضوء على هذه الظاهرةا لاجتماعية لمعرفة الاثار النفسية والاجتماعية والصحية لتعاطي المخدرات وما علىالسلطات اتخاذه للحد منها.
تعاطي وتجارة
التقينا مع السيد فرزدق أبراهيم الصكبان احد مدراء مكتب المفوضية العليا لحقوقالأنسان ، وسألناه عن اهم الخطوات التي اتخذتها المفوضية لمواجهة هذه الظاهرة . فاجاب
قائلاً : رصدت المفوضية العليا لحقوق الأنسان ومن ضمن مهامها وواجباتها وفريقالعدالة الجنائية فئتين لتعاطي الحبوب المخدرة فئة تتاجر واخرى وتتعاطى .
المشكلة في الفئة الثانية لاننا وضمن دراستنا للواقع وجدنا ان الفئات من فوق (18الى30) تعاطي وفوق (40 الى 50) تعاطي وتجارة وتوجد اسباب اقتصادية ونفسية وماليةللمتعاطين وايضا المتاجرين حيث بلغ سعر الغرام الواحد 50 الف وهي تجارة رابحة .
وعن كيفية وصول هذه المواد لايدي الشباب قال: هناك ثلاث ممرات لوصول الحبوبوالمخدرة الى هي الطريق الحدودي مع السعودية والطريق الغربي مع المحافظات الغربيةوالجنوبية ، اذ لا توجد رقابة صارمة وشديدة في قانون مكافحة المخدرات حيث تم تعديلقانون 50 لسنة 2017 المعدل هذا القانون الذي الغى عقوبة الأعدام وخففها الى عقوبةالمؤبد والسجن 15 عام ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة .
بالمناسبة
هذا القانون سهل عملية الاتجار والتعاطي، وكان العراق سابقاً يعتبر بلد ممر لعبورالمخدرات ، ولاتوجد نسب كبيرة للتعاطي و لا حتي للتجارة بهذه النسبة والكمية التيعليها الان .
ضرر نفسي وأجتماعي
الدكتور فاضل محسن الميالي الاستاذ في كلية التربية. المختلطة حدثنا عن ظاهرة تعاطيالحبوب المخدرة بين بعض الطلبة قائلاً : هذه ظاهرة خطيرة في المجتمع ولا نمتلكبيانات دقيقة عن مدى انتشارها في المجتمع لكن هناك مؤشرات تؤكد انتشار هذه الظاهرةبين الفئات الشبابية، وقد بدت اثار هنا و مضارها الصحية والنفسية ، انا على الصعيد وعلى الاجتماعي والاضرار النفسية التي تجعل المتعاطي ضعيف ومهزوز ، كما تخلفقدراته الذهنية بحيث تحول بينة وبين توظيف هذه القدرات من الناحية الفعلية العمليةوبالتالي يخسر الكثير من هذه القدرات في مجال عمله واهتماماته وفي مجال اختصاصهوبالتالي تكون ابعد من ان يستخدمها ولا يتمكن من اكتشافها وتوظيفها في مجال عملهويفتقر الى الصورة الاكمل في الواقع الميداني وفي المنفعة الشخصية والتاثير الثانيتؤثر على الجانب الوجداني على البنية الوجدانية وتجعلها متبلده بنية جامدة ليسفيها حراك ليس فيه حيوية الانسانية وتفتقر الى التراحم واقرب الى الجمود وصعوبة فيالتعامل مع الاخرين ويكون التعامل اقرب الى الرسمي الجاف وعدم الارتياح وعدم التقبلبحدود ذاته والتحول الى حالة الادمان والادمان الجسمي والادمان النفسي واذا وصل الىحالة الادمان الجسمي وهذه مرحلة خطيرة ويشعر بهذه الحالة يحتاج الى تحفيز الى انيتعاطى الحبوب المخدرة وفي هذه الحالة دورة في المجتمع يقل وتنعكس على دورة فيالعائلة وفي المجتمع وعدم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وفي تعاملاتة مع المجتمع ككلولا ياخذ دورة في المجتمع وهناك مضار اقتصادية عند الادمان تدفعة الى الهدر الكثير منالاموال من اجل تعاطي الحبوب المخدرة.
مانع ديني وقانوني
وفي كلية التربية المختلطة في قسم القران والتربية الاسلامية تحدث لنا الدكتور سيروان عبد الزهرة الجنابي قائلاً : تسالم الفقهاء منذ الأزل كل مسكر حرام وكل ما يدخل ضمنالمسكر غير جائز ومحضور التعامل بة لانة له اضرار اجتماعية كبيرة فضلا عن الاضرارالاقتصادية التي تضر بالمجتمع سواء ذكر او انثى فلما كان هذا الأمر في الشريعةالأسلامية محرم وفي القران الكريم وقولة تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فان هذايدعوا الشباب الى الأبتعاد عن تعاطي المخدرات لأن لها اضرار اجتماعية وحظرها الألهيمن الله سبحانه وتعالى ففي كل الاديان قاطبة الخمر محرمة ولما كانت الخمر مسكرة حرمكل مسكر بناء على هذا التحريم فعدة المخدرات محرمة بناء على اتحاد العلة مع الخمروهي الأسكار وبالتالي القاعدة تقول ان الحكم يدور مع العلة اين ما دارت فان هذا ينصعلى وجوب تحريم المخدرات لأن العلة فيها كاملة وهي السكر وبالتالي يجب الأمتناع عنتعاطي المخدرات والخمر والأمر الأخر الذي يجب ان يتنبه له الشباب وهو المانع القانونيلأن هناك قوانين صارمة لتعاطي المخدرات او الأتجار بالمخدرات ولها عواقب وخيمة فيالقانون المدني العراقي تصل الى الحكم المؤبد فضلا عن العزلة والضرر النفسي وعدمالقدرة على التركيز او انجاز أي عمل سواء عمل اقتصادي او اذا كان طالب عمل علمي والحالة الاجتماعية تدعوا الى نفرة الكثير من العوائل لتزويج البنت لمتعاطي المخدراتوهذا يؤدي الى مقاطعة اجتماعية كبيرة تعود بالضرر النفسي والاجتماعي والقيميوالافضل الامتناع عن هذه الظاهرة.
أضرار صحية خطيرة
في حين حدثتنا الدكتورة ايناس البديري قائلة : دائماً من يتعاطى الحبوب المخدرة يكونبلا وعياً يتصرف بدون حكمة ومؤذي وقاسي لنفسة وللأخرين واذا لم يتعاطى الحبوبالمخدرة يكون في صداع مستمر ويشكي من قلة النوم والكوابيس والخمول ويكون شخصمستهلك ويبدأ الادمان على التعاطي بعد التعاطي لمرة وتستمر الحالة الى الادمان علىالتعاطي بشكل يومي وعلى بعض الشباب الابتعاد عن هذه الظاهرة التي تهدد حياتهمومستقبلهم الوظيفي والأجتماعي والأسري لأنها مؤثرات عقلية وعلى الشباب التوجه الىالله لأن تعاطي الحبوب المخدرة معصية وابتعاد عن الدين.
فيما تؤكد لنا الدكتورة يسرى الياسري (صيدلانية ) فتقول : ان تعاطي الحبوب المخدرةلها اثار خطيره على المتعاطين لكون المتعاطي يدخل في مرحلة اللاشعور الى ان ينتهيالدواء وهناك من يقوم بأخذ ادوية مشابة للمواد المخدرة في حالة لم يحصل على الحبوبويجبر الصيدلي على اعطاءه هذا العلاج وهذه هي حالة الأدمان نتيجة تعاطي الحبوبالمخدرة وتؤثر هذه الحبوب على الكبد مباشرة لأن من يقوم بالتخلص من هذه المواد هوالكبد وهناك تعاطي اخر وهو عن طريق الأركيلة تندرج ضمن المورفين ومن تجربةالتعاطي الاولى تبدأ مرحلة الأدمان.
على الجهات المعنية العمل على تكثيف الجهود من قبل كل المؤسسات ذات العلاقة من اجلالقضاء على هذه الظاهرة الأخطر على حياة ومستقبل شباب العراق لأنها تفتك بأهمشريحة لبناء وتطور ونهوض البلد مع تحديد الجهات المروجة لهذة المواد والقضاء عليهاوتقديمها للعدالة من اجل بلد ينعم بشباب واعي لمستقبلة ومستقبل بلدة مع تخصيصدروس ضمن المنهاج التربوي في المدارس للتوعية من ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة وتبيان المخاطرها النفسية والأجتماعية والصحية على الفرد المتعاطي.